كتب وديع عواودة:
استقبل قادة المواطنين العرب في إسرائيل عملية انتخاب الرئيس الجديد للسلطة الوطنية بشكل ديمقراطي بارتياح ورضى كبيرين، فيما أعرب أغلبهم عن عدم تفاؤلهم ببدء مرحلة جديدة من شأنها ان تفضي الى تسوية سلمية للصراع يقبل بها الشعب الفلسطيني. وقد استطلعت اراء ممثلي الاحزاب العربية سيما اولئك الذين على اتصال يومي بما يجري في الساحة نحو استشراف وجهة حكومة اريئيل شارون الجديدة ومستقبل العلاقات بين الشعبين، الآن وبعد انتخاب محمود عباس وتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة هل يقف الصراع على اعتاب مرحلة جديدة ام انها عملية طحن ماء مرة اخرى؟
النائب طلب الصانع عن القائمة العربية الموحدة اعتبر في معرض اجابته ان الانتخابات الفلسطينية بحد ذاتها انجاز هام منوها الى ان الشعب الفلسطيني اثبت امتلاكه الارادة رغم احتلال وطنه ما يعزز مسيرته نحو التحرر. واضاف "الانتخابات الفلسطينية ستساهم في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني ما يعزز قدرة عباس على مواجهة الضغوطات الاجنبية". وبشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين رأى الصانع ان المرحلة الاولية ستشهد تنسيقا بين الجانبين لاتمام الانسحاب من غزة ولفت الى انه لا يتوقع موافقة شارون على جعل ذلك جزءا من خارطة الطريق مؤكدا ان عملية التنسيق والتفاوض ستبدأ وتنتهي في الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية وان التغيير القادم لن يتعدى كونه تحولا لا تغييرا جذريا بفعل تعقيدات الصراع التي تستغرق مدة اطول للحسم. في المقابل اعتبر الصانع ان انتخاب ابو مازن سيشكل مرحلة جديدة من ناحية انتقال المبادرة للجانب الفلسطيني الذي سيستطيع فرض محاصرة سياسية على الاسرائيليين ونزع القناع عن وجه اريئيل شارون. يشار الى ان الصانع وزميله عبد المالك دهامشة وهما مندوبا القائمة العربية الموحدة قد امتنعا عن الاقتراع خلال المصادقة على حكومة التكتل القومي في الكنيست ما ساهم في نجاتها من السقوط بعد ان حازت على 58 صوتا فقط مقابل 56 نائبا عارضوها. ردا على سؤال حول التزام الحياد في تصويت الثقة على حكومة اليمين والمساهمة بذلك في نجاتها رغم انها مؤازرة للاستيطان في الضفة وللجدار(خلافا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديموقراطي اللذين عارضا حكومة التكتل القومي) قال الصانع، رئيس كتلة القائمة الموحدة "اثارتصويت القائمة الموحدة غضب زمرة اليمين الفاشي داخل الكنيست، لان القائمة الموحدة افشلت مخططاتهم لامتطائها من اجل تحقيق اهدافهم بترسيخ الاحتلال والاستيطان في قطاع غزة و شمال الضفة الغربية". واضاف "ان غضب النائب المفدالي يهلوم وليبرمان يؤكد صحة موقفنا، واننا لن نرضى بان نكون على هامش الخارطة السياسية كما يريد اليمين وسنعمل جاهدين من اجل استثمار تمثيلنا البرلماني الى تاثير على القرار السياسي. في المقابل صوتنا غداة ذلك ضد مشروع قانون الميزانية ما يؤكد مراعاتنا لظروف وملابسات كل قضية وقضية وفقا لمصلحة شعبنا".
الدكتور جمال زحالقة، النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، اشار الى ان التغييرات الحاصلة في الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية تسمح بالشروع بالمفاوضات لكنها لن توصل الى تسوية. وعزا ذلك الى تمسك اريئيل شارون بالحل المرحلي وارجاء التسوية النهائية. وشدد زحالقة على ان انضمام "العمل" لليكود لن يعدل الموقف الاسرائيلي محذرا من قيام شمعون بيريس مرة اخرى بلعب دور مدير العلاقات العامة في حكومة شارون. واضاف "لذلك لا مكان للاوهام بشأن انفراج حقيقي في العملية السلمية سيما ان التجربة تذكرنا بأن بيريس هو امهر زارعي السراب السياسي في المنطقة". واعتبر زحالقة ان الحكومة الجديدة في اسرائيل هي الاسوأ لانها ستواصل سياسة سابقتها دون ان تتعرض الى ضغوطات اقليمية ودولية لائقة بفعل امتصاصها مسبقا من قبل بيريس و"العمل" الذي يستعد لاسرلة الموقف الاوروبي بعد ان نجح شارون بصهينة الموقف الاميركي.
من جانبه اشاد النائب عصام مخول، عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الكنيست، بالانتخابات الفلسطينية مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني طير من خلالها رسالة هامة تحمل غصن الزيتون وتعلن النوايا الجدية ببناء مرحلة جديدة لافتا الى ان الرسالة الصادرة عن اسرائيل كانت ولا تزال معاكسة. واوضح مخول ان الكنيست اقر توسيع حكومة شارون بدلا من اسقاطها لاستمرار تخبطها في فشلها وازمتها لافتا الى ان مضي الساسة الاسرائيليين بوضع الفلسطينيين تحت الامتحان ومطالبة رئيسهم المنتخب بالحرب الاهلية كشرط للتقدم لا يبشر بوجود خيار سياسي سلمي في الجانب الاسرائيلي. واضاف "ويجدر التنبه الى ان ما حصل في اسرائيل هو انضمام حزبي "العمل" و"يهدوت هتوراة" للائتلاف مع الليكود وليس تشكيل حكومة مع اجندة جديدة ولذا فهي لن توصل الى تسوية".