نفى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق، الميجر جنرال عاموس مالكا، من جديد، ان تكون هيئة وضعت تقويمات استخبارية قبل اندلاع الانتفاضة ومفاوضات كامب ديفيد، تقضي بأنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني شريك للسلام، أو ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يكن يعتزم حقاً التوصل الى تسوية سياسية عشية ذهابه للمحادثات. وقال، في حديث للاذاعة العبرية (الجمعة)، ان كل تقويمات شعبة الاستخبارات وقسم الأبحاث فيها قامت على ان الرئيس عرفات سيمنح العملية السلمية فرصة ويبذل كل جهد مستطاع لاستنفادها "كما قمنا بتحليل هامش مرونته، وفي اي حال يمكن ان يوقع على اتفاق أو يرفض". وزاد ان اجهزة الاستخبارات حذرت من ان الرئيس الفلسطيني قد يلجأ الى العنف أو ممارسة المزيد من الضغط على اسرائيل اذا ما توصل الى استنتاج بأن العملية السلمية لم تحقق له مراده. وتابع: "بعد فشل المحادثات في طابا شرع غلعاد(عاموس) بترويج نظرية المؤامرة (عن عرفات) لتصبح النظرية السائدة في اسرائيل من دون ان تحظى بمصادقة هيئة الاستخبارات".
وجاءت أقوال مالكا غداة اتهامه لرئيس قسم الأبحاث السابق، الميجر جنرال عاموس غلعاد، بتلفيق هذه التقويمات الاستخبارية واقناع المستويين السياسي والعسكري بأن الرئيس الفلسطيني خدع الاسرائيليين "بالتظاهر" باستعداده للتفاوض وانه ما زال يؤمن بالقضاء على الدولة العبرية "بوسائل ديموغرافية".
وأثار هذا السجال، الذي كشف النقاب عنه المعلق الصحفي في "هآرتس" عكيفا إلدار، الخميس والجمعة، ردوداً واسعة وارتفعت أصوات في صفوف اليسار تطالب بالتحقيق في أفعال غلعاد، الذي يشغل اليوم منصب رئيس القسم السياسي - الأمني في وزارة الدفاع. وقال زعيم "العمل" شمعون بيريس ان الحديث هو عن مسألة خطيرة، اذ ان تقديرات غلعاد الغبية والمبالغ فيها حول غياب شريك فلسطيني "ساهمت بشكل كبير في تغيير الحكم في اسرائيل (صعود اريئيل شارون) في العام 2001 وبلورة خطة انفصال أحادي الجانب".
ويعرف عن غلعاد مناصبته الحقد والعداء للرئيس الفلسطيني. وكرر يوم الجمعة، في لقاء مطول مع صحيفة "معاريف" أجري قبل الكشف عن قيامه بتزوير تقويمات شعبة الاستخبارات، اتهامه عرفات بالسعي للقضاء على اسرائيل وانه لمس هذا التوجه منذ العام 1985. وقال: "موقفي منه معروف. انه يريد إبادتنا هنا كدولة يهودية. هذا قراره الاستراتيجي وما دام (عرفات) يقرر هذا فليس هناك أمل لتحقيق شيء"، في تذكير بموقفه الذي يتكرر غداة كل عملية استشهادية والداعي الى "التخلص" من الرئيس الفلسطيني. يذكر أخيراً ان غلعاد وقف ايضاً وراء التهويل من قدرات العراق غير التقليدية والزعم بأن رئيسها المخلوع صدام حسين يخطط لقصف اسرائيل بصواريخ تحمل رؤوساً نووية، وهي تقويمات تبين ان لا أساس لها استدعت اقامة "لجنة فحص" برلمانية.