طلعت مجموعة من كبار الحاخامات اليهود بفكرة استقدام آلاف الهنود الذين يُعتقد بأنهم من ذرية "سبط منشيه"، أحد الاسباط العشرة الضائعة التي كانت تعيش في مملكة اشود في القرن الثامن قبل الميلاد، مدفوعة بالهوس الديموغرافي وبحثاً عن قوى بشرية تدعم الهجرة الى الدولة العبرية.
وبحسب المعتقدات اليهودية فإن عشرة من الاسباط الاثني عشر التي كانت تعيش في مملكة اسرائيل في العهد القديم تشتتت إثر اجتياح الاشوريين العام 721 قبل المسيح.
وبثت اذاعة الجيش الاسرائيلي، الثلاثاء، ان الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (سفارديم) شلومو عمار عاد للتو من زيارة للهند حيث التقى جالية يؤمن أفرادها بأنهم من نسل منشيه لكن ثمة عقبات تعترض اثبات انهم يهود، طبقاً لتعريف اليهودي "كمن ولد لأم يهودية وليس من دين آخر"، يسمح لهم بالهجرة الى اسرائيل والإفادة من "قانون العودة" الذي يمنحهم حق الاقامة في الدولة العبرية.
واكد الحاخام عمار الذي زار، برفقة وفد من الحاخامين، ولايتي مانيبور وميزورام شمال شرقي الهند، ان قراراً سيتخذ في هذا الشأن "عندما تتوافر جميع العناصر لأنه ليس من السهل ان نقرر من هو يهودي". وقال انه من الممكن ان يعلن هؤلاء الهنود "يهوداً مع امكان التشكيك"، وهو وضع قد يسمح لهم بالاستفادة من "حق العودة" الذي يجيز لكل يهودي في العالم بالهجرة للاقامة في اسرائيل.
وتفقد وفد الحاخامين مكان اقامة اعضاء من هذه القبيلة الهندية يؤكدون انهم يتحدرون من احد الاسباط العشرة الضائعة بغية التحقق من ان عاداتهم هي فعلاً يهودية. واعتبر عضو الوفد الحاخام الياهو بيرنبوم انه "لا يوجد ادنى شك بأن هؤلاء الناس هم جزء من الشعب اليهودي". واضاف "ان تقاليدهم وعاداتهم تعود الى قرون عدة. وتؤكد كنسهم وكذلك الشهادات المكتوبة لهنود يعيشون حولهم انهم من دون شك من اصل يهودي".
وحتى الآن لا يستطيع افراد هذه القبيلة المجيء الى اسرائيل الا بتأشيرة سياحية. وعليهم إن أرادوا الحصول على الجنسية الاسرائيلية ان يعتنقوا الديانة اليهودية، مثلما يحصل بالنسبة الى غير اليهود ممن يرغب في اعتناق اليهودية.
ويندرج هذا "البحث" عن مزيد من اليهود لاستقدامهم الى اسرائيل ضمن السياسة التي تعتمدها الحكومة الحالية، في ظل التقارير المتتالية عن اختلال "الميزان الديموغرافي" في فلسطين التاريخية، واحتمال ترجيح الكفة لمصلحة الفلسطينيين الذين سيغدون غالبية فيها العام 2020.
ولا يختلف البحث عن هنود ذوي جذور يهودية عن الدعوات الصادرة في اسرائيل أخيراً لتهويد العمال الأجانب وفقاً للطريقة الاصلاحية، لا الارثوذوكسية، بهدف زيادة ثقل اليهود في اسرائيل أمام "الأخطار الديموغرافية المتربصة بها". كما يندرج في اطار الدعوات التي يطلقها أركان الدولة العبرية للجاليات اليهودية في شتى أرجاء العالم، خصوصاً الجاليات الضعيفة اجتماعياً، بالهجرة الى "بلاد السمن والعسل" (بحسب وصف أرض اسرائيل في التوراة).
وعلى رغم ان الحاخام عمار ورفاقه الذين زاروا الهند لم يتأكدوا من "يهودية" الهنود الذين التقوهم، لكن ثمة من دعا الى اعتبارهم "يهوداً مع احتمال التشكيك" على أن يتم تهويدهم بالطريقة الارثوذكسية المتشددة كما حصل مع يهود الفالاشا الذين استُقدموا الى اسرائيل مطلع تسعينيات القرن الماضي.
(من أسعد تلحمي)