أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، عن تفاؤله مما ستؤول اليه الأوضاع في الدولة العبرية في غضون السنوات العشر المقبلة، بانياً تصوراته على تغييرات اقليمية وعالمية قال انها ستحصل وتصب في مصلحة اسرائيل فتنعم بالسلام، وفقاً للشروط الاسرائيلية، مع جاراتها بما في ذلك ايران "التي قد يتغير النظام فيها ويصبح موالياً للغرب" فيما سيحصل الفلسطينيون على دولة مستقلة في حدود تقررها اسرائيل "ومن دون (الرئيس ياسر) عرفات الذي سيختفي عن الحلبة".
وقال موفاز، في سياق حديث مطول لصحيفة "يديعوت احرونوت" يوم 29/9/2004، ان خطة الانفصال الاحادي الجانب ليست مجرد اجراء فني يتمثل بإخلاء مناطق "انما، وهذا ما يدركه الفلسطينيون، خطة تقوّض استراتيجيتهم القائمة على المماطلة وعدم التوصل الى تسوية انما هزم اسرائيل عبر حرب استنزاف اجتماعية واقتصادية وسياسية".
وأضاف انه لا يستبعد قيام دولة فلسطينية بعد عشر سنوات "أو ان نكون في اتجاه اقامتها لكن ستوجد حتى ذلك الوقت تسويات مرحلية احداها خطة الانفصال". وقال انه ينبغي على اسرائيل في كل الاحوال ان تتصرف بمسؤولية وحنكة قبل أن تتخذ خطوات من شأنها المساس بأمنها. وتابع ان الرئيس الفلسطيني لن يكون في مركز منصة القيادة "اما يتم ترحيله أو تحل محله قوى فلسطينية براغماتية".
ورداً على سؤال حول حدود الدولة الفلسطينية العتيدة قال موفاز ان من الأسهل الرد على سؤال حول حدود دولة اسرائيل التي ستشمل الكتل الاستيطانية الكبرى وغور الاردن لتمنح للدولة العبرية عمقاً استراتيجياً وحدوداً يمكن الدفاع عنها وحمايتها، مضيفاً ان القدس ستبقى موحدة بشطريها تحت السيادة الاسرائيلية. وزاد ان التغييرات الاقليمية والدولية الحاصلة الآن وتلك التي ستحصل تحد من قدرة الفلسطينيين على المساومة خصوصاً ان الرئيس الاميركي جورج بوش تحدث بشكل لا يقبل التأويل عن أهمية الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية بالنسبة الى اسرائيل.
ويتوقع وزير الدفاع الاسرائيلي، من ناحية أخرى، ان تحصل تطورات على مسار التفاوض السوري تفضي الى التوصل الى اتفاق سلام مع سورية "من دون التخلي عن بحيرة طبرية" رافضاً الحديث عن امكان انسحاب اسرائيل من الجولان المحتل مكتفياً بالقول ـ الاشتراط بأن على سورية ان تثبت صدقية نياتها للتوصل الى سلام وتكف عن دعم الارهاب و"تعالج" مسألة "حزب الله"، مضيفا انه لا يرى أي سبب لعدم بقاء المستوطنات الاسرائيلية في الجولان حتى في حال التوصل الى سلام مع دمشق.
ويقود تفاؤل موفاز الى توقعه حصول اختراق في العلاقات مع دول عربية أخرى "مثل ليبيا والمغرب والسعودية والعراق وعمان وقطر".
وماذا عن ايران؟ يتوقع موفاز ان تشهد ايران انهيار النظام الحاكم "اذ اننا نرى اليوم، بعد 25 عاماً من الثورة الاسلامية، مؤشرات لمعارضة النظام ونحو الانفتاح وخوض معركة من أجل الحرية. وستتسع هذه المعركة، وبعد 10 سنوات سنكون في خضم عملية تقود الى نظام جديد ديموقراطي موال للغرب وعندها يمكن استئناف العلاقات بين اسرائيل وايران والعودة الى ايام الشاه". ويتابع ان "ما يعني اسرائيل اليوم هو منع النظام الحالي في ايران من بلوغ الخيار النووي".
ويرى وزير الدفاع الاسرائيلي ان "الارهاب" سيكون خلال الأعوام العشرة المقبلة "مشكلة دولية" تقلق راحة "العالم الحر" الذي سيواصل، بزعامة الولايات المتحدة، "حربه على الارهاب". ولا يستبعد موفاز ان تشمل هذه الحرب "حزب الله" الذي يشكل الذراع الأمامية لايران في لبنان. وقال: "لا اعتقد ان حزب الله سيختفي لكنني لا أسقط من حساباتي عملاً دولياً ضده".
(من أسعد تلحمي)