المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ازاء الدعوات الهستيرية الصادرة عن حكومة اسرائيل والداعية إلى الرد الانتقامي على صواريخ "القسام" بالتصعيد واسقاط المزيد من الضحايا الفلسطينيين وهدم بيوتهم في حملة "جدار واق" ثانية نحو اقامة مناطق عازلة، حذرت جهات اسرائيلية من مغبة التورط والغرق في قطاع غزة، وأشارت صحيفة "هآرتس"الاسرائيلية في مقالتها الافتتاحية امس الجمعة (1/10/2004) الى اخفاق الاحتلال في اسكات صواريخ "القسام" ونجاح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في جعله ينسحب تحت النيران، مشددة على ان الاقتراح بالقصف العشوائي لغزة على كل صاروخ "قسام" يسقط او اقامة شريط عازل لحماية مستعمرة سديروت يعنيان التصعيد وزيادة اعداد الضحايا من الجانبين، "ما يخدم مصلحة حماس اكثر مما يخدم اسرائيل التي قررت الانسحاب"، على حد قولها

.

واختتمت "هآرتس" بالتحذير من غرق الاحتلال وبعمق في ما أسمته "طنجرة الضغط الغزاوية" وانفجارها في الايام القريبة ايذانا ببدء مرحلة جديدة من المواجهة الدموية المتصاعدة. وشكك المعلق السياسي للصحيفة، الوف بن، في قدرة اسرائيل على خلق "ميزان الرعب" المطلوب امام المقاومة في غزة من اجل استعادة الجيش لـ "نجاحه" في مستهل الانتفاضة عندما اوقف اطلاق النار على حي "جيلو" في القدس المحتلة.

الى ذلك حملت "كتلة السلام" الاسرائيلية، في بيان لها امس الجمعة، حكومة شارون مسؤولية إراقة الدماء المستمرة في الاراضي المحتلة متهمة اياها برفض عروض وقف اطلاق النار المقترحة من قبل مصر وجهات اخرى.

وفي مقال له بعنوان "لا يخرجون من غزة" اكد المعلق الصحفي عوفر شيلح في "يديعوت احرونوت" انه لن يتم انسحاب من غزة بدون اطلاق نيران من جهة المقاومة الفلسطينية. واضاف "من يعد بذلك فهو يوهم الجمهور ويضلله لان اسرائيل ترى نفسها ملزمة بالرد على كل عملية فلسطينية ما يعني عودة اسرائيلية الى عمق الاراضي في غزة لفترات اطول". ويتابع شيلح بالقول "يزعم وزير الدفاع شاؤول موفاز ان الجيش الاسرائيلي ليس جيش انتقام وانه يقوم بتكرار عملية اجتياح رفح للتوضيح للفلسطينيين بأن ثمن المساس بالاسرائيليين سيكون باهظا. وبالعبرية البسيطة هذا ليس سوى انتقام". واشار شيلح الى ان احتمالات الانسحاب الاسرائيلي من غزة مع الاحتفاظ بصورة المنتصر تتضاءل يوما بعد يوم. واضاف "في السطر الاخير اقول ان احتمال الخروج من غزة أخذ في التناقص".

وأكدت "كتلة السلام" ان الاحتلال جرب جميع وسائل القمع من اغتيال القادة وغزو القطاع وتقطيع اوصاله الى اجزاء وقصف الطائرات وهدم البيوت واقتلاع المزيد من الاشجار بيد ان كل ذلك اخفق في توفير الهدوء، داعية الى منع "المفلسين السياسيين والأمنيين" من قيادة الاسرائيليين من الانحدار ثانية الى هذا "الطريق المسدود". ولفت البيان الى ان أية دولة في العالم لم تنجح حتى الآن في الانتصار على "حرب العصابات" مؤكدا ضرورة التوقف عن الحديث عن الانفصال احادي الجانب وكأننا نعيش في فراغ لأنه لا يجوز أي فك ارتباط من غير التفاوض. ودعت "كتلة السلام" شارون الى الشروع الفوري بالتحدث مع السلطة الفلسطينية حول الانسحاب من غزة مشددة على وجود شريك فلسطيني.

وذكرت الاذاعة العبرية الرسمية ان وزير القضاء الاسرائيلي، يوسف لبيد، قال في تصريحات له ان القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة من شأنه ان يزيد من الخسائر البشرية ويزيد من حجم الدمار في الجانب الفلسطيني كما أن هذه العملية تؤدي الى تنديدات عالمية ولن تستطيع منع سقوط الصواريخ، داعيا الى تعزيز المنازل في مدينة سديروت بالأسطح الاسمنتية المسلحة.

وقد اثارت اقوال لبيد هذه حفيظة زملاء له في الحكومة واوساط سياسية يمينية، فيما أكد قادة اليسار الاسرائيلي على اهمية تسريع اخراج خطة الانسحاب الأحادي من غزة الى حيز التنفيذ.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, عوفر شيلح

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات