"المشهد الاسرائيلي"، وكالات الانباء:
افادت مصادر الشرطة الاسرائيلية ان انتحاريا قام بعملية التفجير التي وقعت بعد ظهر الاربعاء 11 حزيران في القدس الغربية واوقعت 16 قتيلا وجرحت العشرات. وافاد شهود ان قوة الانفجار اطاحت بسقف الحافلة. وكانت الحافلة تعبر امام مركز تجاري كبير في شارع يافا احد اكبر شوارع القدس الغربية عندما حصل الانفجار.
وياتي هذا الهجوم غداة الغارة الاسرائيلية بالمروحيات في قطاع غزة التي استهدفت المسؤول في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي الذي نجا من الموت. وهددت حماس بـ "رد مزلزل" على محاولة اغتيال الرنتيسي.
واعربت المصادر البامنية الاسرائيلية عن اعتقادها بأن العملية جاءت ردا على محاولة اغتيال الدكتور الرنتيسي الفاشلة.
شارون: سنتحرك في كل مكان ضد "الارهاب"
وكانت المصادر الاسرائيلية افادت ان اجهزة الامن الاسرائيلية حصلت على معلومات تتحدث عن التخطيط لـ 53 عملية ضدها وذلك غداة محاولة اغتيال عبد العزيز الرنتيسي احد قيادي حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
واضافت المصادر ان حماس ابرز الحركات الاسلامية الفلسطينية التي تبنت معظم العمليات المناهضة لاسرائيل خططت لنصف هذه العمليات.
وكان قادة حماس دعوا بعد محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الرنتيسي الى استهداف كل الاسرائيليين بدون تمييز.
من جهتها اوضحت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة معلومات مفادها ان الرنتيسي هو "في الواقع" زعيم الجناح العسكري لحماس.
وتفيد هذه المعلومات ان الرنتيسي دعا الى استئناف العمليات الهجومية ضد اسرائيل خلال اجتماع عقد مؤخرا في منزل مؤسس الحركة وزعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين في غزة. وتابعت ان الرنتيسي كان يسعى من وراء ذلك الى ارغام رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس على التراجع عن التصريحات التي ادلى بها في الرابع من حزيران/يونيو خلال قمة العقبة في الاردن حيث التزم بانهاء الانتفاضة المسلحة بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون والرئيس الاميركي جورح بوش.
من جهته برر وزير الصناعة والتجارة ايهود اولمرت المقرب من شارون، محاولة الاغتيال الفاشلة مؤكدا ان الرنتيسي "اشهر الحرب على عملية السلام برمتها". واضاف ان شارون "كان يفضل ان يشن ابو مازن (محمود عباس) ومحمد دحلان (الوزير الفلسطيني المكلف الشؤون الامنية) الحرب على الارهاب وبما انه لم يتم ذلك فانه تعين علينا ان نتكلف بذلك". وتابع اولمرت ان اريئيل شارون قال بوضوح للرئيس الاميركي جورج بوش خلال قمة العقبة انه "لن تكون هناك اي تنازلات في كل ما له صلة بمكافحة الارهاب".
الا ان وزير الخارجية الاسرائيلي السابق شمعون بيريس (حزب العمل المعارض) اعتبر في المقابل في تصريح للاذاعة العامة، ان هذه العملية ضد الرنتيسي تعتبر "خطأ". وقال "يجب منح الاولوية لعملية السلام والتحلي بضبط النفس وترك كل الاعتبارات الاخرى جانبا".
من جهته اكد شارون في تصريح نقلته اذاعة الجيش ان الجيش الاسرائيلي سيواصل التحرك "في كل مكان ضد الارهاب" غداة المحاولة الفاشلة لاغتيال عبد العزيز الرنتيسي. واكد شارون خلال اجتماع مجلس الوزراء ان "سياستنا لم تتغير سنستمر في التحرك في كل مكان ضد الارهاب".
وقالت الاذاعة ان شارون نفى من جهة ثانية ان تكون العملية العسكرية التي قامت بها مروحيات ضد الرنتيسي المسؤول في حركة حماس تشكل تغييرا في السياسة الاسرائيلية.
وكان شارون حذر من اسرائيل "ستواصل محاربة الارهاب ما لم يفعل ذلك احد ما في الجانب الفلسطيني. سنستمر في محاربة قادة المنظمات الارهابية المتطرفة، ضد الذين ينظمون ويمولون ارسال الارهابيين لقتل اليهود".
وكان يشير الى ان اسرائيل تشترط على الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ان تنزع اسلحة المجموعات المسلحة امثال حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
وتنص "خارطة الطريق" وهي خطة السلام الدولية التي طرحت اخيرا في الشرق الاوسط على وقف اعمال العنف بشكل تام.
وادلى شارون بهذه التصريحات على الرغم من الانتقادات التي وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش الذي اكد ان العملية الموجهة ضد الرنتيسي قد تنسف اطلاق عملية السلام بعد قمة العقبة (الاردن) التي ضمن بوش وشارون وعباس في الرابع من حزيران/يونيو الجاري. واكد بوش "اني قلق لما سينتج عن الهجمات بحيث سيكون من الصعب على الادارة الفلسطينية محاربة الارهاب. لا اعتقد ايضا بان الهجمات تساعد على تأمين الامن للاسرائيليين".