فيما يتواصل اللغط الاسرائيلي حول <<التحفظات على خارطة الطريق>>، التي تتوقع المحافل السياسية ان يبدأ وزير الخارجية الامريكية كوان باول مباحثات اولية حول سبل وآليات تطبيقها، في لقاءاته الاسرائيلية والفلسطينية نهاية الاسبوع، تواصل اسرائيل سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية بحق قياديين وكوادر ناشطة في المقاومة الاسلامية وغيرها، كانت آخرها عملية اغتيال مسؤول في حماس في غزة، باطلاق ثلاثة صواريخ من مروحية اسرائيلية على سيارة كان يستقلها في احد شوارع غزة.ومن المقرر ان يجتمع رئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، مع الرئيس الامريكي، جورج بوش، في العشرين من أيار الجاري، في البيت الابيض في واشنطن. وسيبحث الطرفان في سبل دفع العملية السياسية في الشرق الاوسط للأمام، في ضوء نتائج الغزو الامريكي للعراق، وتعيين "ابو مازن" رئيسًا للحكومة في السلطة الفلسطينية، ونشر "خارطة الطريق".
ويصل الى المنطقة السبت (10/5)، وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، في زيارة تشمل اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، يتوجه بعدها الى مصر والاردن والسعودية، وذلك بعد غياب عن المنطقة استمر اكثر من سنة. ومن المقرر ان يجتمع باول، السبت، مع نظيره الاسرائيلي، سيلفان شالوم، وفي اليوم التالي، الاحد، يجتمع مع رئيسي الحكومتين، الاسرائيلي والفلسطيني. وسوف تتركز محادثات باول على الخطوات العملية الواجب اتخاذها على ارض الواقع لتحريك العملية السياسية، وليس على البحث في بنود "خارطة الطريق".
وسيدعو باول الطرف الفلسطيني الى العمل ضد <<الارهاب>>، بينما سيدعو الطرف الاسرائيلي الى اتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها المساعدة على تثبيت أقدام حكومة "ابو مازن"، مثل ازالة بعض الحواجز العسكرية، والسماح بدخول عمال فلسطينيين للعمل في اسرائيل، وتسريع عملية تحرير الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية من عائدات الضرائب، وتفكيك "مستمسكات" استيطانية غير قانونية.
وعلم ان رئيس الحكومة، شارون، مستعد لتقديم بعض <<التسهيلات>> للفلسطينيين في المجال الانساني، دونما علاقة بحكومة "ابو مازن"، لكنه يرفض تقديم مثلها في المجالين الأمني او السياسي، قبل ان تفعل الحكومة الفلسطينية الجديدة شيئا على مسار <<محاربة "الارهاب">>. وتقول اسرائيل انه لن يتم اخلاء وتفكيك المستمسكات الاستيطانية <<قبل ان يثبت ابو مازن انه يتخذ خطوات عملية جدية في هذا الشأن>>.
اما وزير الخارجية، شالوم، فيدعم تقديم بعض التسهيلات، مثل حرية تحرك المسؤولين الفلسطينيين، ما قد يسهل على "ابو مازن" وحكومته. ويعارض وزير الدفاع، شاؤول موفاز، اية <<تسهيلات>> قبل ان يوضح الفلسطينيون كيف ينوون معالجة التنظيمات "الراديكالية" وقبل اتخاذ اجراءات عملية في هذا الشأن.
وقالت مصادر سياسية في القدس الغربية ان شارون سيقرر، نهاية هذا الاسبوع، نوع "التسهيلات" التي سيقدمها، لكن هذه المصادر رجحت ان يؤجل تنفيذها في هذه المرحلة.
وسيبحث شالوم مع باول، الذي زار كلا من دمشق وبيروت الاسبوع الماضي، احتمالات استئناف المفاوضات بين سوريا واسرائيل.
ويتوجه شالوم، الاسبوع القادم، الى بريطانيا حيث يجتمع مع رئيس حكومتها، طوني بلير، ووزير خارجيته، جاك سترو.
وكان بلير قد رفض، قبل بضعة اشهر، التقاء وزير الخارجية الاسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، وفسر موظفون بريطانيون رسميون ذلك بقولهم انه "ليس من عادته التقاء وزراء خارجية". وتقول "هآرتس" (9/5) ان التغيير في الموقف البريطاني قد يكون ناجماً، من بين اسباب اخرى، عن العملية التي نفذها مواطن بريطاني في تل أبيب الاسبوع الماضي.
وفي الاسبوع القادم سيتوجه مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، دوف فايسغلاس، الى واشنطن لاعداد زيارة شارون الى الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الامريكي، جورج بوش، عبَّر (الخميس ـ 8/5) عن امله في ان يحرز الفلسطينيون والاسرائيليون تقدماً، بوساطة باول. "انني متفائل جدا، ولذلك أرسل الى هناك وزير الخارجية"، قال للصحفيين. وعن "ابو مازن" قال بوش: "انه يدرك ما نعرفه نحن، وهو ان العملية السلمية يمكن ان تستمر فقط اذا تم بذل جهود مركزة لمحاربة العنف". وقد أوضحت وزارة الخارجية الامريكية ان باول لن يلتقي عرفات، خلال زيارته هذه.
وأعلنت مجموعة من المستوطنين المقربين الى حركة "كاخ" انهم ينوون اعداد "استقبال حار" لوزير الخارجية الامريكي واقامة عدد من المستمسكات الاستيطانية.
الجدول الزمني السياسي
10/5 ـ وصول وزير الخارجية كولن باول الى اسرائيل واجتماع بينه وبين نظيره الاسرائيلي، سيلفان شالوم.
11/5 ـ باول يلتقي وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، ورئيس اسرائيل، موشي قصاب، ويتناول الغداء على مائدة رئيس الحكومة، ارئيل شارون، في مقر اقامته في القدس الغربية. وبعد ذلك، يتوجه باول الى رام الله حيث يلتقي رئيس الحكومة الفلسطيني، محمود عباس ( ابو مازن). وفي المساء قد يعقد لقاء ثان بين باول وشارون.
12/5 ـ باول يغادر اسرائيل في جولة تشمل مصر والاردن والسعودية.
وزير الخارجية اليوناني، يورغوس باباندريو، الرئيس المناوب للاتحاد الاوروبي، يبدأ زيارة الى اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية.
مدير مكتب رئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، يتوجه الى واشنطن لاعداد زيارة شارون في الولايات المتحدة.
وزير الخارجية، سيلفان شالوم، يزور بريطانيا حيث يجتمع مع نظيره جاك سترو، ومع رئيس الحكومة، طوني بلير.
18/5 ـ شارون يبدأ زيارة الى الولايات المتحدة.
20/ 5 ـ شارون يجتمع مع الرئيس الامريكي، جورج بوش.
22/5 ـ شارون يعود الى اسرائيل.