المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

سيتأجل نشر "خارطة الطريق" الى أن يستكمل السيد محمود عباس "ابو مازن" تشكيل حكومة فلسطينية – هذا ما اتضح (الثلاثاء 8/4) في ختام قمة جورج بوش – توني بلير في بلفاست بارلنده الشمالية.وجدد الرئيس الاميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير التأكيد على اعلان هذه الخطة حينما ينتهي رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) من تشكيل حكومته.

وفي المؤتمر الصحفي المنعقد في ختام قمة بلفاست قال الرئيس الامريكي بوش: "ان نهاية حكم صدام حسين سيقلل من عامل العنف وغياب الاستقرار في الشرق الاوسط. انني ملتزم مع رئيس الحكومة طوني بلير بتطبيق خارطة الطريق تمهيداً لإحلال السلام في المنطقة".

وفي غزة افاد مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس ان رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس (ابو مازن) سيطلب مهلة اسبوعين اضافيين لتشكيل حكومته.

وفي القدس الغربية اعلن مسؤول اسرائيلي ارجاء الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها رئيس مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون خلال الاسبوع الجاري الى واشنطن لعرض تحفظات بلاده على "خريطة الطريق"، حتى مطلع الاسبوع المقبل. واكد المسؤول طالباً عدم الكشف عن هويته "لن يتوجه (دوف ويسغلاس) الى واشنطن هذا الاسبوع".

واوضح المسؤول الاسرائيلي ان مهمة ويسغلاس تتمثل في "شرح النقاط التي تتضمن تحفظاتنا ومحاولة الحصول على تاييد الادارة وبالتحديد كوندوليزا رايس" (مستشارة الرئيس بوش لشؤون الامن القومي). واكد ان هدف اسرائيل ليس تعديل مضمون هذه الوثيقة بما ان "الاميركيين قالوا بوضوح انهم لن يغيروها" بل اقناعهم "بان هناك مجالا لاجراء مناقشات حول الطريقة التي ستطبق بها".

وفي رد على سؤال حول اسباب هذا الارجاء تحدث المسؤول عن الجدول الزمني للمسؤولين الاميركيين، واضاف: "في الوقت الراهن نتوقع ان يكون ذلك خلال الاسبوع المقبل" ولكن "ليس واضحا متى سيذهب"، مؤكدًا ان كون الاسبوع المقبل يصادف عيد الفصح اليهودي يعقد الامور.

من ناحيته، جدد ارئيل شارون موافقته "من حيث المبدأ" على "خريطة الطريق"، فيما أكد مقربون منه ان لإسرائيل تحفظات وترغب في ادخال تعديلات عليها.

وعرض دوف فايسغلاس 15 "ملاحظة" قال انه سيرفعها للولايات المتحدة بشأن "خريطة الطريق" خلال زيارته التي تأجلت حالياً الى واشنطن.

واثناء اجتماع في تل ابيب بحضور رؤساء شركات التكنولوجيا العليا، قال شارون "ان اسرائيل توافق مبدئيا على خريطة الطريق ولكن رؤية الرئيس جورج بوش تطلب منا تنازلات مؤلمة". واضاف شارون بحسب الاذاعة "انا مستعد لدفع ثمن باهظ من اجل السلام ولكن ليكن واضحا اننا لن نقبل بسلام على الورق". وكان رئيس الوزراء يشير خصوصا الى خطاب الرئيس جورج بوش في حزيران/يونيو الذي دعا فيه الفلسطينيين لتغيير قادتهم ومطالبا من دون ذكر اسمه، برحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كشرط مسبق لانشاء دولة فلسطينية في غضون ثلاث سنوات. وكان بوش دعا ايضا اسرائيل الى اتخاذ اجراءات ملموسة لتطوير الاوضاع في اتجاه اقامة دولة فلسطينية. وكان شارون اعلن في السابق موافقته على "خريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الدولية الرباعية (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) ولكنه اعرب مرارا عن تحفظاته حيال مضمونها. ورد الفلسطينيون على لسان صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني "بأن اسرائيل لا تقبل خريطة الطريق بل تريد نسفها".

وفي غزة قال مسؤول فلسطيني كبير فضل عدم الكشف عن هويته انه "من المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء المكلف محمود عباس (ابو مازن) بطلب مهلة جديدة لمدة اسبوعين كي يتمكن من تشكيل الحكومة الفلسطينية".

واوضح ان "الاسابيع الثلاثة التي يمنحه اياها القانون تنتهي يوم الخميس (10/4) ولم ينته بعد من تشكيل حكومته".

ويُخشى ان يؤدي تأجيل تشكيل الحكومة الفلسطينية الى تأخير نشر "خريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة).

وسيكون امام محمود عباس بعد موافقة المجلس التشريعي على طلبه، حتى 24 نيسان لتشكيل حكومته.

ولم يستكمل ابو مازن الذي كلف تشكيل حكومة فلسطينية جديدة في 19 اذار الماضي مهمة تشكيل حكومته خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من تكليفه والتي ينص عليها القانون.

وتنص خطة خريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) على قيام دولة فلسطينية مستقلة قبل العام 2005.

مخاوف اسرائيلية من "هجوم دبلوماسي"

وكانت تقارير إعلامية في اسرائيل ذكرت (الاثنين 7/4) أن وزارة الخارجية الاسرائيلية حثت الحكومة في تقرير يحلل علاقات إسرائيل المتوترة مع أوروبا، على إطلاق مبادرة دبلوماسية خاصة ترمي للحيلولة دون مزيد من التدهور في تلك العلاقات عقب الحرب العراقية.

ويتنبأ التقرير بأن الدول الاوروبية ستزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على تقديم تنازلات للفلسطينيين فور انتهاء الحرب في العراق.

واستنادا على ذلك يوصى واضعو التقرير بانتهاج استراتيجية نشطة يقوم من خلالها رئيس الوزراء إرييل شارون ووزير الخارجية سيلفان شالوم بزيارات إلى العواصم الاوروبية. كما يقترح التقرير أن تظهر إسرائيل نوايا حسنة تجاه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

وتنظر اسرائيل بقلق الى اشتراك الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في الخطة.

الا ان وزارة الخارجية الاسرائيلية اوصت الحكومة ببناء جسور مع الاتحاد الاوروبي خشية ان "تحرم من دعم اصدقائها القليلين في الاتحاد الاوروبي" طبقا للاذاعة الاسرائيلية.

واقترحت الوزارة اعتماد سياسة كسب ود دول الاتحاد الاوروبي عن طريق قيام شارون وشالوم بزيارات لتلك الدول.

كما نصحت الوزارة ايضا بمساعدة سلطة ابو مازن الذي دعا الى وقف الهجمات ضد اسرائيل.

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, اريئيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات