"المشهد الإسرائيلي" - خاص
لم يُخف الملياردير الإسرائيلي الروسي الأصل أركادي غايداماك رغبته في تولي منصب وزاري في الحكومة الإسرائيلية برئاسة ايهود أولمرت. ونقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الاثنين – 5.5.2008، عن غايداماك قوله في مؤتمر صحفي عُقد أمس إنه يتطلع لتولي منصب وزير لشؤون "يهود الشتات". وعقد غايداماك المؤتمر الصحفي أمس ليعلن عن إقامة قاعدة له في الكنيست، بعد أن أعلن ثلاثة أعضاء كنيست من حزب المتقاعدين الانسحاب من حزبهم وبالتالي من التحالف الحكومي والانضمام لحزب اقامه غايداماك مؤخرا وأطلق عليه اسم "عدل اجتماعي". وبهذه الخطوة أصبح التحالف الحكومي مع 64 نائبا في الكنيست من أصل 120 نائبا. لكن يبدو أن الحزب الجديد بصدد التفاوض مع التحالف الحكومي للعودة إليه لكن مع مناصب وزارية.
وأعلن أعضاء الكنيست الذين انسحبوا من حزب المتقاعدين، وهم موشيه شاروني وإلحنان غلازر وسارة ماروم – شاليف، خلال المؤتمر الصحفي عن إقامة كتلة "عدالة للمتقاعدين" التي ستكون تابعة لحزب "عدالة اجتماعية". وقال غايداماك خلال المؤتمر الصحفي "لديّ تجربة كبيرة في مجال الجاليات اليهودية في العالم". وأضاف انه سيكون مسرورا وسيستجيب، في حال تمت دعوته، للدخول في مفاوضات مع التحالف الحكومي "ويُطرح علي أن أكون وزيرا لشؤون يهود الشتات". ويذكر أن غايداماك لا يتقن العبرية ويتحدث في الغالب بالانجليزية.
من جانبه اعتبر شاروني، الذي اصبح رئيسا للكتلة الجديدة في الكنيست، أن تشكيل الكتلة الجديدة هو "خطوة تاريخية". وبرر انسحابه مع زميليه بأن حزب المتقاعدين "خان جمهور المتقاعدين. فقد رأيت بهذا الحزب بيتا للمتقاعدين في إسرائيل لكن لأسفي الشديد تغير هذا البيت للأسوأ أمام نظري ونظر زملائي خلال السنة الأخيرة، فالمبادئ لم تعد مبادئ". ووصف شاروني غايداماك بأنه "الزعيم الاجتماعي الأول والأبرز في إسرائيل".
ولعل ما شجع أعضاء الكنيست الثلاثة على الانسحاب من حزب المتقاعدين وتشكيل كتلة برلمانية جديدة هو أن الاتفاق الذي وقعوه ما غايداماك يضمن لهم مستقبلا برلمانيا وربما وزاريا أيضا. إذ يقضي الاتفاق بترشحهم في المواقع الخمسة الأولى ضمن قائمة حزب "عدالة اجتماعية" في الانتخابات المقبلة. لكن هذا الأمر مشروط بأن تتحقق خطط غايداماك بأن يتحول حزبه إلى "قوة هامة" في الانتخابات المقبلة. كذلك يقضي الاتفاق على أن يتولى شاروني الوزارة الأهم التي يحصل عليها الحزب في حال انضمامه إلى التحالف الحكومي الحالي. وينص الاتفاق أيضا على أن يتحمل غايداماك تكاليف رواتب 22 موظفا تستخدمهم الكتلة البرلمانية الجديدة.
ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه في قاعة المؤتمر الصحفي، في مكاتب غايداماك في القدس، كان هناك إلى جانب العلم الإسرائيلي والورود وصورة لرئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغن، علم بلدية القدس، في إشارة إلى حلم غايداماك رئاسة بلدية القدس. وفي هذا السياق نص الاتفاق على أن تحافظ الكتلة البرلمانية الجديدة على ال"ستاتوس كوو"، أي الوضع القائم بخصوص علاقات الدين والدولة.