المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • المكتبة
  • 1611

* مفاجأة متوقعة
الهجمة الارهابية في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001 ودلالاتها

تأليف: يورام شفايتسر وشاؤول شاي

اصدار: معهد سياسة معاداة الارهاب في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا

237 صفحة، تل ابيب 2002

 

 

خلال اقل من عام على هجمات الحادي عشر من ايلول 2001 في الولايات المتحدة الامريكية، صدرت بالعبرية في اسرائيل عدة كتب بحثية تتناول الموضوع من زاوية الرؤية "الرسمية" حيال الاحداث، التي تحولت الى رافعة لتوسيع رقعة العدوان الامريكي في مناطق مشتعلة من عالمنا المعاصر.

هذا الكتاب هو الثاني في هذه الاصدارات (الاول صدر عن منشورات "رسلينغ" بعنوان "اهلا وسهلا بالقادمين الى صحراء الحقيقيّ - خمس مقالات عن 11 سبتمبر واحداث قريبة اخرى"، وهو يعالج الظاهرة من زاوية "ثقافية" اولا ولا ينتظم في "المعركة - الامريكية - على الارهاب")، يتركز كله في تناول ظاهرة "التعصب الاسلامي وبن لادن" وما يصطلح المؤلفان على انه "تبلور مفاهيم وايديولوجيا خريجي افغانستان"، ويعرض الخلفيات التاريخية والسياسية والفكرية التي ادت الى تلك الهجمات، والاهداف التي كانت وراءها.

من تقديم الكتاب تتضح من اقوال صاحب التقديم رئيس "الموساد" الحالي الجنرال احتياط مئير دغان (من اشغل بين السنوات 1996 – 2000 منصب هيئة مكافحة الارهاب التابعة للحكومة الاسرائيلية) اهداف المشروع البحثي – الايحابء بأن "الصراع الحالي في مجابهة ارهاب الاسلام المتعصب السني والشيعي على السواء، الذي ينعكس بصورة متطرفة من خلال الارهاب الجماعي الاعمى، هو الصراع على قيم وانماط ومستوى الحياة وليس نضالا من اجل العدالة فحسب، كما يحاول الارهابيون تصوير الامر (...) التهديد الذي يشكله الارهاب اليوم هو على حرية الانسان، وامنه وكرامته، وهو محسوس وفوري، لذلك يجب مجابهته بحزم وبلا هوادة، ومن الافضل ان نفعل ذلك قبل فوات الاوان".

يعرض الكتاب بتوسع ظاهرة "خريجي افغانستان" او ما اصطلح عليه بالعربية بـ "المجاهدين الافغان"، في السياق العام لما يصطلح عليه كثيرون بأنه "الارهاب الدولي المعاصر"، وذلك على خلفية المفاهيم المتعصبة لدى الاسلام الراديكالي، بالتركيز على شخصية اسامة بن لادن نفسه، وما يحركه من اهداف. ويكشف المؤلفان عن البنية التنظيمية لتنظيم "القاعدة" الذي اقامه بن لادن، تمشيا مع ما يقول المؤلفان انه هدفه الاول في "تحقيق رؤيا تأسيس الخلافة الاسلامية العالمية". وفي ذلك يكتب مئير دغان ان "الهجمة الارهابية في الولايات المتحدة تنتظم جيدا مع الطريقة التي وضعها بن لادن لتحقيق رؤيا اخر الدنيا لديه".

ويكشف المؤلفان ما يقولان انه "نوايا بن لادن لإحداث فوضى وتحرش كبيرين، بهدف التسبب بمجابهة كبرى صدامية بين العالمين الغربي الاسلامي، كجزء من رؤيا الصدام بين الحضارات"، التي تحدث عنها منذ سنوات صموئيل هنتنغتون في كتابه الشهير الذي يحمل هذا الاسم.

يعود المؤلفان في كتابهما الى الوراء عدة عقود لتقصّي جذور ما يسميانه بالارهاب الدولي، ويقولان ان تاريخ الارهاب المعاصر عرف احداثا عديدة يمكن توصيفها بأنها "احداث مبلوِرة"، مثل مقتل الرياضيين الاسرائيليين في اولمبيادة ميونيخ في ايلول 1972 - "وهو حدث ترك بصماته على نظرة دول الغرب والرأي العام العالمي تجاه الارهاب الفلسطيني، وادى الى اقامة فرق خاصة للحرب ضد الارهاب والاعتناء بعمليات اختطاف الرهائن وحتى انه عجّل ببلورة انماط حماية الممثليات الاسرائيلية في الخارج". ومنذ مطلع السبعينات انضمت المنظمات الشيعية وبرأسها "حزب الله" اللبناني اللذان عملا برعاية ايران وتصدرا التنظيمات "الارهابية" على لائحة اجهزة الاستخبارات الغربية في اكثر من بلد.

من بين "التنظيمات الارهابية" التي يتناولها الكتاب بالبحث والتحليل – المجاهدون الافغان، تنظيم القاعدة، الجماعة الاسلامية، منظمة الجهاد الاسلامي، طلائع الفتح، الافغان الاردنيون، جيش محمد، حركة بيعة الامام، تنظيمات ارهاب مستقلة في الاردن، الجبهة الاسلامية المسلحة في الجزائر، جيش الطاهرين في الهند والباكستان، جيش محمد، جبهة تحرير جامو، حزب المجاهدين، حركة المجاهدين، الحركة الاسلامية في اوزبكستان، تنظيمات القاعدة في جنوب شرق اسيا، وغيرها من "التنظيمات الارهابية" في اندونيسيا والصين وماليزيا والفلبين، وكذلك تنظيم ابو سياف والجبهة الاسلامية لتحرير مورو والتنظيمات الاسلامية في الشيشان والبلقان واليمن والصومال وغيرها من الاماكن.

لكن احداث 11 ايلول 2001 التي قامت على الدمج بين خطف الطائرات واستخدامها كأداة لتنفيذ عمليات انتحارية وقتل جماعي تستدعي بنظر المؤلفين "ان تبحث كجزء من حملة الارهاب الدولي الحديث، الذي تحول منذ اواخر ستينات القرن الماضي الى لاعب ثابت ومؤثر في الحلبة الدولية".

في التقديم يشير المؤلفان الى ان احداث 11 ايلول كانت "مفاجأة متوقعة" على المستوى الاستراتيجي: "كانت المفاجأة في التوقيت والبساطة المحكمة وسهولة التنفيذ واستغلال الثغرات الامنية في الولايات المتحدة ونمط الحياة المنفتح واللبرالي لدى المجتمع الامريكي للمس بها".

لكن الاهم والمثير في الكتاب هو محاولة تقديم "استراتيجية محاربة الارهاب الكوني ومراحل الصراع المتوقعة والمصاعب التي يضعها الارهاب الدولي والدول الداعمة له امام التحالف الدولي الساعي الى التصدي لتهيدات الارهاب المستقبلي" - كما يكتب المؤلفان في مقدمة الكتاب – "لكي نمنع المفاجأة المتوقعة التالية التي نقف امامها كلنا".

المؤلفان – يورام شفايتس: يعمل باحثا في "المركز المتعدد المجالات" في هرتسليا، والجنرال احتياط شاؤول شاي – عمل في السابق في مناصب رفيعة في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، وهو اليوم باحث في معهد محاربة الارهاب العامل ضمن المركز المذكور.

 

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, هرتسليا, شاي

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات