المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • العرب في إسرائيل
  • 1650

لم تكن مذبحة شفاعمرو وما تبعها من اعتداءات آخرها في وادي عارة وبيت جن سوى النذير ببدء مرحلة جديدة من الاعتداءات والمخاطر الأمنية التي باتت تتهدد الفلسطينيين في إسرائيل  من قبل اليمين وأوساط سياسية إسرائيلية متنفذة. وتتعاظم هذه المخاطر في ضوء تصميم المؤسسة على استرخاص دم العربي وإعفاء المسؤولين عن قتل المواطنين العرب في أكتوبر 2000 من أية مقاضاة، كما برز الأمر في تقرير قسم التحقيق مع أفراد الشرطة في وزارة العدل الإسرائيلية ("ماحش") بخصوص القتل المذكور. "المشهد الإسرائيلي" استطلع آراء العديد من القيادات السياسية والدينية الفلسطينية في الداخل حيال هذه الأخطار، بواعثها وتداعياتها وسبل تفاديها، وخرج بالمحصلة التالية

 

 

لم تكن مذبحة شفاعمرو وما تبعها من اعتداءات آخرها في وادي عارة وبيت جن سوى النذير ببدء مرحلة جديدة من الاعتداءات والمخاطر الأمنية التي باتت تتهدد الفلسطينيين في إسرائيل من قبل اليمين وأوساط سياسية إسرائيلية متنفذة. وتتعاظم هذه المخاطر في ضوء تصميم المؤسسة على استرخاص دم العربي وإعفاء المسؤولين عن قتل المواطنين العرب في أكتوبر 2000 من أية مقاضاة، كما برز الأمر في تقرير قسم التحقيق مع أفراد الشرطة في وزارة العدل الإسرائيلية ("ماحش") بخصوص القتل المذكور.

هذا ما يجمع عليه قادة مختلف المشارب السياسية والفكرية لدى الفلسطينيين في الداخل الذين أكدوا توقعاتهم بازدياد المخاطر على أرواحهم وأملاكهم ومجمل بقائهم في ارض الآباء، غير أنهم بدوا مختلفين في اجتهاداتهم حول الأدوات والأساليب التي ينبغي استخدامها لدرء المخاطر. وفيما بادرت الحركة الإسلامية إلى تشكيل ميليشيات غير مسلحة للحراسة على عتبات المساجد والمدارس والأماكن العامة داخل المدن والقرى العربية في الداخل تستعد جهات أخرى لتدويل القضية.

"المشهد الإسرائيلي" استطلع آراء العديد من القيادات السياسية والدينية الفلسطينية في الداخل حيال هذه الأخطار، بواعثها وتداعياتها وسبل تفاديها، وخرج بالمحصلة التالية:


* النائب عزمي بشارة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، نفى أن تكون هناك سياسة إسرائيلية جديدة تجاه فلسطينيي 48 واعتبر أن سياستها التقليدية لم تتبدل لافتا إلى ازدياد التشريعات التي تشدد على الهوية اليهودية للدولة او تسمي أموراً كانت قائمة من قبل. واعتبر بشارة أن استهداف المدنيين في شفاعمرو مطلع الشهر الماضي، ومحاولة الهجوم على بعض قرى وادي عارة الأسبوع الماضي لا يعكسان، سياسة إسرائيلية مختلفة وإنما هما "نمط" جديد في سلوك اليمين المتطرف. وأضاف "أميل إلى الاعتقاد انه عقب خطوات فك الارتباط كمبادرة أحادية وكأن إسرائيل تضغط على ذاتها من دون عملية سلام أو مصالحة تاريخية فقد تشكلت أجواء قومية قبلية غير سلمية ولا ديمقراطية تفضي إلى التأكيد على الهوية اليهودية للدولة وإلى إقصاء المواطنين العرب فيها".

 

ونفى بشارة ان تكون الاعتداءات على فلسطينيي 48 التي رافقت تنفيذ فك الارتباط من غزة، قد حملت بوادر لمرحلة جديدة في علاقاتهم مع إسرائيل. وأضاف: "على كل هذا متعلق بنا، إذ سبق وتوقعنا ميلاد مرحلة جديدة بعد هبة الأقصى ومشاركة فلسطينيي 48 في الانتفاضة الثانية وسرعان ما تبخرت هذه التوقعات، وتبين أن للاقتصاد قوته وأن للخوف مفعوله وللخيانات تأثيرها أيضا".


ونوه بشارة إلى أن المرحلة الجديدة تتطلب توفر الإرادة اللازمة لإجماع وطني لدى العرب في الداخل، لافتا إلى الصعوبات الجمة جراء غياب الاقتصاد الوطني وغياب سلطة وطنية موحدة فيما تتحكم السلطة الإسرائيلية بلقمة العيش ووسائل الإعلام. وأضاف "الموضوع ليس تحليلا او نشرة جوية تقدم تنبؤات وإنما هو موقف نضالي يتطلع إلى التأثير في الواقع".


وحول طبيعة ردود فعل فلسطينيي 48 على تكرار الاعتداءات عليهم استبعد بشارة إمكانية تدويل القضية ونوه بأن الفلسطينيين لم ينجحوا بتدويل قضيتهم العامة او بتجنيد الحماية الدولية لهم أمام جرائم الاحتلال كما بدا أيام الحملة الشرسة على جنين ونابلس عام 2002. وأضاف: "مع ذلك نلحظ في السنوات الأخيرة ان دعوتنا إلى التدويل لها أسس متينة وقد بدأت تجد آذانا صاغية أكثر مما مضى، وقد سبق ان قدمت جمعية الجليل للخدمات الصحية دعوى إلى المحاكم الدولية بخصوص موضوع المياه  مثلا".

وقال بشارة إنه "على فلسطينيي 48 مواصلة المحاولات واستغلال المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأقليات القومية الى جانب استغلال المزاعم الإسرائيلية بوجود نظام ديمقراطي".  ولفت إلى ان محاولات التدويل الجارية الآن لا تزال حزبية او فردية وهي بحاجة إلى قرار جماعي. وأشار الى أن "الوثيقة السوداء" التي اتفق على تقديمها من قبل فلسطينيي 48 للمنابر الدولية في أعقاب مذبحة شفاعمرو لا تغير الواقع وليست هي الأساس. وأضاف: "علينا بلورة برنامج متكامل يستند الى حقيقة كوننا أقلية قومية أصلانية نعامل معاملة مواطنين من الدرجة الثالثة".

وشدد بشارة على ان هذه  هي مهمة الأحزاب، لأن اللجنة العليا لمتابعة شؤون الفلسطينيين في الداخل لا تملك ناشطين متفرغين او دبلوماسيين، مشيرا الى أن  الكثير من الفعاليات السياسية المحلية بدأت تؤمن بهذا الطريق بعدما كانت تتحفظ منه.

 

اليمين الإسرائيلي

 

وقال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، إن كل الدلائل تشير الى أن فلسطينيي 48 سيشكلون هدفا لقوى اليمين الإسرائيلي سيما بعد الشروع في تنفيذ إخلاءات جديدة في الضفة الغربية المحتلة. وأوضح الخطيب ان الحركة الإسلامية سارعت أمام هذه المخاطر إلى زيادة وعي المواطنين وحثهم على الحيطة وتشكيل لجان حراسة استنادا إلى مبدأ العصامية والمفهوم الأهلي بالتعامل مع قضايا المجتمع الفلسطيني في الداخل مشككا بنوايا المؤسسات الرسمية في توفير الحلول. وأضاف: "هي جزء من المشكلة فكيف تكون جزءا من الحل؟".


وكان الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الإسلامية، قد صرح عقب تدنيس حرمة مسجد حسن بيك في مدينة يافا بأن على السلطات الإسرائيلية "تحضير مليون تابوت إذا ما فكرت بترحيل فلسطينيي الداخل"، وذلك في إشارة إلى تصميمهم على الدفاع عن وجودهم حتى الموت.

 

مفترقات مصيرية

وقال مدير اتحاد الجمعيات الأهلية "اتجاه"، أمير مخول، إن مذبحتي شفاعمرو ومستوطنة "شيلو" وتكرار الاعتداءات على المقدسات تؤكد ان الإرهاب اليهودي منظم، يستفيد من مناخ إسرائيلي يشجع على الأعمال الإرهابية. واعتبر مخول أن فلسطينيي 48 يقفون على عتبة نضوج حالة دموية جديدة تجاههم  ستضعهم أمام مفترقات مصيرية نتيجة التحول من مستوى التصريح إلى التنفيذ. وأضاف: "بعد إخلاء  مستعمرات غزة أصبحنا جزءا من أجندة التيارات اليهودية  المختلفة نتيجة ميل الإسرائيليين إلى اليمين كما ستؤكد الانتخابات البرلمانية المقبلة".

 

وأشار مخول إلى أن نظرية الخطر الديمغرافي التي وضعها آباء حزب العمل تنفذ اليوم ضد فلسطينيي 48 خاصة في النقب حيث تجري عمليات ترحيل وتطهير عرقي غير مباشرة يوميا وبوتيرة متصاعدة. وأضاف أن نزع الشرعية عن الأحزاب العربية، وتصاعد دعوات الترانسفير وعمليات التبادل السكاني المدعومة أميركيا والصادرة عن أحزاب يهودية ممثلة بالكنيست تشكل عوارض لحالة دموية جديدة يتعرض لها المواطنون العرب في الداخل. واعتبر مخول أن حالة التوتر بين فلسطينيي 48 وبين إسرائيل قد ارتفعت درجة جديدة مع بدء إخلاء غزة. وأضاف: "المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة ترى بنا جزءا من القضية الفلسطينية فيما نحن لا نزال نرى أنفسنا جزءا من مشكلة إسرائيلية داخلية، مشكلة المواطنة المنقوصة وقد نجحت الصهيونية بتحويلنا إلى قضايا مجزأة".

ودعا مخول القيادات السياسية إلى العمل على إعادة الحقيقة الى نصابها وزج فلسطينيي 48 بدائرة القضية الفلسطينية العامة، منوها الى انه لا مكان لأن تكون إسرائيل دولة غير عنصرية او غير استعمارية. كما دعا الى تدويل قضايا فلسطينيي 48 ومحاولة إقناع العالم بأنها ليست مشكلة داخلية، لافتا الى أن جمعيات المجتمع المدني في الداخل قد شرعت ببناء تحالفات مع جهات دولية. وأضاف "لكننا نحتاج الى تنظيم أنفسنا وان ننطلق للكفاح بأكثر قوة، فالعالم لا يتضامن مع الضحية المكتوفة اليدين وإنما مع تلك المقاومة كما تفيد عبرة فيتنام ومخيم جنين".

 

وتوقع النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن يتعرض المواطنون العرب في إسرائيل في الأشهر المقبلة إلى المزيد من الضغوط وان مكانتهم الإنسانية والسياسية ستشكل محورا أساسيا في الانتخابات البرلمانية الوشيكة. واعتبر بركة ان الأخطار التي تتهدد الفلسطينيين في إسرائيل تتعاظم في مستوى القرار والخريطة السياسية ولدى العصابات اليمينية.
وأوضح ان اليمين الإسرائيلي بات يبلور أجندة فاشية بكل ما تعنيه الكلمة، تدفع للمقارنة بين إخلاء المستوطنين وبين الترانسفير. وأضاف "في المقابل فإن شارون يسعى إلى بلورة أجندة تسعفه في العودة إلى السلطة ومن اجل ذلك سيسلك طريقا أكثر تطرفا حيال الشعب الفلسطيني بشكل عام وتجاهنا على وجه الخصوص".

 

وبخصوص الموقف المطلوب لدرء هذه المخاطر، أشار بركة الى أن المطلب الأساسي يتمثل في تعميق الوحدة الكفاحية والتخلص من حالة التشظي بفعل الصراعات السياسية والمآسي والضغوط الاقتصادية. وأضاف: "علينا وقف ذلك وصياغة جدول أعمال وطني كفاحي يستلهم رد فعل جماهيرنا على مذبحة شفاعمرو". وحذر بركة من الوقوع في مطبات تخدم اليمين المتطرف الذي يرمي الى إبعادنا خارج السياق، داعيا الى البحث عن تحالفات مع قوى ديمقراطية عقلانية داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه ضد التوجهات الفاشية. وأضاف: "يكتسب هذا الأمر أهمية استثنائية بل مصيرية لأن مشروعنا الأساسي والإجماعي هو الحفاظ على البقاء في وطننا والعيش فيه بكرامة".

وبشأن مقولة التدويل حذر بركة من المطالبة بحماية دولية للمواطنين العرب في إسرائيل داعيا إلى وضع قضاياهم على أجندة المنابر الدولية، وأضاف "حتى الآن تغاضى المجتمع الدولي عن تداول ملفنا حينما يعالج الديمقراطية الإسرائيلية التي ينبغي ان نسهم في فضحها". ولفت الى وجود خطوات ملموسة بهذا الاتجاه قامت بها أحزاب وجمعيات أهلية، منوها إلى أهمية قرار لجنة المتابعة العليا بإعداد "وثيقة سوداء"، تشرح فيها للعالم ملابسات وسياق مذبحة شفاعمرو ودعا الى مرافقتها بتكثيف التوجه للعالم. وأضاف: "لا نعلم أن الحماية الدولية قد حمت أحدا حتى الآن وهي تنطوي على مخاطر عديدة علينا، منها تقديم طرح يبدو انفصاليا يصب الزيت على نار اليمين اليهودي ويزوده بالذرائع لطرح التطهير العرقي. وفي حالة حصول الحماية الدولية ستكون مقدمة لطروحات اليمين الخاصة بالتبادل السكاني".

 

تعزيز الوحدة الوطنية

 

من ناحيته أكد الدكتور مصطفى كبها، المحاضر في موضوع التاريخ والإعلام في الجامعة المفتوحة، أن المرحلة المقبلة تنذر بتصعيد المخاطر الأمنية على المواطنين العرب في إسرائيل. وشدد كبها على أهمية تعزيز الوحدة الداخلية والمشاريع العصامية محذرا من خطورة تدويل قضايا فلسطينيي 48 كونها تخرج القرار بشأن مستقبلهم وتضعه بيد دول عربية او الجامعة العربية، ما يعني زيادة مخاطر تنفيذ مشاريع التبادل السكاني، خاصة في منطقة المثلث وهو في الواقع تطهير عرقي كما حصل في اتفاقية الهدنة عام 1947.

 

ترتيب الأوراق

 

وقال الاستاذ الجامعي رئيس مؤسسة "ابن خلدون" الدكتور اسعد غانم: إن الاعتداءات المتصاعدة على فلسطينيي 48 لا تنم عن سياسة إسرائيلية جديدة لأن الدولة تعتمد منذ نشوئها نظاما عرقيا. ولفت غانم الى أن المجتمع الإسرائيلي يشهد اليوم حالة استقطاب متعمقة من أبرز ظواهرها انفلات التيارات المتشددة العنيفة التي تمارس الكراهية والعنف ضد الإنسان الفلسطيني اينما كان تحت غطاء المؤسستين السياسية والعسكرية.  وأضاف: "لذلك انا شخصيا استشعر الخوف من مخاطر الاعتداءات علينا الى حد أنني قلصت كثيرا السفر الى أماكن عامة وليس سرا أن  المستجمين العرب يتعرضون للملاحقة والاعتداء في بعض شواطئ ساحل حيفا من قبل قطعان المتطرفين اليهود".

ودعا غانم الأحزاب وسائر الفعاليات الى وضع إعادة تنظيم الأقلية الفلسطينية في الداخل وتحويلها من مجتمع ممزق وفوضوي على رأس أجندتها. وأضاف: "هناك حالة من الانهيار تشهدها أحزابنا ومؤسسات المجتمع المدني التي تحولت من أداة لخلق حالة وطنية إلى جزء من الانهيار وهو ناجم عن ضعف القيادة السياسية وغياب الإجماع حول قضايا جوهرية".

 

وشدد على ضرورة إعادة ترتيب أوراق المواطنين العرب في مجالات كثيرة في موازاة مقارعة السلطات الإسرائيلية، داعيا إلى مشاريع حماية أهلية وزيادة الوعي لدى العامة وطرق أبواب المؤسسات الدولية مع الإفادة من تجارب السود في أميركا وجنوب أفريقيا وتجربة الكيوبيك في كندا. وأضاف "علينا ملاحقة رموز العنصرية الإسرائيلية على المستوى الفردي كما فعلوا في أميركا يوم لاحقوا أفرادا اعتدوا على حقوق السود".


وتوقع غانم ان تتفاقم الاعتداءات على المواطنين العرب مع توطين مستعمري غزة والضفة في الجليل والنقب المأهولين بالسكان العرب، لافتاً الى أن 60 في المائة من الإسرائيليين يدعون إلى تهجير العرب.

 

الحماية

 

وحمل مدير عام اللجنة العليا لمتابعة شؤون المواطنين العرب في إسرائيل، عبد عنبتاوي، السلطات الإسرائيلية مسؤولية تزايد الاعتداءات على العرب. وأضاف: "لقد توجهنا في لجنة المتابعة العليا إلى المسؤولين الإسرائيليين وحملناهم مسؤولية ما يجري بسبب سياسة التمييز والتحريض المتواصل وطلبنا اعتقال المعتدين وتجفيف برك التحريض الآسنة". وأضاف: "لكن يبقى العمل الأهلي هو الأساس لأنه من حق الأقلية القومية أن تبادر إلى حماية نفسها كما فعلت الحركة الإسلامية التي شكلت ميليشيات للحراسة على المساجد والمدارس وغير ذلك من الأماكن العامة".
 واعتبر عنبتاوي أن إدراك المخاطر وتعزيز الوحدة الداخلية هما أمران حيويان إلى جانب التوجه إلى المؤسسات الدولية. وكشف عن أن اللجنة توشك على الانتهاء من صياغة "الوثيقة السوداء" التي تشرح ملابسات مجزرة شفاعمرو وسائر الاعتداءات على المواطنين العرب ودور السلطة  الإسرائيلية بذلك، موضحًا أنها ستقدم في أواخر أيلول الجاري.

 

المصطلحات المستخدمة:

الصهيونية, المثلث

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات