النص الكامل لوثيقة جهاز الامن الاسرائيلي العام “الشاباك” التي قدمت للجنة الانتخابات المركزية وأرفقت بطلب حظر خوض قائمة التجمع الوطني الديمقراطي الذي قدمه المستشار القضائي للحكومة، إلياكيم روبنشتاين.
"وثيقة":
لماذا يجب منع “التجمع”؟
النص الكامل لوثيقة جهاز الامن الاسرائيلي العام “الشاباك” التي قدمت للجنة الانتخابات المركزية وأرفقت بطلب حظر خوض قائمة التجمع الوطني الديمقراطي الذي قدمه المستشار القضائي للحكومة، إلياكيم روبنشتاين.
"يقرر رئيس القسم اليهودي في الشاباك، وهو المسؤول عن عرب اسرائيل، في الوثيقة التي قدمها للمستشار القضائي، ان قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، برئاسة عضو الكنيست عزمي بشارة “تعمل بدأب لإلغاء الطابع اليهودي لإسرائيل، عبر استغلال مكانة بشارة كعضو كنيست”.
تقرير خبير من الشاباك بشأن نشاطات “التجمع”.
"اسم الخبير...
"مكان عملي: جهاز الامن العام
"تفاصيل الخبرة والثقافة: خريج دائرة تاريخ الشرق الاوسط ودائرة العلاقات الدولية في جامعة.. وأحمل درجة الماجستير في دراسات الشرق الاوسط من... وخريج دورة الاستخبارات في مجال جمع المعلومات والأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وفي جهاز الامن العام. وصاحب خبرة عشرين عاما في جمع المعلومات والأبحاث في هذين الجهازين.
خبرة العمل الراهن: العمل في وحدة الابحاث في الجهاز منذ عام 1988. في ميدان الابحاث المتصلة بالموضوع الفلسطيني وعرب اسرائيل. وحاليا أعمل في الشاباك في منصب رئيس قسم الأبحاث في مجال عرب اسرائيل.
وأقدم رأيي هذا بناء على طلب المستشار القضائي للحكومة، بوصفي عاملا في قسم الابحاث في الشاباك. ويشكل هذا الرأي ملحقا لموقف المستشار القضائي ولطلب حظر السماح لقائمة التجمع الوطني الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات العامة للكنيست ويستند الى المادة التي عرضت أمام “لجنة الانتخابات المركزية”، عن طريق ممثل المستشار القضائي والى مواد اخرى اطلعت عليها أثناء عملي.
وأقدم رأيي هذا بديلا عن شهادة قانونية او إدارية وأعلن بذلك أنني أعلم جيدا انه يمكن استخدامها كقرينة للتحقق من الامور أمام “لجنة الانتخابات المركزية” وأمام المحكمة العليا، اذا ما تم الاستئناف ضد قرار “لجنة الانتخابات المركزية”.
وفي ما يلي رأيي:
* بشأن إلغاء الطابع اليهودي للدولة.
من منطلق أفكار التجمع الوطني الديمقراطي يتبين ان النشاط لإلغاء الطابع اليهودي لإسرائيل يشكل هدفا مركزيا يعمل التجمع من أجل تحقيقه بدأب. وطوال الوقت، بواسطة خطة فعلية وممنهجة، شرع بتنفيذها عمليا. وذلك عبر إساءة استخدام مكانة بشارة كعضو كنيست وحقوق الحضانة التي يتمتع بها.
وعلاوة على ذلك، فان الدعم الصريح لرؤساء الحزب ل”حق العودة” للاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل وفكرة الدولة ثنائية القومية في كل ارجاء “فلسطين التاريخية” (حيث يسمح للبقاء فيها فقط من هم من سلالة اليهود الذين كانوا يعيشون في البلاد قبل عام 1948) تشهد على ان التجمع يسعى ليس فقط لإلغاء الطابع اليهودي للدولة وانما لإلغاء الدولة وتحويل الجمهور اليهودي فيها الى أقلية تخضع لسلطة الاغلبية العربية في دولة فلسطين.
* بشأن تأييد الكفاح المسلح ضد الدولة.
في نهاية شهر أيلول عام 2000 تطورت في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة اضطرابات وأعمال عنف شديدة حظيت باسم “انتفاضة الاقصى”. وفي اطار هذه المواجهة، أدارت المنظمات الارهابية الفلسطينية نضالا مسلحا ضد دولة اسرائيل ونفذت آلاف العمليات بأشكال ووسائل مختلفة بينها الاسلحة المتفجرة. وجرى كل ذلك عن علم وبتوجيه ومصادقة جهات في “السلطة الفلسطينية” وأجهزتها الامنية (التي تحولت، أثناء الانتفاضة الى خصم لإسرائيل). وكان المحفز المركزي في هذه الاحداث، ولا يزال، الحجم الذي لم يسبق له مثيل من العمليات الانتحارية ضد أهداف مدنية اسرائيلية، في “المناطق” وداخل “الخط الاخضر”، ولقي فيها مئات الاسرائيليين مصرعهم وأصيب الآلاف.
ويكثر قادة التجمع الوطني من الافصاح، علنا، شفاهية وعلى الورق، دعمهم الدؤوب وغير المتحفظ ل”الانتفاضة”، وهم يظهرونها كمقاومة مبررة ضد “الاحتلال الاسرائيلي” وكعمل مشروع للدفاع عن النفس. وفي الوقت نفسه، لا يضعون اية قيود او تحفظات واضحة على طابع وأساليب العمل في اطارها.
والمعنى المستمد من ذلك هو انهم يدعمون، سواء بشكل مباشر او بشكل ضمني، الارهاب والكفاح المسلح ضد أهداف اسرائيلية عسكرية ومدنية.
ويدعو زعيم التجمع، عضو الكنيست بشارة الفلسطينيين الى تبني استراتيجية بعيدة المدى تجاه اسرائيل تتركز على محاولة تقويض الوحدة الداخلية للمجتمع الاسرائيلي وتحطيم قدرته على الصمود. وذلك بشكل يشبه الاستراتيجية التي انتهجتها “المقاومة اللبنانية” (حزب الله) في الجنوب اللبناني، والتي قادت، حسب رأيه، الى شق الرأي العام الاسرائيلي وتقويض قدرة الصمود، الامر الذي ادى، في نهاية المطاف، الى انسحاب اسرائيل من لبنان. وهنا ايضا يظهر من الامور دعما للكفاح المسلح الذي أدارته، ولا زالت، منظمة ارهابية ضد الدولة.
ويتجنب الناطقون بلسان التجمع، عموما، اية ادانة صريحة للعمليات الارهابية الفلسطينية ضد الاسرائيليين ويعربون عن تفهمهم لدوافعها. كما ان تأييدهم “للانتفاضة” لا يتضمن اي تحفظ صريح من عمليات المنظمات الارهابية الفلسطينية التي تقود، عمليا، هذا النضال اليوم. وعلاوة على ذلك، فانهم لا يتحفظون من اجراء اتصالات مع مسؤولين في هذه المنظمات (في حماس والجبهة الشعبية)، وهم يطلقون بشكل متواتر أقوالا يفهم منها، عمليا، دعمهم للكفاح المسلح الذي تخوضه هذى المنظمات ضد اسرائيل. وكل ذلك يحدث في ذروة القتال الدائر في “المناطق” وفي حمى موجة الارهاب التي لم يسبق لها مثيل ضد اسرائيل.
هل ثمة صلة بين رفض الطابع اليهودي لإسرائيل وبين تأييد الارهاب والكفاح المسلح في نظرة التجمع؟ حسب فهمنا، يمكن الاشارة الى وجود قاسم مشترك لمواقف التجمع هذه (اي المتعلقة برفض الطابع اليهودي لإسرائيل ودعم الكفاح المسلح للمنظمات الارهابية) اذا أنه يقف في أساسها نظرة متطرفة ترى في الصهيونية عدوا ل”الحركة القومية” العربية في فلسطين. وقد اوضح زعيم التجمع، عضو الكنيست بشارة في الماضي (في مقابلة مع صحيفة “هآرتس” في أيار 1998) انه يرفض الحق التاريخي للشعب اليهودي على هذه الارض ويرفض حقه في اقامة دولة، لان “اليهودية ديانة وليست قومية”، ولان ل”هذه الجماعة الوهمية” (اي الشعب اليهودي) اي حق في تقرير المصير.
وبحسب هذه النظرة، فان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ليس مجرد صراع على الحدود وانما هو صراع وجودي أعد فيه ل”الحركة القومية” العربية بزعامة التجمع دور مركزي لان التجمع هو “رأس الحربة” و”الطليعة” حسب اعتقاده، في الجهد العربي الوحيد حاليا المتصادم جبهويا مع طابع وقيم اسرائيل كدولة الشعب اليهودي.
* تعامل التجمع مع تمثيله في الكنيست
يرى التجمع في الحلبة البرلمانية مصدر قوة حيوي ورافعة هامة لتحقيق أفكاره وتعميق سيطرته في اوساط الجمهور العربي. وقد وصف بشارة نفسه في الماضي (في لقاء مع كبار المسؤولين في حماس في أيلول عام 2000) عضويته في الكنيست بأنها أداة لنشر أفكاره وتطوير نضاله ضد دولة اسرائيل.
ووفق تقديرنا، فان انخراط التجمع في الكنيست (منذ الكنيست الرابعة عشرة في أيار 1996) عاظم من الحظر المتجسد في هذا الحزب. ويمكن العثور على شهادة على ذلك، بين شهادات عديدة، في تقدم أفكار التجمع من هامش الجمهور العربي (اي من دائرة محدودة من الممثقفين الذين انشغلوا بها بشكل نظري) الى مركز الحلبة. واليوم بات لهذه الافكار تأثير ملحوظ على فحوى النقاش السياسي وعلى “جدول عمل” الجمهور العربي.
وعضوية التجمع في الكنيست توفر له المكانة والوضعية العامة لإطار سياسي شرعي يعمل في اطار القانون، الامر الذي يمنح الشرعية للمواقف “المموهة” في صفوف الجماهير العربية، وهي المواقف التي لا يعلن التجمع عنها صراحة، في نشراته الرسمية وفي تصريحات مسؤوليه، شفاهية او كتابيا. وهذه المكانة توفر الشرعية والأصالة القانونية للنشاطات التي يقوم بها الحزب من أجل تعزيز مواقفه هذه ونشرها.
* نظرة الى المستقبل
في المدى القصير: استمرار المواجهات العنيفة في “المناطق”، وبديهي في حال تصعيدها فان الدعم الحازم للتجمع ل”الانتفاضة” وعلاقاته وتماثله الايديولوجي مع جهات متطرفة في تلك المناطق يسهم في خلق أجواء عدائية ومتحمسة في صفوف نشطاء الحزب تجاه الطابع اليهودي للدولة، وتجاه الصهيونية وسلطة الدولة. ومن المحتمل ان تقود هذه الأجواء الى زيادة استعداد هؤلاء للمشاركة في نشاطات احتجاج عنيفة. وحسب تقديرنا، ثمة خشية من ان أفرادا بين صفوف التجمع قد يتبنون أنماط عمل أكثر تطرفا، وصولا الى تنفيذ عمليات ارهابية.
وعلى المدى البعيد: ان تعزيز مكانة التجمع في الكنيست وفي “الشارع” العربي، يمكن ان يسرع من الميول الانفصالية والمتطرفة في صفوف هذا الجمهور، وان يزيد في داخله تأييد إلغاء الطابع اليهودي والصهيوني للدولة.
وبالاجمال، فان نظرة قائمة التجمع ونشاطاته تقف، حسب رأينا، في مسار تصادمي مع طابع وقيم اسرائيل بوصفها دولة الشعب اليهودي. فالنشاط العملي والفكري للقائمة من أجل تحقيق ذلك، يجري على مسارين مركزيين:
الاول: الاعتراف بشرعية النضال
و”المقاومة” ضد اسرائيل، سواء عن طريق دعم النضال الفلسطيني الدائر في “المناطق”، منذ أيلول عام 2000، او إطلاق المديح لعمليات “المقاومة” التي نفذها حزب الله في لبنان. وفي الحالتين يبدو بشكل مباشر وأحيانا بشكل غير مباشر، دعم للعمليات الارهابية التي تنفذها منظمات الارهاب الفلسطينية وحزب الله ضد دولة اسرائيل ومواطنها. والهدف المركزي لمسار العمل هذا هو: استنزاف اسرائيل عن طريق نضال بعيد المدى يقود الى تقويض الوحدة الداخلية للمجتمع الاسرائيلي ويحدث شرخا في القدرة على الصمود.
والثاني: السعي لإلغاء الطابع اليهودي للدولة عن طريق استراتيجية التطلع الى نموذج “دولة كل مواطنيها” تحت غطاء النضال من أجل المساواة. وفي هذا الاطار، فان التجمع يعمل في المرحلة الاولى من أجل محو الطابع اليهودي لإسرائيل، وتحويلها الى دولة ثنائية القومية والى إلغاء العلاقة الخاصة بين هذه الدولة ويهود الشتات. كما ان “تجسيد” “حق العودة” للفلسطينيين الى داخل “الخط الاخضر” يعتبر مقوما مركزيا في هذه المرحلة، ويفترض به ايضا ان يحرك صيرورة بعيدة المدى لتحويل الاغلبية اليهودية في الدولة الى أقلية. وفي المرحلة الثانية يسعى التجمع الى خلق دولة ثنائية القومية كبيرة، من “البحر الى النهر” تعيش فيها، من الوجهة العملية، أغلبية عربية وأقلية يهودية.
الموقع...
الملقب..."