85 نائبا يوصون بتكليف شارون بتشكيل الحكومة الجديدة * الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب يتجند للضغط على متسناع للقبول بالشراكة مع "الليكود" في حكومة وحدة وطنية * ارباب العمل يضغطون: "حكومة طوارىء واسعة مطلوبة اليوم للإقتصاد الإسرائيلي لإنقاذ الدولة من انهيار تام"..
تنتهي يوم الاحد القادم المشاورات التي يجريها الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب مع وفود الاحزاب الاسرائيلية المختلفة، حول نتائج الانتخابات التشريعية وفرص تشكيل الحكومة جديدة. وفي ختام يوم المشاورات الثاني (الثلاثاء) وصل عدد النواب الذين اوصوا أمام قصاب بتكليف زعيم "الليكود" ارئيل شارون بتشكيل حكومة جديدة 85 نائبا. وفي يوم المشاورات الثاني ايضاً بقي شارون المرشح الوحيد لهذا المنصب، بعد ان اوصت كتل "المفدال" و "يهدوت هتوراه" و "عام احاد" بتكليف شارون بمهام تركيب الحكومة. واعلنت كتلة "الجبهة – التغيير" انها لا توصي بأي مرشح لهذه المهمة.
وتلقى الرئيس الاسرائيلي من القاضي ميشائيل حيشين رئيس لجنة الانتخابات المركزية النتائج الرسمية لمعركة 28 كانون الثاني، كما ظهرت في الجريدة الرسمية. وثبتت هذه النتائج التشكيلة النهائية للبرلمان الاسرائيلي السادس عشر، ذي الاغلبية اليمينية الكبيرة.
ويسعى الرئيس الاسرائيلي قصاب الى الضغط على زعيم "العمل" عمرام متسناع للدخول في ائتلاف حكومي بقيادة ارئيل شارون، في نطاق خطة طوارىء يروج لها "الليكود" لشد "العمل" الى تحالفه الحكومي الجديد.
ووجه قصاب دعوة لمتسناع للقائه يوم الخميس 6 شباط، بعد ان يكون قد انتهى من مشاوراته مع رؤساء الكتل البرلمانية الجديدة، في محاولة اخرى لإقناعه بالتراجع عن رفضه الانضمام الى حكومة وحدة برئاسة ارئيل شارون. ودعا قصاب اليه ايضا زعيم "شينوي" يوسف لبيد للقاء منفصل اخر يوم الخميس.
ويقول المقربون من متسناع ان موقفه الرافض قطعياً الدخول في حكومة وحدة يحظى بدعم واسع في حزبه، باستثناء رؤساء البلديات الاعضاء في "العمل"، الذين يخشون من ان بقاء "العمل" في المعارضة سيضر بهم في الانتخابات البلدية التي ستجري بعد عام.
في المقابل، تتردد على السن شخصيات كبيرة في "الليكود" الاقوال عن لقاءات سرية مع شخصيات من "العمل"، تمهيدا لانشاء ارضية لانضمام "العمل" لحكومة شارون.
ويعقد مكتب حزب "العمل" جلسة في نهاية الاسبوع لمناقشة نتائج الانتخابات التي لحقت بهم فيها هزيمة كبيرة. وسينعقد مركز الحزب بعد ثلاثة اسابيعه للبحث في هذه النتائج. وتقول "هارتس" ان عددا من اعضاء المركز يعتزمون اثارة موضوع البدء بمفاوضات ائتلافية مع "الليكود" في المؤتمر. وتقول التقديرات في "العمل" ان موقف قيادته المعارض (باستثناء بيريس) للدخول في حكومة شارون الثانية يجعل احتمالات تصويت اعضاء المركز ضد القيادة ضئيلة.
وكان شمعون بيريس قد اكد في برنامج "بوليتيكا" التلفزيوني ما نشرته "معريف" (4 شباط) حول مساعيه لتشكيل كتلة موحدة لليسار الصهيوني، تمهيدا للتفاوض على دخول الحكومة الجديدة. وقال بيريس في "بوليتيكا" ان وضع اسرائيل الاقتصادي لا يحتمل واان اقتصادها على حافة الانهيار، لذلك "لا يوجد حل سوى الحل السياسي. قد يكون لدينا وقت سياسي، لكن لا يوجد وقت اقتصادي كهذا عندنا".
ويشار الى ان مجموعة من رجال الاعمال الامريكيين اتصلت في الايام الاخيرة بسياسيين من حزب "العمل" لتحفيزهم على دخول حكومة الوحدة.
ازاء ذلك يسود الغضب والاحباط في "الليكود" جراء "العمل" الانضمام الى حكومة الوحدة. وقال مسؤول في "الليكود" لصحيفة "هارتس" (5 شباط) ان حزب "العمل" سيستصعب ان يفسر للجمهور اسباب رفضه التعاون مع "خطة سياسية لرئيس الحكومة مؤسسة على خطة بوش". وقال: "حزب العمل في الواقع يقول "لا" للرئيس بوش وبذلك يضع نفسه في نفس الزاوية مع صدام حسين وكوريا الشمالية". واضاف: "على اساس أي خطة يريد حزب العمل التقدم على المسار السياسي؟ ليست هناك خطة اخرى سوى خطة بوش. القصة مع نتسريم وكفار دروم ليست سوى حيلة فقط، لمن لا يريد الدخول في الحكومة".
وعلى رغم موقف "العمل" الاكيد ضد حكومة برئاسة شارون وحتى الدخول في مفاوضات معه حولها، قالت مصادر في "الليكود" ان شارون لن يسرع الى تشكيل حكومة ضيقة بل سينتظر عدة اسابيع "على امل ان يغلب العقل ويتغير موقف العمل".
* أرباب العمل يريدون "حكومة طوارىء"
وفي تصعيد آخر للضغط على متسناع للقبول بفكرة الشراكة مع شارون، وجه نحو ستين من رؤساء المؤسسات الاسرائيلية (الثلاثاء 4 شباط) دعوة إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية ضرورية لمواجهة الركود الاقتصادي المتفاقم في اسرائيل". وقالوا في ختام لقاء خاص دعوا اليه للتداول بشأن المخرج من الازمة الاقتصادية الخانقة ان "حكومة طوارىء واسعة مطلوبة اليوم للاقتصاد الاسرائيلي لانقاذ الدولة من انهيار تام".
وقال اسحاق كول، احد ممثلي ارباب العمل، في اعقاب اجتماع في تل ابيب ترأسه عوديد طيرا رئيس اتحاد الصناعيين وهو ابرز تنظيم لارباب العمل الاسرائيليين: "ان حكومة الوحدة الوطنية ضرورة حيوية لانقاذ اقتصاد البلاد المهدد بالانهيار".
واكد كول "وحدها حكومة وحدة وطنية مسؤولة تستطيع ان تخرجنا من حال الركود وان تدفع الى الاصلاحات الضرورية والى تغيير الاولويات".
وعقب مكتب عمرام متسناع على هذه المبادرة بالقول انه يشارك اصحابها قلقهم على اقتصاد اسرائيل لكن الضغوط يجب ان توجه لرئيس الحكومة المسؤول المباشر عن الوض الذي آلت اليه اسرائيل، وذلك لوضع سياسة اقتصادية مستقرة وتنفيذ خطط اقتصادية سابقة للتقليل من مصاريف الامن.