قال الشاعر الإسرائيلي روني سوميك إن إسرائيل لم تعد بعيدة من اللحظة التي سيعيش فيها "أناس كثيرون في بيوت من كرتون"، وذلك في ضوء تفاقم الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية، ووصف المخاوف الأمنية الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب عمومًا بأنها باتت أشبه بـ"البارانويا" المرضيّة

قال الشاعر الإسرائيلي روني سوميك إن إسرائيل لم تعد بعيدة من اللحظة التي سيعيش فيها "أناس كثيرون في بيوت من كرتون"، وذلك في ضوء تفاقم الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية، ووصف المخاوف الأمنية الإسرائيلية من الفلسطينيين والعرب عمومًا بأنها باتت أشبه بـ"البارانويا" المرضيّة.

وردت أقوال سوميك في سياق مقابلة مطولة أدلى بها مؤخرًا لملحق "7 أيام" الأسبوعي التابع لجريدة "يديعوت أحرونوت"، وذلك بمناسبة صدور مجموعته الشعرية التاسعة التي تحمل عنوان "التنظيم السري للحليب" (منشورات "زمورا بيتان") مشتملة على كمّ من القصائد الاجتماعية، خلافًا لما تميّزت به مجموعاته السابقة.

وأضاف سوميك: في كل مجاميعي كانت هنا وهناك قصائد اجتماعية. لكن في السنوات الأخيرة أجدني أنتقل من موقع المشاهد إلى موقع المتداخل. ثمة في إسرائيل أكثر من نصف مليون طفل يمّر خط الفقر من فوق رؤوسهم. إننا نعرف تقارير التلفزيون التي تبدأ بـ"كلوز أب" أمام الثلاجة الفارغة، وحاليًا هناك جيل كامل من الأطفال هم أطفال الثلاجات الفارغة. إننا ننمي أولادنا يتحولون إلى قفاز ملاكمة، فضلاً عن معاناتهم الخصوصية. ولا بدّ أن يأتي يوم يجبي فيه هؤلاء الأولاد، وبحق، ثمن ضمادات الندبات التي تسبب لهم بها هذا المجتمع.

وزاد سوميك: إنني اتهم كل إنسان يرى بعين متهكمة الثلاجة الفارغة ولا يقرر أن يدسّ فيها بعض الأجبان أو السمن. إنني أتكلم عن سياسة معروفة سلفًا تنظر إلى هذه الأوضاع ولا تخفض عينيها، سياسة شريرة وموجهة تذكر بالنكتة عن ختان الأولاد "يقصّون للأولاد والكبار يأكلون الكعك". من الصعب أن أظل لامباليًا إزاء ذلك وأن أجلس على الشرفة وأحتسي القهوة من ماكينة "الإسبرسو" الإيطالية في وقت أعرف فيه أن هناك أطفالاً تعتبر المياه المعدنية ضربًا من الفنتازيا بالنسبة لهم. وأنا لا أبالغ. لقد اشتركت خلال السنة الفائتة في خمسة لقاءات في بلدة أوفكيم (جنوب) أعادت إلى ذهني ما شاهدته قبل سنة في مانيلا (الفيلبين). صحيح أن الناس هنا لا يعيشون بعد في صناديق من كرتون، لكننا لسنا بعيدين جدًا من وضع كهذا.