يمثل الكتاب محاولة لقراءة شاملة للحالة السياسية في إسرائيل، والتي تشكلت كإنعكاس لوضعية الصدام بين المجموعات الإثنية وممثليها من النخب السياسية والثقافية والإجتماعية والدينية. وأدت بالتالي إلى حالة من انعدام الاستقرار، بحيث تمر السياسة الإسرائيلية بفترة انقلابات جوهرية.
ويبين الكتاب النظام الإثنوقراطي في إسرائيل والذي يميّز لمصلحة المجموعة المؤسسة، أي اليهود الأشكناز، وضد المجموعات الأخرى، هو الخلفية لظهور هويات إثنية قوية تستمد شرعيتها من طبيعة النظام الإسرائيلي ككل، لتملي الأجندة السياسية وتسبب عدم الاستقرار في أي وقت يتصور لمجموعة ما بأن مصالحها مهددة بالخطر ، لقد أظهرت حملات الإنتخابات في العقد الأخير هذه الهوة ومشاعر الإغتراب التي تراكمت ضمن كل مجموعة.
في صفحات هذا الكتاب شرح تفصيلي للنضال الذي خاضه ممثلو الجماعات الجانبية لأجل تحصيل حقوق جمهور مؤيديهم وذلك مر بالأساس من خلال مجابهة السيطرة الإشكنازية وتطوير طرق وأدوات سياسية أدت إلى حالة من انعدام الاستقرار السياسي.
ويتوصل المؤلف إلى أن عدم الاستقرار السياسي له مغزى محلي داخل المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بالتضامن الداخلي، أهداف الصهيونية، وتحقيق السياسات البنائية للمستقبل هكذا، يتضح أن أهم مشروع للصهيونية - وهو خلق أمة يهودية - اسرائيلية في إسرائيل - قد فشل بدلاً من ذلك، فإننا نشهد بزوغ جماعات تلاحق اهتماماتها الخاصة وتحطم مصالح غيرها. وهذا هو المسبب الرئيسي لحالة انعدام الاستقرار. هذه الحالة لها كذلك تأثير عميق وواضح على علاقات إسرائيل بالشعب الفلسطيني. إن جوهر ذلك يكمن في انعدام إمكانية، تحت تهديد المجموعات المختلفة وممثليها في الكنيست، تحقيق الإستقارا الذي يجعل من الممكن إنجاز قرارات بعيدة المدى تتعلق بمستقبل الصراع وذلك لدى التوصل لتسوية مقبولة على الفلسطينيين.
ويقول غانم في تقديمه للكتاب:
" إن نوعاً من الاستقرار النسبي يسود اليوم بسبب التهديد المشترك (سواء أكان ذلك حقيقياً أم مختلقاً) الذي يشكله الفلسطينيون والدول العربية في المستقبل، لن تتمكن إسرائيل من المحافظة على المعادلة الحالية فيما يتعلق بالعلاقة بين المجموعات. أن عليها أن تمر بتغير جذري من أجل السماح للمجموعات المختلفة بالتعبير الجمعي المتكافئ، وذلك من خلال استقلالية شخصية مرتكزة على ترتيبات اتحادية، إضافة إلى مساواة مدنية ليبرالية مبنية على الموطنة المتكافئة. مثل هذا التغيير سيأتي على حساب نظام يميز ضد الجماعات الضعيفة (الفلسطينيون، المتدينون، الشرقيون والروس) ولمصلحة الجماعة المؤسسة (الإشكناز)، أن الإشكناز، او على الأقل ممثليهم في الكنيست والبنى السياسية، الثقافية، الإقتصادية والإجتماعية، والذين يهتمون بالمحافظة على المزايا النسبية التي يتمتعون بها، يشكلون العائق الأساسي أمام عملية الدمقرطة في المجتمع الإسرائيلي."
تم نشر هذا الكتاب بدعم من الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA).