العدد 21 من "قضايا إسرائيلية" عشية الانتخابات الإسرائيلية للكنيست وقد يقرأه البعض بعد فرز النتائج، ومع كل الأهمية لهذه الجولة الانتخابية فقد صعب علينا تسارع الأحداث دراستها قبل الانتخابات إذ تخللتها أحداث طارئة ومتتابعة، فموعد الانتخابات طارئ وقد تقرر بعد تفكك حكومة شارون وانسحاب حزب العمل في تشرين 2005، ثم قرار شارون بالانسحاب من الليكود وإقامة حزب كديما وبعدها مرض شارون وغيبوبته منذ بداية كانون الثاني، كل ذلك كان كافياً لإحداث زعزعة في الواقع السياسي الإسرائيلي الداخلي وترك أثراً بالغاً قد لا يدرك على حقيقته إلا بنظرة تحليلية وبُعد زمني كاف لدراسة مجريات الأحداث.
في هذا العدد إضاءة على حدث آخر مفاجئ إلى حد ما (على الأقل بالنسبة للأوساط الإسرائيلية) وهو نتائج الانتخابات للسلطة الوطنية الفلسطينية وفوز حماس الساحق في المجلس التشريعي، فكيف تعاملت إسرائيل، النظام والإعلام والمجتمع مع هذه النتائج؟ كذلك نواصل، كما في الأعداد السابقة، النظر إلى الحياة الثقافية في إسرائيل لفهم هذه الثقافة، مركباتها وجوهرها ومبناها خاصة في تعاملها مع العرب والشرق ومع ذاتها، وفي هذه المرة دراسة عن المسرح الإسرائيلي والتوجه الطائفي، إضافة إلى حوارين مع مثقفين إسرائيليين الأول محرِر سابق لإحدى أهم الصحف الإسرائيلية (هآرتس) والثاني مع كاتبة يهودية نشأت في جنوب أفريقيا في أجواء الأبرتهايد البغيضة واليوم تعيش في قرية طمره الفلسطينية وترصد المجتمع الإسرائيلي برؤية نقدية.