عاد الانشغال بالملف النووي الإيراني إلى صدارة جدول الأعمال في إسرائيل في ظل مُستجدّات كثيرة، يظل في مقدمها تبدّل الحكم، بتزامن ما، في كل من الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، وما أتاحه تبدّل الإدارة الأميركية من إمكان العودة إلى الاتفاق مع إيران والذي أبرم العام 2015 وعارضته إسرائيل ومارست ضغطاً كبيراً على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أجل الانسحاب منه من جهة، ولركل مسار المفاوضات والعودة إلى نظام فرض العقوبات على نظام طهران، من جهة أخرى.
غير أن الانشغال بالملف الإيراني من ناحية إسرائيل هذه المرة يأتي أيضاً على خلفية تقارير متطابقة تشير إلى أن إيران حققت تقدماً كبيراً في مشروعها النووي إلى ناحية الاقتراب من أن تصبح دولة عتبة نووية، وعندها فإن المسافة بينها وبين امتلاك قنبلة نووية تُمسي قصيرة جداً. كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، قبل أيام، نقلاً عن تقرير لخبراء ثقة، أن إيران أصبحت قادرة خلال فترة شهر واحد تقريباً على امتلاك ما يكفي من المواد لتزويد سلاح نووي واحد بالوقود. ووفقاً للتقرير نفسه، بإمكان إيران إنتاج وقود السلاح الثاني في أقل من ثلاثة أشهر، ووقود السلاح الثالث في أقل من خمسة أشهر. ولكن بالرغم من ذلك فإن تصنيع رأس حربي حقيقي، أي رأس يمكن أن يصلح للتركيب على صاروخ إيراني، سيستغرق وقتاً أطول بكثير. ولا بُدّ من أن نشير إلى أن مثل هذه التقديرات صدرت أيضاً في الماضي عن كل من وزيري الدفاع والخارجية الإسرائيليين بيني غانتس ويائير لبيد، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وكذلك عن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي.
توقف بحث نشره مؤخراً معهد الأبحاث التابع للكنيست الإسرائيلي عند قضية عنونها بـ: "الأطفال المعرضون للخطر في أزمة كورونا: البرنامج الوطني للأطفال والشباب المعرضين للخطر". ويعرض في تقرير خاص كيف أثرت أزمة تفشي فيروس كورونا على جميع مجالات حياة الأطفال بشكل عام، والأطفال المعرضين للخطر بشكل خاص؛ إذ أدت الأزمة الصحية والإقامة المطولة في المنازل في بعض العائلات إلى تنامي ظواهر نفسية تجلت في القلق والضغوط الصحية والاقتصادية والعائلية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة حالات الخطر على الأطفال.
تقف دولة إسرائيل في "يوم الغفران" 2021 في مواجهة مزيج من القدرات الهائلة لدى العدو وإسكات متكرر لقدرات الجيش الإسرائيلي ضدها، فهل نواجه إخفاقاً آخر كما في إخفاق يوم الغفران؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
في شهادته أمام لجنة أغرانات (لجنة التحقيق الإسرائيلية الرسمية التي أقيمت بعد حرب تشرين/ أكتوبر – 1973- المحرّر)، قال وزير الدفاع الراحل موشيه دايان إن خطأه الكبير كان يتمثل في تقييمه الذي قلّل فيه من قدرات الجيش المصري وبالغ في تقييم قدرات الجيش الإسرائيلي. ما هي الكلمة المفتاحية في كلام وزير الدفاع صاحب الثقة كبيرة بالنفس؟ كان يعلم أن جيشين مصريين وُضعا في حالة تأهب على ضفاف قناة السويس، وكان يعلم أن خمسة فيالق سورية تم وضعها في حالة تأهب على مرتفعات الجولان، لكنه واصل منع القيام بأية استعدادات لاحتمال قيامهم ببساطة بتشغيل المحركات والتقدم.
كُتب في إسرائيل الكثير عن العلاقة بين الجيش الإسرائيلي والمجتمع (المدني) الإسرائيلي، وهي الموضوعة التي طرقتها أبحاث ودراسات عديدة حاولت سبر أغوارها من زوايا بحثية متعددة ومختلفة. فبينما تركز العديد من خبراء العلوم السياسية والاجتماعية في مجال العلاقات والهرمية الوظيفية بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، ذهب آخرون إلى تقصي مدى عسكرة المجتمع الإسرائيلي فيما اختار آخرون الغوص في مسألة العلاقة بين الجيش والمجتمع في جانب تأثيرات الخدمة العسكرية على المجتمع الإسرائيلي وتقسيماته الطبقية.
الصفحة 207 من 883