يعتبر فيلم " اصدقاء يانا" الذي يصل ذروته في مشهد لمطارحة غرامية فريدة من نوعها، واحدا من افلام السينما الاسرائيلية الاكثر شعبية ورواجا خلال السنوات العشر الماضية. حيث تظهر في الفيلم مهاجرة من روسيا تتطارح الغرام مع رجل اسرائيلي اسود البشرة، في الوقت الذي يدوي فيه صوت صفارات انذار حرب الخليج (1990) فيضطران الى ارتداء الكمامات الواقية من الغاز. اعترت جمهور المشاهدين مشاعر الانفعال والسرور ازاء هذا المقطع الرائع، نظرًا لأن الاسرائيلي العادي يحقق ذاته حتى الذروة فقط في لحظات الحرب العاصفة.
كتب محمد دراغمة
كثيرة، وغريبة، وقاسية، وأحياناً قاتلة ممارسات الجنود الاسرائيليين بحق المارة عبر الحواجز، تماماً كما هم الجنود غريبون وقساة وغالباً مستعدون للقتل.
بعد أقل من اسبوع على تشكيلها، وجدت حكومة شارون الثانية نفسها أمام وضع مشابه لما كانت عليه الحال إلى ما قبل شهرين، عندما وقعت العملية الانتحارية السابقة. في تلك الايام تصدرت العمليات الانتحارية الفلسطينية واجهة المشهد، وكانت تتطلب <رد فعل فوري>، عادة ما يجيء مشابهاً لما كان حتى الآن – اجتياح وقتل وتدمير في مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية.
يزداد التخوف في الجهاز الأمني الاسرائيلي من تعمّق التغلغل الأيراني إلى المنطقة، وإقامة شبكة مكتظة من <الخلايا الارهابية> بتأثير ووحي أيرانيين <في الساحة الخلفية> لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد جرت في هذا الجهاز في الأسابيع الأخيرة مداولات حول <المسألة الأيرانية وتغلغلها السريع إلى السلطة الفلسطينية> وقُدمت سيناريوهات عمل وردّ مختلفة.
ويكتب بن كسبيت المراسل السياسي في <معريف> (5 آذار) ان <التأثير الأيراني كان محصورًا حتى الآن في التنظيمات المعارضة مثل "حماس"، "الجهاد الاسلامي" و "الجبهة الشعبية". الآن، ومع تسارع عملية تفكيك السلطة الفلسطينية وشحّ المصادر المالية الفلسطينية من خلال عزل الحكم المركزي، يتضح أن أيران تملأ هذا الفراغ بسرعة>.
ويضيف: << في الأشهر الأخيرة يزداد التأثير الأيراني على حركة "فتح"، إزديادًا كبيرًا، في ظاهرة لم تكن معروفة في السابق لعناصر المخابرات الاسرائيلية. ويُعد عدد من العمليات الأخيرة التي نفذتها أذرع "فتح"، مثل العملية في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب في كانون الثاني، "عمليات أيرانية". ويشخص الجهاز الأمني في الآونة الأخيرة ظاهرة إدخال عملاء أيرانيين إلى المناطق، وإدخال وسائل قتالية ونقل أموال بحجم واسع، وكل ذلك من أجل صنع ما أمكن من العمليات.
<<ويهرّب العملاء الأيرانيون وتابعو "حزب الله" وسائل قتالية كثيرة لنشطاء الانتفاضة عن طريق لبنان (وعن طريق إلقاء هذه الوسائل من على الجدار الحدودي، أيضًا) وعن طريق مسارات تهريب من الأردن وعبر البحر. كذلك، يتم إدخال نشطاء "إرهاب" إيرانيين، دُرّبوا في أيران أو لبنان، إلى البلاد بمسارات مختلفة.
<<وتنشط أيران في مسار آخر أيضًا وهو تجنيد مصابي الانتفاضة، الذين أرسلوا إلى العلاج الطبي في ايران، إلى دائرة "الارهاب". ويحصل المصابون، وغالبيتهم أصيب بإصابات خفيفة أو متوسطة، على العلاج ثم يُجنّدون في صفوف "كتائب القدس" التابعة لحرس الثورة الأيراني. بعد ذلك يعود الفلسطينيون إلى مناطق السلطة ويقيمون "خلايا إرهابية" ناشطة بوحي إيراني. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الأيرانيين يرفضون إستقبال جرحى بأوضاع صعبة، والذين بحاجة إلى علاجات مكلفة وإستثمار كبير، ويفتقدون الاحتمال المستقبلي للعودة إلى دائرة "الارهاب". وبيد "الشاباك" معتقلون كثيرون مرّوا بعملية تجنيد مشابهة في أيران وعادوا إلى المناطق>>.
وما يقض مضاجع العناصر الأمنية الاسرائيلية، أكثر من أي شيء، هو – حسب <معريف> - الموضوع المالي: <<يتضح، أنه وفي ضوء فرغان الخزينة الفلسطينية والنجاح الجزئي الذي يحققه وزير المالية، سلام فياض، في منع وصول جزء قليل فقط من أموال تمويل "الارهاب"، فإن تسريب الأموال الأيرانية يزداد مع الوقت، إلى جهات داخل "فتح". وهذه هي المرة الأولى التي يُشار فيها إلى "مجموعات فتح" محلية كناشطة بوحي أيراني.<<
وبموجب الصحيفة، تصل الأموال بعدة طرق، قسم منها عن طريق الحسابات البنكية الأوروبية، وقسم آخر في محافظ نقود تصل إلى الناشطين الميدانيين. <<ويملأ الأيرانيون، وبنجاح كبير، الفراغ الذي إنوجد في ضوء ضعف السلطة الفلسطينية. وهذا واحد من الأسباب للموافقة الاسرائيلية مؤخرًا على تحرير أموال الديون الاسرائيلية للسلطة، من أجل إعادة بعض العافية للسلطة المركزية الفلسطينية>>.
ويركّز "الموساد" و "الشاباك" و "أمان" (المخابرات العسكرية) مؤخرًا، مواد كثيرةً في الموضوع، وينقلها على الدوام إلى الحكومة الأمريكية وإلى عناصر مخابراتية أوروبية. وقد أصدر بعض الضباط الأمريكيين الكبار مؤخرًا، تصريحات بشأن <<ضلوع حرس الثورة الأيراني، وخاصةً "كتائب القدس"، في تشجيع "الإرهاب" ضد إسرائيل>>، ورمزوا إلى أن أمريكا لن تتردد في العمل أيضًا ضد هذه الظاهرة، إذا ما اتضحت خطورتها.
وقال مصدر أمني اسرائيلي كبير جدًا، مؤخرًا، إن ممثلا حكوميًا خاصًا يعمل في طهران، وكل مهمته هي <<إنتاج "إرهاب" ضد إسرائيل - إبتداءً من تجنيد ناشطين "إرهابيين"، وتدريبهم، وإدخالهم إلى إسرائيل، وإقامة "خلايا إرهابية"، ونقل أموال ووسائل قتالية وإقامة بنية تحتية "إرهابية" في المناطق وبنية أخرى ممتدة في خارج البلاد للعمل ضد أهداف إسرائيلية>>.
<<فقط في السنوات الأخيرة فهمنا>>، يقول المصدر، <<أية بنية هائلة أقاموا ضدنا في العالم، وكيف نشطوا ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في أمريكا الجنوبية>>.
الصفحة 787 من 860