منذ أن غنّت ثلاثية "جسر اليركون" لعمال البناء الذين يصفّرون من أعلى السُلّم، لم يعد هناك تصفير، ولا عمال بناء يهود. فاليوم، كل مقاول بناء في إسرائيل يؤكد أنه يرغب في تشغيل إسرائيليين لديه، تقريبا بأي ثمن، ولكن الإسرائيليين ببساطة ليسوا على استعداد لتوسيخ أيديهم في عمل صعب، ولذا حُكم على المقاولين بأن يشغلوا عمالا صينيين فقط.
أكدت دولة إسرائيل، في ورقة رسمية، أنها تنظر إلى مظاهرات المواطنين العرب فيها وأنشطتهم الاحتجاجية بمنظور أمني خالص وتعتبرها تهديدا أمنيا، لأنها تعتبر هذه المظاهرات والاحتجاجات "نشاطاً قومويا متطرفا ذا طابع تآمري"، وليس حقا أساسيا مكفولا، بالقوانين، لأي مواطن من مواطني الدولة!!!
كشفت أربع محطات سياسية صدامية شهدها الكنيست في الأسابيع القليلة الماضية عن اتساع الفجوة بين حزب "العمل"، المنخرط ضمن كتلة "المعسكر الصهيوني"، وبين كتلة "ميرتس"، إذ أن الأول عاد ليغيّب الفوارق المفترضة إسرائيليا بينه وبين حزب "الليكود" اليميني المتشدد، في حين أن كتلة "يوجد مستقبل" المحسوبة إسرائيليا على خانة ما يسمى بـ "الوسط"، أسقطها صنّاع الرأي الإسرائيليون من خانة "الاعتدال"، وكل هذا خلق جدلا واسعا في وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المكتوبة منها.
أكد باحثان من "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أنه في ضوء آخر المستجدات التي طرأت على الأوضاع الإقليمية، بات المطلوب من إسرائيل تفكير جريء يحدد أن ظاهرة "داعش" تشكل تهديدا أخطر حتى من التهديد الإيراني، حيث أن سيناريو نجاح هذا التنظيم في الاستيلاء على أراض في هضبة الجولان والتمركز فيها، سيضع إسرائيل في مواجهة طرف لا يخضع لـ"قواعد لعبة" كتلك القائمة بين الدول، على عكس إيران وسورية وحزب الله التي يخضع الصراع معها إلى "قواعد لعبة" منطقية ومنظمة.
الصفحة 661 من 883