استمر حكم اليمين في إسرائيل خلال العام 2014 الفائت في تأجيج الحملة الرامية إلى مزيد من صهينة الحياة العامة في الدولة بغية إدامة سلطته وهو ما توازى مع سعي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى فرض هيمنته وهيمنة اليمين على السلطة. ويشكل سعي نتنياهو هذا همّه الأول والرئيس، وهو يفرخ محاولات مكملة للتحكم بخطاب وسائل الإعلام والرأي العام.
يرسم التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة "يش دين" ("يوجد قانون") لحقوق الإنسان في 17 أيار الأخير صورة قاتمة جدا، بل خطيرة للغاية، عن نهج سلطات فرض وتطبيق القانون الإسرائيلية في المناطق المحتلة، وخاصة الشرطة، في كل ما يتعلق بتطبيق القانون ومعالجة "الجرائم الأيديولوجية" التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد السكان الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، والتي (الجرائم) تشمل: الاعتداءات الجسدية، الاعتداء على الممتلكات وتخريبها، الاستيلاء بالقوة على أراض تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين وغيرها من الجرائم، التي ترتكب بصورة شبه يومية حتى أصبحت "جزءا من الواقع" اليومي المعاش في الضفة الغربية.
وفقا للتراث الديني اليهودي، فإن النبي موسى صعد إلى جبل طور سيناء، قبل حوالي 3500 عام، وتلقى من الرب مباشرة لوحي العهد، اللذين حُفرت عليهما الوصايا العشر، وكذلك الأسفار الخمسة الأولى والتلمود والمِشنة والأحاديث الدينية المنقولة. وجرى ذلك في السادس من شهر نيسان العبري، وهو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود بعيد "شْفوعوت" أي عيد نزول التوراة، ويسمى أيضا عيد البواكير، الذي صادف في مطلع الأسبوع الماضي.
"انتصار المستوطنين: التعيين الإشكالي لإيلي بن دهان نائبا لوزير الدفاع" ـ تحت هذا العنوان، كتب المعلق لشؤون الأمن والاستخبارات، يوسي ميلمان، في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية (وهو معلق سابق للشؤون نفسها في صحيفة "هآرتس" سنوات طويلة) عن قرار تعيين الحاخام إيلي بن دهان، ممثلا عن حزب "البيت اليهودي" (بزعامة نفتالي بينيت) نائبا لوزير الدفاع الإسرائيلي وتفويضه المسؤولية الكاملة والحصرية عن كل ما يتعلق بـ "الإدارة المدنية" في الضفة الغربية، مضيفا، في العنوان الفرعي ("معاريف" ـ 16/5/2015): "رجل البيت اليهودي سيكون مسؤولا عن الإدارة المدنية، وهو ما يزيد القلق من أن القدس قد تخطو نحو سياسة الأبارتهايد"!
الصفحة 644 من 859