سارع الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، جدعون ساعر، في الأسبوع الماضي، إلى شقّ تحالفه مع حزب "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، في إطار تحالف "المعسكر الرسمي"، بإدعاء أن الكتلة "لا تلبي تطلعاته اليمينية القومية"، وأقر له الكنيست تشكيل كتلة برلمانية من 4 نواب بزعامته، تحمل اسم حزبه "أمل جديد"، إلا أن ساعر من ناحية عملية استبق خطوة كانت شبه مؤكدة من طرف بيني غانتس، الذي يحظى بمضاعفة قوته البرلمانية في استطلاعات الرأي العام، والتي بدأت قبل اندلاع العدوان على قطاع غزة، لكنها تعززت خلال الحرب. ورَد غانتس على ساعر كان مؤشرا إلى ذلك، لما فيه من استخفاف.
ما زالت تحليلات إسرائيلية كثيرة منشغلة حتى النخاع بالخلافات في الرأي القائمة بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة في ما يتعلق بالحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر وما ستؤول إليه، وهي خلافات انعكست مؤخراً بكيفية ما في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جو بايدن عن "حال الاتحاد" أمام الكونغرس الأميركي في نهاية الأسبوع الماضي، وكذلك في التصريحات التي أدلى بها إلى وسائل إعلام في إثر الخطاب، واستمر عبرها في إبداء تحفظاته وإن ضمنياً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو متهّماً إياه بـ "الإضرار بإسرائيل أكثر من نفعها"، إنما جنباً إلى جنب تأكيد دعمه إسرائيلَ وما وصفه بأنه حقّها في الدفاع عن نفسها، على ما يحمله ذلك من إشارة إلى تبدّد أوهام الرهان على حدوث تحوّل جوهري في موقف أميركا الثابت من الحرب ضد غزة وأهدافها.
يرتبط مفهوم "الغنيمة" بالحروب القديمة ويحمل دلالات دينية. اليوم، تؤطر إسرائيل سرقاتها ملايينَ الدولارات من منازل الفلسطينيين ومحال الصرافة، سواء في غزة أو الضفة الغربية، على أنها غنيمة حرب. تُضاف إليها معدات، مجوهرات، وكل ما هو ثمين في أرض المعركة. على الرغم من أن "الغنيمة" في سياق حروب إسرائيل لها أصول تعود للثقافة التوراتية، فإن إسرائيل تسعى باستمرار إلى تغليف هذه السرقات على أنها "تكتيك" عسكري يهدف إلى تجريد المقاومة من مواردها، وهي لغة مقبولة على المجتمع الدولي في العصر الحديث. هذه المقالة تشرح مفهوم الغنيمة في حروب إسرائيل.
فور الهجوم القاتل الذي نفذته حركة حماس في يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ساد تعاطف كبير مع إسرائيل ومواطنيها، على الأقل في العالم الغربي. مع ذلك، وبعد خمسة أشهر من الحرب الوحشية - التي قُتل فيها، وفقاً لأحدث تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نحو 30 ألف فلسطيني (حوالى 1.33 بالمئة من سكان غزة)، وجُرح حوالى 69 ألفاً، واضطر نحو 75 بالمئة من السكان إلى ترك منازلهم، ودُمر أو تضرر حوالى 60% من البيوت - تلاشى هذا التعاطف ويتسع العداء لإسرائيل.
الصفحة 65 من 883