مرة أخرى نتوقف في هذا العدد عند موضوع "الناجين من الهولوكوست" الذين يعيشون في إسرائيل، من زاوية تسليط الضوء على المتاجرة السياسية الرعناء بآلامهم التي دأبت عليها الحكومات الإسرائيلية المتتالية، ولا سيما منذ تسلّم حزب الليكود اليميني سدّة الحكم قبل أربعة عقود.
شهد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في مدينة القدس العربية المحتلة ازدهارا واسعا جدا خلال ولايات رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، بنيامين نتنياهو، وتحديدا خلال السنوات السبع الأخيرة، بين 2009 و 2016، إذ ازداد عدد المستوطنين في القدس وأحيائها بنحو 70% في الفترة المذكورة، بينما ازدادت مساحة الأراضي الفلسطينية التي أقيمت عليها مستوطنات جديدة بنحو 60%، وخاصة في الشيخ جراح وبطن الهوى (في سلوان).
تعمل وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية على إدخال مضامين دينية يهودية متطرفة ومبالغ في نزعتها القومية، وذلك من دون الإعلان عن إدخال هذه المضامين إلى مناهج التعليم في المدارس الحكومية الرسمية. ويسيطر على هذه الوزارة، بصورة تاريخية، مسؤولون من التيار القومي الصهيوني – الديني، الذي ازداد تطرفا في العقدين الأخيرين، وخاصة في السنوات القليلة الماضية.
تندلع من حين الى آخر موجات عاصفة من الجدل الإسرائيلي، حين يتجرأ كاتب أو فنانة أو محاضر جامعي أو إعلامية على التعبير عن حقائق يتكتّم عليها كثيرون. فلا يتطرقون إليها ألا في المحادثات الخاصة (سمعت مثلها شخصيًا مرارًا)، رغم يقينهم بأنها ليست سرًا تقتصر معرفته عليهم وحدهم. آخر العواصف جاءت إثر مقال للكاتب الصحافي يوسي كلاين في جريدة "هآرتس" (نيسان 2017) عبّر فيه عن صورة قاتمة مترتبة على اشتداد قرون التيار القومي الصهيوني الديني الاسرائيلي، المتماهي أكثر شيء، مع مشروع الاستيطان الكولونيالي في الضفة الغربية المحتلة.
الصفحة 482 من 859