شهدت تل أبيب، مساء السبت الماضي، مظاهرة بمشاركة الألوف للأسبوع الثالث على التوالي ضد مظاهر الفساد الذي يتكشف بحجم كبير في الحكومة وائتلافها البرلماني، وبشكل خاص المتعلق بشخص رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الائتلاف الحاكم النائب دافيد بيطان، وثلاثة وزراء آخرين. إلا أن هذا الحراك الشعبي ما زال محدودا، وليس بالمستوى الضاغط بشكل فاعل، ليهز الحكومة. وفي المقابل، فإن ما خلفه تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب من انعكاسات سياسية لصالح اليمين الاستيطاني، قد تساعد نتنياهو على تغيير الاتجاه والذهاب إلى انتخابات مبكرة، مزودّا بذلك التصريح كإنجاز، ومتذرّعا بالقلاقل داخل الحكومة كذريعة، والهدف هو دحر عملية التحقيقات الجارية معه، وإبعاد احتمال تقديم لائحة اتهام ضده.
الضجة الكبرى التي عصفت بإسرائيل في الأيام الأخيرة، بسبب قرار شركة الأدوية الإسرائيلية العالمية، "طيفع"، فصل أكثر من 1700 عامل من مصانعها ومرافقها في إسرائيل، من أصل قرار بفصل آلاف العمال في مصانعها في العالم، لا تعود فقط لهذا الكم الهائل من العاملين الذين سيفقدون أماكن عملهم في بحر العام المقبل، بل لأن الشركة حصلت خلال السنين الأخيرة على ما يزيد عن 5 مليارات دولار امتيازات ضريبية، كدعم للاستثمارات ولضمان تشغيل آلاف العاملين في المناطق البعيدة عن وسط البلاد.
الصراعات الحالية في حركة "ميرتس"، خلفياتها والقوى الفاعلة في إطارها والنتائج المترتبة عليها، كانت موضوع تقرير موسع كتبته الصحافية الإسرائيلية سارة ليبوفيتش ـ دار ونشر تحت عنوان "يساريون بلا كرامة" في العدد الأخير من مجلة "ليبرال"، وهي مجلة شهرية متخصصة في السياسة (الحزبية ـ الداخلية)، الإعلام والثقافة، تأسست في بداية العام 2014 وصدر العدد الأول منها في أيار العام ذاته.
تسود حالة من الترقب والتوتر الشديدين في أوساط حركة "ميرتس" الإسرائيلية خاصة، وفي أوساط "اليسار الإسرائيلي" عامة، مع اقتراب موعد المؤتمر الخاص الذي ستعقده الحركة في نهاية شهر كانون الأول الجاري، بما سيُطرح خلاله من قضايا تخص تنظيم الحركة ونهجها الفكري والسياسي وبما ستتمخض عن ذلك من نتائج، يرى كثيرون أنها "قد تعلن وفاة حركة ميرتس وزوالها عن الخارطة السياسية ـ الحزبية في إسرائيل".
الصفحة 431 من 859