اعلنت مصادر مسؤولة في أجهزة الأمن الإسرائيلية (الجمعة 21/3) انه قد يتقرر في مطلع الاسبوع إنهاء حالة التأهب في إسرائيل والعودة الى روتين الحياة اليومي العادي. وترى هذه المصادر أن احتمالات إطلاق الصواريخ العراقية على إسرائيل انخفضت أكثر من ذي قبل بعد أن أصبحت معظم المناطق التي من المحتمل انطلاق الصواريخ منها باتجاه اسرائيل تحت سيطرة قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية.وكانت المخابرات العسكرية الاسرائيلية اعربت عن تقديرها بأن احتمالات توجيه ضربة صاروخية لإسرائيل <<منخفضة جداً>>.
رفضت اسرائيل الاقتراح الفرنسي بعقد مؤتمر سلام دولي حول الشرق الاوسط. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية بالقدس الغربية قوله ان اسرائيل معنية بأن تظل الولايات المتحدة برأس التحركات الحالية تمهيداً للمفاوضات حول اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني، وانه <<لا فائدة من اي مبادرة اخرى>>.من ناحيتها رحبت السلطة الفلسطينية بدعوة فرنسا مشددة على ضرورة وضع الاليات الالزامية والجداول الزمنية المحددة لتنفيذ <<خريطة الطريق>>.
وبما أن تفيت كان مراسلاً صحافياً متمرسًا وعنيدًا وجريئًا وشجاعًا وقام بتغطية والأحداث وإرسال الأخبار بدون تجميل وإضافات تنحاز بالأخبار لمصلحة أحد الأطراف المتحاربة، وبما أن أعمال إسرائيل الوحشية تعتبر مادة ممتازة لكل صحافي يعمل في الشرق الأوسط، كانت تقارير تفيت القيّمة ونصوصه وصورَه وأشرطته التسجيلية، التي صورت معاناة الناس في زمن الحرب ومجرمي الحاضر في عصرنا الحديث، غزيرة ومؤلمة.
الاتصال الهاتفي من الرئيس جورج بوش مساء يوم الاثنين، بشر شارون بانتهاء "فترة الانتظار" الطويلة للحرب في العراق، وبداية فصل جديد في تاريخ الشرق الأوسط. حدثان اثنان شكَّلا دليلاً على العلاقة الوثيقة بين الأزمتين في المنطقة، في العراق وفي المناطق الفلسطينية: تعيين ابي مازن رئيسا للحكومة الفلسطينية، في ظل الانذار الأمريكي لصدام حسين؛ وتصريح بوش حول الالتزام بتطبيق "خارطة الطرق" التي يفترض ان تؤدي، بعد الحرب، الى اقامة دولة فلسطينية.من جهة شارون، فترة الانتظار بدأت في تموز الماضي، عقب خطاب بوش ودعوته الى تغيير القيادة الفلسطينية. رئيس الحكومة تبنى آنذاك توصية الجيش باعتماد سياسة "ادارة المخاطر" التي من شأنها خفض "الارهاب الفلسطيني" الى درجة معقولة، من خلال الامتناع عن التصعيد في المناطق (الفلسطينية) وفي الحدود الشمالية، وتوثيق التنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة. الجنرالات عرضوا امام شارون ثلاثة سيناريوهات قد تساعد اسرائيل ان هي حافظت على الانضباط: الحرب المتوقعة في العراق؛ تراجع قوة ومكانة (الرئيس ياسر) عرفات وصعود قيادة بديلة في الجانب الفلسطيني؛ وبناء الجدار الفاصل. رئيس الحكومة، من جهته، لم يقتنع تماماً بالأبعاد السياسية للجدار الفاصل واستغرب كون الموانع في الضفة الغربية اكثر اهمية من الجدران في الجليل وفي غزة. لكنه عاد في النهاية واقتنع. ولاحظ وزراء رافقوه هذا الاسبوع في جولة على طول "خط التماس" ان شارون "ذوَّت" الجدار، الذي هو المشروع المركزي في فترة رئاسته للحكومة.
الصفحة 970 من 1047