قبل حوالي اربع سنوات، دعا بروفيسور دان مخمن، الدكتورة ساره بندر، المحاضرة في قسم تاريخ اسرائيل في جامعة حيفا والمختصة بتاريخ اليهود في بولندا إبان المحرقة النازية (الهولوكوست)، لإلقاء محاضرة في جامعة بار ايلان حول "تمرد الغيتوات". "ولكن، لم يكن ثمة تمرد في الغيتوات، باستثناء غيتو وارسو"، ردّت بندر. في اطروحة الدكتوراة التي كتبتها، في بداية الثمانينات، عن غيتو بياليستوك، لاحظت للمرة الأولى، انه "خلافًا للأسطورة، لم يكن هناك تمرد".
ظاهرياً، تبدو وكأنها محاكمة اخرى على خلفية القذف والتشهير، جاءت إثر تقرير صحفي. عمليًا، كانت هذه إحدى المحاكمات الأكثر فرادة في اسرائيل، بكل المفاهيم تقريباً: ليس في كل يوم يقدّم أب ثاكل دعوى قضائية ضد أبوين ثاكلين آخرين، لتجري محاكمة تنكأ فيها، في العلن، جراح شخصية عميقة لدى كل من يتعلق بهم الأمر؛ وليس في كل يوم يقرر فيلسوف بمرتبة بروفيسور آسا كشير تصفية حسابات مع اثنين من زملائه البروفيسوريين في قاعات المحاكم، بدلا من الاطار الأكاديمي الأنيق..
ادعت مصادر امنية اسرائيلية ان المعتقلين السياسيين الفلسطينيين الذين تمتلىء سجون الاحتلال بالالاف منهم في ظل ظروف اعتقالية بمنتهى القسوة، يواصلون من وراء القضبان الاضطلاع بدور فاعل في إذكاء شعلة المقاومة ومن أجل الابقاء على قضيتهم حية وماثلة في صدارة قضايا الصراع. <p>
بحث أكاديمي اسرائيلي حول "ظاهرة الانتحار" الفلسطينية، ومقارنتها بظاهرة انتحاريي "الكاميكازا" اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، يتوصل الى ان حافز منفذي الهجمات الانتحارية (ضد اسرائيل) او حافز قسم منهم على الاقل، مشابه لحافز طياري الكاميكازا: "الشعور العام لدى الذين تطوعوا لمهة (القنابل البشرية) هو ان الفرصة الوحيدة لتغيير وضع ابناء شعبهم تأتي من خلال عملياتهم التفجيرية، واذا ما تخلوا عن هذه الفرصة فإنهم سيعيشون حتمًا حياةَ ذُلٍّ وخطر دائم، لا تستحق وصفها بالحياة".
الصفحة 87 من 1047