الرحلة من تل أبيب الى نابلس تمر، ليلاً، في القدس، وتشمل نهاية اسبوع من التدريبات في بيت ساحور، وعبور حاجز حوارة المقام عند مدخل نابلس وفي النهاية ايضاً زيارة الى قرية يانون. قرب باب الأسباط في القدس هنالك نُزُل رخيص بشكل مميز، يشكل معسكرًا مؤقتاً لانطلاق ناشطي الحركة. كما يتجمع هناك ايضًا صحفيون أجانب في طريقهم الى المناطق (الفلسطينية)، ناشطون جدد وصلوا للتوّ من المطار أو من الاردن، وكذلك ناشطون قدامى يستريحون، قليلاً، من ضغط النشاط الخطر في المناطق (الفلسطينية).
مسيرة التعديل والتأجيل التي قطعتها خطة "خارطة الطريق"، قبل أن تنشر وتقدم للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤشر كاف على طبيعة وحجم الصعوبات والعقبات التي تواجه تطبيق هذه الخطة المطروحة من جانب "الرباعية" الدولية لحل سلمي للصراع.
مضت الآن على دقة، عربي من إٍسرائيل، من مواليد باقة الغربية وفي الـ 42 من عمره، 18 سنة في السجن. قبل شهرين نُقل من سجن "شطة" إلى سجن عسقلان. وكسجين قديم وكبير السن نسبياً، تحوّل بشكل طبيعي إلى ما يشبه موجّهًا للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الجدد، الذين بدأوا بغمر السجون الاسرائيلية، في السنتين الأخيرتين. موجّه ومشاهد. بالدهشة والألم، كما يقول، يشاهد الأسرى الشباب، الذين يزداد عددهم باطراد، والذين ألقي القبض عليهم في طريقهم لتنفيذ عملية إنتحارية. خلال 18 سنة درس تاريخ التنظيمات الفلسطينية عن طريق آلاف الأسرى الأمنيين الذين مروا في السجون، دخلوا وخرجوا. وهو يقول إنه من غير الممكن تجاهل الظاهرة الجديدة، الظاهرة العامة، من الشباب الذين قرروا وضع حدٍ لحيواتهم بهذه الطريقة الفظيعة، التي يعرّفها على أنها "غير أخلاقية" و"تضرّ بالمسألة الفلسطينية".
خلال السنة الأخيرة تنامى في واشنطن الايمان بالحرب ضد العراق. هذا الايمان المتقد بثته ثلة صغيرة تعدادها 25 ـ 30 شخصًا من المحافظين الجدد، كلهم تقريباً من اليهود، وكلهم تقريباٍ مثقفون، منهم: ريتشارد بيرل، بول وولفوفيتس، داغ بييت، بيل كريستول، اليوت ابراهمس، تشارلز كروتهايمر، وهم اشخاص تربطهم ببعض صداقات، ويؤازرون بعضهم بعضًا، ومقتنعون بأن الأفكار السياسية هي قوة دفع مركزية في التاريخ، وبأن الفكرة السياسية الصحيحة مرهونة بالمزاوجة بين الأخلاق والقوة، وحقوق الانسان والتصميم. المحافظون الجدد في واشنطن يؤسسون فكرهم على هوبس وميكيافيللي وادموند برك. ويجلّون وينستون تشرتشل وسياسة ريغن. ويميلون الى قراءة الواقع بمصطلحات فشل الثلاثينات (ميونيخ) مقابل نجاح الثمانينات (سقوط سور برلين).
الصفحة 88 من 1047