أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، الأحد، ان الهجوم الاسرائيلي على بيت حانون في قطاع غزة سيتواصل "طالما اقتضت الضرورة ذلك" وحتى تنجح قوات الجيش في وضع حد لإطلاق صواريخ "القسام" على البلدات الاسرائيلية المتاخمة. وقال في جلسة الحكومة الاسبوعية ان قيادة الجيش تجري يومياً تقويمات للأوضاع وتبحث عن شتى الوسائل لمنع اطلاق الصواريخ، مضيفاً ان الجيش الاسرائيلي "أحبط الشهر الماضي 23 محاولة فلسطينية لتنفيذ عمليات فدائية".
حملت الصحف الإسرائيلية في الأيام الأخيرة الكثير من الأنباء حول قرار إقامة "حزام أمني" بعرض ثمانية كيلومترات في قطاع غزة. وقالت إن الهدف هو منع الفلسطينيين من إطلاق صواريخ على سديروت. وأشار بعضها الى أن هذا القرار يتسم بأهمية خاصة لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون الذي تقع مزرعته في نطاق صواريخ القسام. ولكن قلة من الصحافيين الإسرائيليين حاولت التدقيق في هذا الخبر ومعرفة مفاعيله على الأرض. والواقع أنه برغم حجم المعلومات التي توفرها الأجهزة الإسرائيلية للجمهور، عبر وسائل الإعلام، يبقى هذا الجمهور بعيدا عن رؤية الواقع. والسبب ذلك الحجم الكبير من المعلومات المضللة.
فقطاع غزة الذي يمتد على طول خمسين كيلومترا يقع في شريط ضيق يتراوح عرضه بين خمسة الى اثني عشر كيلومترا. ولأن مساحة القطاع لا تزيد عن ثلاثمئة وستين كيلومترا فإن متوسط عرض القطاع هو حوالى سبعة كيلومترات. ومن وجهة حسابية فإن الحزام الأمني الإسرائيلي "المقرر" لا يعني السيطرة فقط على القطاع، وإنما على كيلومتر آخر من البحر. وباختصار، فإن القرار بإنشاء حزام أمني إسرائيلي في القطاع هو ذروة "اللامعقول" في الأداء الرسمي الإسرائيلي تجاه الصراع مع الفلسطينيين.
يدفع قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، اقالة وزيري حزب "الاتحاد القومي" اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان وبيني الون، الجمعة، بهدف تمرير خطته للانفصال الاحادي في جلسة الحكومة يوم الأحد، بالساحة الحزبية الاسرائيلية الى حال من عدم اليقين وسط اصرار من المعلقين على اعتبار مصادقة الحكومة على الفصل "هزة أرضية سياسية" ستتبدى انعكاساتها فور الانهيار المتوقع للائتلاف الحكومي الحالي من دون استبعاد ان تقود في نهاية المطاف الى انتخابات برلمانية مبكرة أواخر العام الجاري.
شاركت في ندوة "استراتيجية التواصل مع عرب 48" في القاهرة (26-27 نيسان/أبريل 2004). دعيت إلى الندوة بصفة شخصية لالقاء محاضرة بعنوان "سياسة الاراضي والتخطيط في اسرائيل وأثرها على الاقلية الفلسطينية". رأيت الدور الفاعل والمسؤول لممثلي حركاتنا السياسية المختلفة في هذه الندوة. قبل الندوة حاول البعض إثارة النقاش حول المشاركة وهذا طبعا مشروع وآخرون عارضوها.
الصفحة 835 من 1047