سمعت أحد الزملاء الصحافيين العرب، مساء الجمعة، في حديث لإذاعة الجيش الاسرائيلي "غالي تساهال"، يشير الى ما اعتبره "موضوعية" القنوات التلفزيونية العربية في تغطية انهيار صحّة اريئيل شارون. دليله على ذلك كان امتناعها عن ذكر تاريخ الجنرال شارون.
دفعت إسرائيل عمليات البحث عن الجندي الأسير في قطاع غزة الى حافة أزمة إقليمية كبرى، عندما أرسلت طائراتها الحربية للتحليق وخرق جدار الصوت فوق القصر الرئاسي السوري في اللاذقية، ورفعت حالة تأهب قواتها المنتشرة مقابل الحدود اللبنانية الجنوبية، بحجة التحسب لعمليات قد ينفذها حزب الله أو مقاومون فلسطينيون تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لواحدة من اخطر الحملات العسكرية الاسرائيلية التي تترافق مع عقوبات جماعية للمواطنين الفلسطينيين المحرومين من أبسط مقومات الحياة.
منذ إعلان الدولة العبرية عام 1948 والجدال يدور حول طبيعة العلاقة بين المستويين السياسي والعسكري. فمن الوجهة القانونية تخضع المؤسسة العسكرية والأمنية عموماً لإمرة المستوى السياسي. ومن لا يخضع لإمرة وزير الدفاع، وهو كل ما يقع في دائرة المؤسسة العسكرية، يخضع لإمرة كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية أو الأمن الداخلي. وهذا ما يتعلق بجهازي الموساد والشاباك الخاضعين لرئاسة الحكومة أو الشرطة التابعة للأمن الداخلي.
تتواصل، في الآونة الأخيرة، عملية تراكم الإشارات إلى ما في الإمكان اعتباره جهدا إسرائيليا، يظهر أنه منهجي ومبرمج، ينصبّ في غاية إعادة هندسة "الروح الإسرائيلية" حول الأمن، الذي يحيل مباشرة إلى أولوية الجيش على ما عداه. وتندرج ضمن هذه الإشارات المقالة التي نشرها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، في العدد الجديد من مجلة "تخيلت" الإسرائيلية تحت عنوان "الجيش والروح الإسرائيلية".
الصفحة 581 من 1047