المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • على هامش المشهد
  • 1180

 

 

 

 

 

نقاهة الإسرائيليين في الخارج أقل تكلفة من السياحة الداخلية

 

 

 

 

 

*أسعار الرزم السياحية في إسرائيل تصل إلى ضعفين وأكثر من الرزم ذاتها في الدول القريبة مثل دول الجوار وتركيا وشرق أوروبا وحتى مناطق أخرى في العالم *لجان العمال والنقابات الكبرى هي الضامن الأكبر للسياحة الداخلية وتحصل على أسعار منخفضة *300 مليون دولار مداخيل الفنادق الإسرائيلية من النقابات في العام الماضي*

 

 

أظهر تقرير جديد أن تكلفة السياحة الداخلية في إسرائيل قد تصل إلى ضعفي السياحة في خارج البلاد، مع اضافة السفر والرسوم والضرائب، وخاصة إذا كانت السياحة في دول الجوار وحتى قبرص وتركيا وشرق أوروبا، إلا أن الرزم والحملات السياحية التي تمنحها شبكات الفنادق لكبرى النقابات ولجان العمال في إسرائيل، تمنع انهيار السياحة الداخلية.

 

وقال تقرير صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية إن عدد ليالي المبيت في الفنادق الإسرائيلية من السياحة الداخلية بلغ في العام الماضي- 2013، قرابة 13 مليون ليلة، وهذا ارتفاع بنسبة 3% عما كان في العام قبل الماضي- 2012.

 

وحسب التقرير، فإن كبار لجان ونقابات العمال في كبرى المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الرسمية، كانت قد هددت في الأسابيع الأخيرة بالتوقف عن شراء خدمات الفنادق الإسرائيلية، بسبب ارتفاع التكلفة، وقالت هذه اللجان بوضوح إنها على استعداد لشراء رزم سياحية في المنطقة القريبة خارج البلاد، لأن التكلفة هناك أقل، وهذا ما رفضه كبار مسؤولي اتحاد الفنادق، الذين أكدوا أن هذه النقابات واللجان تحصل على تخفيضات وأسعار منخفضة جدا تصل إلى حد 50% من السعر الموسمي المحدد.

 

ويتبين من المعطيات أنه في الفترات التي تعد ليست مواسم سياحية تصل تكلفة زوجين في غرفة فندقية جيدة لأربع ليال في النصف الأول من الأسبوع، إلى حد 2200 دولار، وأحيانا قد تهبط الأسعار، خاصة في مدينة إيلات إلى 1150 دولارا وحتى 1700 دولار، وتقفز إلى 4000 دولار في مواسم السياحة وأحيانا.

 

وتعد هذه أسعارا "فلكية" مقارنة مع دول مثل مصر (سيناء) والأردن (العقبة) التي فيها الأسعار تكون أقل بنسبة 60% وحتى 70%، ومقارنة أيضا مع تركيا وشرق أوروبا، ونوعا ما قبرص وجزر يونانية، وبإمكان الإسرائيليين إيجاد رزم أقل من الأسعار الإسرائيلية أيضا في دول أوروبية مركزية، ومن بينها إسبانيا، فمثلا في مواسم معينة قد تجد رزما سياحية إلى مدن مثل باريس وروما وبرلين وبرشلونة وغيرها بأسعار لنفس الرزمة المذكورة هنا، تتراوح ما بين 2500 دولار وحتى 3700 دولار.

 

وكان خروج حملة الجنسية الإسرائيلية إلى الخارج قد سجل في العام الماضي 2013 ذروة كبيرة، إذ بلغ عددهم 8ر4 مليون شخص، بارتفاع بنسبة 9% عن العام 2012 الذي غادر فيه 3ر4 مليون شخص، وكانت الذروة السابقة قد تم تسجيلها في العام قبل الماضي 2011، حينما غادر 4ر4 مليون شخص إلى الخارج.

 

ويقول مكتب الإحصاء المركزي إنه منذ العام 2004 وحتى العام 2013 ارتفع عدد المسافرين إلى الخارج بنسبة 34%، وهذا ضعفا نسبة الزيادة السكانية في نفس الفترة.

 

ومن المعطيات الأخرى التي نشرت، أن 27% من سفر حملة الجنسية الإسرائيلية إلى الخارج كان في شهري الصيف، تموز وآب، كما أن 400 ألف من المسافرين غادروا عبر المعابر البرية، بما فيها معبر جسر الملك حسين في الضفة المحتلة.

 

 

انهيار من دون النقابات

 

ويقول مسؤولون في اتحاد الفنادق وأصحاب شبكات فندقية إنه من دون اللجان والنقابات الكبرى، فإن الفنادق الإسرائيلية تتلقى ضربة قاصمة، تقودها إلى أزمات مالية خانقة، ويجري الحديث عن عناصر الجيش النظامي وسلك الشرطة، ونقابات المعلمين، وشركات حكومية كبرى مثل الكهرباء وغيرها، ومجالس بلدية في كبرى المدن، مثل تل أبيب، التي يعمل فيها آلاف العاملين، فمثلا، يشتري الجيش النظامي رزم سياحة داخلية بقيمة تصل إلى حوالي 30 مليون دولار، وتبلغ ميزانية الشرطة حوالي 17 مليون دولار، وقسم من هذا هو بتمويل شخصي للجنود والضباط، والحال يسري أيضا على باقي القطاعات، إذ أن اللجان والنقابات تحصل على أسعار مخفضة جدا، وتشارك هي في تغطية جزء من التكلفة، والقسم الآخر على الشخص المستفيد.

 

يضاف إلى هذا، أن هذه المؤسسات والشركات تعقد عشرات المؤتمرات سنويا في هذه الفنادق ما يزيد من مدخولها، وحسب التقديرات فإن حجم مداخيل الفنادق الإسرائيلية من هذا النمط من السياحة، في العام الماضي 2013، بلغ ما يقارب 300 مليون دولار.

 

إلا أن تقرير "ذي ماركر" يطرح ادعاءات بأن الفنادق الإسرائيلية ترفع أسعار الإقامة في الفنادق على المواطنين في إسرائيل، الذين لا ينخرطون في تلك السياحة الجماعية، ويحاول أصحاب الفنادق إبعاد هذه التهمة عنهم، بقولهم إن جزءا كبيرا من التخفيضات التي تحصل عليها المجموعات الكبرى، يأتي أيضا من أن الفنادق لا تكون مضطرة في حينه للخروج بحملات دعائية وتسويقية من أجل استقدام السياحة الداخلية، وتكون الجهود أقل حينما يكون العمل مع مجموعات كبيرة، تملأ قسما كبيرا من غرف الفنادق، في فترات الشُح السياحي.

 

ويذكر أن تقارير كثيرة قد تحدثت في إسرائيل عن أن محدودية السياحة الخارجية إلى إسرائيل تعود أيضا إلى ارتفاع أسعار التكلفة والإقامة فيها، رغم أن أعداد السياح سجلت منذ العام 2008 ولاحقا قفزة كبيرة، وباتت أعلى من ثلاثة ملايين سائح سنويا.

 

وكان عدد السياح في إسرائيل قد شهد في العام الماضي 2013 ارتفاعا بنسبة 3% مقارنة مع العام 2012، إذ بلغ عدد السياح وحدهم 3 ملايين سائح، بينما بلغ عدد الزائرين (بما يشمل السياح) في العام الماضي 5ر3 مليون شخص، ما يشكل ارتفاعا محدودا بنسبة نصف بالمئة عن العام 2012.

 

وقد شهدت السياحة إلى إسرائيل قفزة كبيرة ابتداء من العام 2008، حينما تخطت لأول مرة ثلاثة ملايين سائح وزائر، ثم تراجعت قليلا في العام 2009، لترتفع من جديد إلى ما فوق ثلاثة ملايين سائح وزائر في السنوات اللاحقة، وكان العام 2013 الماضي عام ذروة جديدة، وبشكل خاص في أعداد سياحة المبيت.

 

وتشكل الولايات المتحدة الأميركية الرافد الأكبر للسياحة إلى إسرائيل، إذ بلغ عدد الأميركيين 623 ألف سائح وزائر، بارتفاع بنسبة 1% عن العام 2012، بينما ارتفعت السياحة من روسيا بنسبة 3% وبلغت 603 آلاف، وتحل فرنسا في المرتبة الثالثة، التي وصل منها 316 ألف سائح بارتفاع بنسبة 5%، ثم ألمانيا- 254 ألف سائح بزيادة 6%، والمملكة المتحدة- 217 ألفا بزيادة 5%، وإيطاليا- 160 ألفا بزيادة 3%.

 

 

 

 

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات