المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يقدّم الباحث الإسرائيلي حجاي رام في هذا الكتاب قراءة نقدية غير مسبوقة على المستوى الإسرائيلي في الخطاب التأويلي بشأن إيران، الذي نما وتطوّر في إسرائيل خلال الأعوام الفائتة.

وإلى جانب تفكيك البنيات الاصطلاحية التحتية لهذا الخطاب، وكشف صلته الوثيقة بنظم القوّة والهيمنة وإعادة إنتاج الرأي والمواقف في إسرائيل، فإنه يضع أمام القارئ حقيقة أن الخطاب الإسرائيلي الرائج بشأن إيران "مشتقّ أساسًا من السيرورات التي يخضع لها المجتمع الإسرائيلي في هذا الصدد، منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي"، وفقما يؤكد المؤلف، أي منذ نهاية فترة حكم الشاه وصعود النظام الحالي إلى سدّة الحكم في إيران.

(*) الكتاب: "قراءة إيران في إسرائيل: الذات والآخر، الدين والحداثة"

(*) المؤلف: د. حجاي رام

(*) إصدار: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، رام الله 2007

يقدّم الباحث الإسرائيلي حجاي رام في هذا الكتاب قراءة نقدية غير مسبوقة على المستوى الإسرائيلي في الخطاب التأويلي بشأن إيران، الذي نما وتطوّر في إسرائيل خلال الأعوام الفائتة.

وإلى جانب تفكيك البنيات الاصطلاحية التحتية لهذا الخطاب، وكشف صلته الوثيقة بنظم القوّة والهيمنة وإعادة إنتاج الرأي والمواقف في إسرائيل، فإنه يضع أمام القارئ حقيقة أن الخطاب الإسرائيلي الرائج بشأن إيران "مشتقّ أساسًا من السيرورات التي يخضع لها المجتمع الإسرائيلي في هذا الصدد، منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي"، وفقما يؤكد المؤلف، أي منذ نهاية فترة حكم الشاه وصعود النظام الحالي إلى سدّة الحكم في إيران.

وحجاي رام هو محاضر كبير في قسم الدراسات الشرق أوسطية في "جامعة بن غوريون" في بئر السبع. وقبل هذا الكتاب نشر العديد من الدراسات حول التاريخ الثقافيّ والسياسيّ للشرق الأوسط وإيران في القرن العشرين. كما صدر له في العام 1994 عن منشورات "الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة" كتاب بعنوان "الأسطورة والحراك في الثورة الإيرانية".

يستعين رام، هنا، بالعديد من النظريات الما بعد بنيوية وخصوصًا نظرية إدوارد سعيد حول الاستشراق لوضع الخطاب الإسرائيلي حول إيران في سياقٍ نظريّ محدّد. بيد أنّ قيمته الإضافية الحقيقية تكمن في إظهاره أنّ منظومة التصاوير والتمثيلات التي تكوّنت حيال إيران ما بعد الشاه مرتبطة، ضمن أشياء أخرى، بالمخاوف الوجودية المعششة لدى "وكلاء المعرفة والهيمنة" الإسرائيليين من مغبّة انعكاس بعض الظواهر الملازمة للثورة الإيرانية على إسرائيل، لناحية تعزيز نزعات "حردنة" (من الحريديم، أي اليهود المتدينين المتشددين) و"شرقنة" المجتمع اليهوديّ فيها. وتأسيسًا على هذا فإن الجهود المنصرفة بكليتها نحو إقصاء إيران قسرًا إلى تخوم "الآخرية الراديكالية" إنما تعكس أساسًا رغبة دفينة في إقصاء ما يسمى بـ"العفريت الطائفي والأصولي" من المجتمع الإسرائيلي، وذلك لمصلحة توكيد الطابع المتجانس المتخيّل لهذا المجتمع الذي يعجّ بالمتناقضات، أكثر مما تعكس حقيقة نوايا نظام الحكم الإيراني وسياسته الخارجية والداخلية.

وفي وصوله إلى هذه الخلاصة، على وجه التحديد، يعتبر هذا الكتاب مرجعًا لجميع المهتمين بمورفولوجيا (تشكّل وتكوين) المجتمع الإسرائيلي، فضلاً عن كونه معينًا لتحليل دور إسرائيل في الشرق الأوسط، عمومًا.

من شأن عنوان الكتاب- قراءة إيران في إسرائيل- أن يثير للوهلة الأولى تداعيات بشأن ما يسمى بـ"التهديد الإيراني"، الناجم عن سعي إيران في الأعوام القليلة المنصرمة إلى امتلاك قدرة نووية. ورغم أن المؤلف لا يقلل من "خطورة التهديد الإيراني"، إلا أن سعيه الأرأس هو نحو إيضاح الجذور الثقافية الراسخة في المجتمع الإسرائيلي، التي تقف من خلف الاشتغال الاستحواذي بهذا الموضوع، وكذلك نحو إيضاح التنميطية والجهل الصارخين اللذين يسمان هذا الاشتغال المتواتر.

إنّ حجاي رام هو، باعترافه، أحد المناصرين لمقولة المفكر إيميه سيزار المناهض للكولونيالية بأن "المعارف المتخيّلة تولد من رحم الصمت المطبق للمعارف العلمية". وفي ضوء ذلك فإنه في موازاة القراءة التفصيلية، المعمقة، لـ"المعارف المتخيّلة" والملفقة بشأن إيران والتي تتجنّد من أجل إنتاجها وترويجها "كتيبة مختارة" من الباحثين والأكاديميين والساسة والإعلاميين الإسرائيليين، يقدّم قراءة، لا أقل درايةً وتفصيلاً وعمقًا، للمشهد الإيراني بإحداثياته المختلفة والمتنوعة والمتعددة، بما يسعف المعارف العلمية المرجوّة في هذا الصدد فحسب.

ويؤدي اجتماع هاتين القراءتين من حيث المبنى والمعنى إلى بلورة الهدف الجوهري لهذا الكتاب. وهو برأيي هدف مضاعف: هناك، من جهة واحدة، هدف التحرّي النقدي لأصول النقاش والجدل بشأن إيران منذ ثورة العام 1979 وتحديد العوامل الراسخة التي تزيّن العمى أو التعامي الإسرائيلي حيال المعارف العلمية. ومن جهة أخرى، هناك اقتراح لنموذج تأويل تاريخيّ بديل لإيران، في وسع اعتماده أن يسدّ مسدّ التفسيرات السائدة في الاستشراق والإعلام الإسرائيليين منذ تلك الثورة، وهي تفسيرات تفترض، بداهةً، الانفصال عن "المركز الأوروبي" والتخلّف الراديكالي بالنسبة لإيران.

يقف في صلب القراءة الإسرائيلية لإيران على الدوام عنصر "المحورية القومية" أو "التمحور حول الذات"، بمعنى النظر إلى أيّ تطوّر هناك فقط من زاوية كم أن نتائجه "جيدة" لإسرائيل أم سيئة لها، وللغرب عمومًا. أما مسألة ما إذا كانت هذه النتائج جيدة للإيرانيين أنفسهم فإنها لا تطرح قطّ. والأمر الأكيد هو أن هذه القراءة، بجوهرها هذا، غير منحصرة في مقاربة إسرائيل لإيران ما بعد الثورة، كما لما قبلها، وإنما تنسحب كذلك على مقاربة إسرائيل للمشرق عمومًا. وهي تحيل إلى "تقنية المرآة"، أي إنعام النظر في الآخر كما لو أنه "صورة طبق الأصل عن الذات"، ما يفتح المجال واسعًا أمام التخيّل والإسقاط اللذين تعوزهما الصدقية. وهي التقنية ذاتها التي استحكمت أيضًا، كما أسلفنا، في القراءة الإسرائيلية لإيران ما قبل الثورة في 1979، حين تحكّم الشاه برقاب العباد وكانت بلاده حليفًا إستراتيجيًا لإسرائيل في إطار ما عرف باسم "حلف الهوامش" الذي نشط ضد الراديكالية العربية والحركة الشيوعية في الشرق الأوسط. وقد تبلور هذا الحلف، تاريخيًا، في العقد الذي تلا حرب السويس (1956) بمبادرة من رئيس حكومة إسرائيل آنذاك، دافيد بن غوريون، ومستشاريه المقربين. وتمثلت غاياته الأساس في القفز عن "دائرة الدول العربية المعادية بواسطة إنشاء حلف مع إيران ومع تركيا ومع أثيوبيا". وتشير الوقائع التاريخية إلى أنّ ثورة العام 1979 كانت بمثابة ردّة فعل على نظام القمع السياسي الشاهنشاهي وما لازمه من خطط تحديث قسرية، أدت إلى مراكمة مجموعة من التناقضات في المجتمع والاقتصاد الإيرانيين. غير أن منتجي المعرفة الإسرائيليين، على اختلاف أنواعهم، لم يكن في وسعهم "رؤية" هذا الواقع المعقّد والصعب لأنهم ببساطة متناهية تغاضوا عن سبق إصرار وتعمد عن التاريخ الإيرانيّ ومنطقه وسياقاته.

وثمة العديد من القواسم المشتركة بين "التطبيقات الناجزة" لتمثيل إيران في إسرائيل وبين "تطبيقات" مشاريع كولونيالية، من الماضي والحاضر. ويؤكد المؤلف على أن حضور الصبغة الكولونيالية غير متوقف بالضرورة فقط على وجود نظام كولونيالي كلاسيكي قائم على متروبولين ومستعمرات استيطانية، وقد تبقى الصبغة الكولونيالية مُحافظًا عليها في رواسب خطابية خلفتها الكولونيالية وراءها في بنية معرفية (إبستمولوجيا) يتم بواسطتها تحليل العالم في سبيل "تنميط فهمه" وتكريس هذا التنميط.

وبقدر ما إن هذه الصبغة تنطبق على الخطاب الإسرائيلي بشأن إيران، سواء ما قبل الثورة أو ما بعدها، فإنها تنطبق على غاياته الداخلية المتوخّاة.

ولعل الخصوصية الأبرز لهذا الكتاب تكمن أيضًا في وضع الإصبع على هذه الغايات الداخلية.

يقول حجاي رام، في هذا الشأن، إن هناك عدة قواسم مشتركة أيضًا بين أشكال القراءة الإسرائيلية لثورة العام 1979 ولدولة ما بعد الثورة الإيرانية وبين أشكال القراءة الأميركية للأمرين معًا، حسبما سبق أن حللها، بكفاءة، المفكر الفلسطينيّ إدوارد سعيد. غير أن الخطاب التأويلي الإسرائيلي بشأن إيران ينطوي على مزايا مخصوصة. وهو يقصد، بالأساس، عناصر التوتر التي اشتمل عليها وازدواجيته المتناقضة التي كشفت عما يسميه بـ"المخاوف الوجودية" لمن يطلق عليهم صفة "محامي الدفاع عن إسرائيل العلمانية- الغربية". فقد تسببت إيران، بموجب هذه القراءة، في تعرية التعريفات المنمقة والنقية الخالية من التناقضات لدى جميع هؤلاء بخصوص كون الثقافة في إسرائيل رافعة للواء النزعة العلمانية والتقدّم الغربي في الشرق الأوسط. ولاحظ هؤلاء، من باب أولى، أنّ في ظواهر التديّن والأصولية الدينية والمسيحانية والشرقية والتآلف بين الدين والقومية، التي ظهرت في الثورة الإيرانية، أسانيد للقوى "الرجعية" اليهودية في الداخل التي لا تني ترفض مماشاة تعريف الثقافة في إسرائيل كمشروع غربي علماني وليبرالي بامتياز. كما قوّضت إيران لدى هؤلاء جميعهم الصورة الظاهرية المتجانسة، الوحدانية، الغربية والعلمانية للثقافة الإسرائيلية وطمست تمامًا الانشطارية بين الشرق والغرب، التي حاولوا بموجبها عرض إسرائيل وجيرانها العرب والمسلمين كنقيضين ثقافيين في حدود "الجغرافيا المتخيّلة". وبكلمات أخرى فإنّ الخطاب العلميّ بشأن إيران وضع تحديات كبيرة أمام نظرية الحيّزات الطاهرة، والتي استند إليها المشروع الصهيوني منذ بدايته، وقد اضطر هذا الخطاب الإسرائيليين إلى الاعتراف بأن إسرائيل هي أيضًا عالم ثالث، ربما لا أقلّ من كونها عالمًا أول.

غنيّ عن البيان أنّ المشروع الصهيوني انهمك كذلك منذ بداياته الأولى في إقامة الأسوار الثقافية وفي الإعلاء من شأن التناقضات بين الشرق والغرب. ومن الناحية التاريخية المحض فقد تمّت ترجمة وجهة النظر هذه "إلى مفهوم جيو- إستراتيجيّ حاولت إسرائيل بموجبه أن تنضم إلى حلف ثابت مع الامبريالية الأوروبية ضد كل العرب في شرق المتوسط"، على ما يؤكد المؤرخ الإسرائيلي النقدي آفي شلايم. وإذا ما شئنا اختصار المواصفات فإنّ جهود إسرائيل التي سعت للانضمام إلى الحرب الضروس التي أعلنتها الولايات المتحدة بزعامة جورج بوش على "الإرهاب الإسلامي"، على خلفية تفجيرات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، تندرج في إطار هذا التقليد الصهيوني المتجذّر.

ويفرد مؤلف "قراءة إيران في إسرائيل" خاتمة كتابه للمستجدات الإسرائيلية المترتبة على تلك التفجيرات، والتي تعتبر في العمق تجييشًا تامًا لها على جبهة النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. فهو يشير، بدايةً، إلى أنه بعد ثلاثة أشهر من تفجيرات الحادي عشر من أيلول توقف ألوف بن، المراسل السياسي الواسع الاطلاع لصحيفة "هآرتس"، عند الأرباح التي سعت إسرائيل إلى جنيها من ذلك التحالف. وبحسب ما قاله بن فإن تفجيرات أيلول "منحت إسرائيل أفضلية معينة، تمثلت في إعادتها إلى الطرف الصحيح من الخريطة الإستراتيجية، أي طرف الولايات المتحدة، بعد أن تم إقصاء إسرائيل نحو الزاوية بسبب المواجهة المستمرة مع الفلسطينيين. كما أنّ هذه التفجيرات جعلت الدول العربية في موقف دونيّ في صراعها على مستقبلها". وبكلمات أخرى فقد رأت إسرائيل في إمكانية انضمامها إلى الائتلاف الحربي بزعامة الولايات المتحدة فرصة ذهبية لمواصلة الاحتلال دون أي طائل، بل وحتى فرصة لتحصينه. ولذا فقد سعت لعرض النزاع مع الشعب الفلسطيني كجزء من صراع هائل متعدّد الأبعاد وعابر للحدود السياسية بين "الحضارة اليهودية المسيحية" الغربية وبين "الإرهاب الإسلامي". وإن هذا التدويل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وعرضه كحلقة في سلسلة الحرب ضد الإرهاب العالمي منحا إسرائيل تفويضًا بلا حدود للاستمرار في أعمال قمع السكان الفلسطينيين، كقول إدوارد سعيد. وقد أسهم في ذلك، بطبيعة الحال، الإدعاء الإسرائيلي بشأن سحب النموذج الإيراني على فلسطين، ما يعني أن إسرائيل تخوض صراعًا لا مع الفلسطينيين فحسب وإنما أيضًا مع كل الأعداء المسلمين للغرب عمومًا. وينوّه المؤلف هنا بأن سحب النموذج الإيراني على فلسطين في الأعوام القليلة الفائتة لا بدّ أن يعيد إلى الأذهان حالة مماثلة تمّ فيها ترويج الإدعاء بشأن سحب النموذج الفلسطيني على إيران، مباشرة بعد اندلاع ثورة العام 1979 إبان ما يسمى بـ"أزمة الرهائن الأميركيين"، واستهدفت إسرائيل من خلاله دقّ إسفين بين الإدارة الأميركية ومنظمة التحرير الفلسطينية [في ذلك الوقت خشيت إسرائيل من أن يؤدي نجاح وساطة منظمة التحرير الفلسطينية في حلّ تلك الأزمة إلى تحسين صورتها في الولايات المتحدة وبالتالي إلى اعتراف أميركي بها] في حين استهدف سحب النموذج الإيراني على فلسطين دقّ إسفين بين الإدارة الأميركية وإيران على خلفية الحرب على أفغانستان، التي ظهرت مؤشرات إلى احتمال أن تحظى واشنطن بدعم طهران لها. ولم يعد سرًّا أن بعض الأصوات في المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية التي اجتهدت في تلك الفترة لتقديم تأويل متزّن ومعقول لـ"التهديد الإيراني"، ومنها صوت رئيس جهاز "الموساد" الأسبق إفرايم هليفي، تمّ تهميشها.

وقد أنجز "كشف" النقاب عن "التحالف الدنس" بين إيران والفلسطينيين بشكل كامل في أوائل كانون الثاني 2002 عندما ظهرت التقارير حول ما عرف باسم "قضية السفينة كارين إيه" التي قيل إنها كانت تحمل على متنها خمسين طنًا من الأسلحة المهرّبة من إيران إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، ليعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، شاؤول موفاز، بأن هذه القضية "تشير إلى وجود صلة وثيقة بين السلطة الفلسطينية وإيران وعناصر إرهابية مرتبطة بها ومعنية بإبادة إسرائيل". ومن ثمّ تبنى الخطاب الإسرائيلي مقولة أنه "منذ الآن فإن الرئيس (ياسر) عرفات هو الشيطان الصغير فقط، في حين أنّ إيران، الجهة المزوّدة بالسلاح، أضحت الشيطان الأكبر". وبالاستناد إلى ذلك قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، إنه حصل "انقلاب في حالة إسرائيل الإستراتيجية". وكان الربح الأكبر الذي درّته نزعة سحب النموذج الإيراني على فلسطين إعلان الرئيس جورج بوش يوم 29 كانون الثاني 2002، في سياق خطابه عن "حال الأمة" أمام الكونغرس الأميركي، عن شمل إيران إلى جانب كوريا الشمالية والعراق في إطار "محور الشرّ" كدول إرهابية "تهدّد السلام العالميّ بالخطر".

أخيرًا يشير حجاي رام إلى أن الكثير من الإسرائيليين كانوا ولا يزالون شركاء في الفرضيات الصنمية التي شكلت وتشكل بنيات تحتية لمجموعة تخيّلات فانتازية بشأن إيران.

وهو يرجع مصدر هذه الشراكة الاصطلاحية إلى طرائق عمل منظومة الهيمنة التي تنتج- كقول المفكر أنطونيو غرامشي- "إجماعًا تلقائيًا لدى الأغلبية الساحقة من السكان حول الاتجاه العام المفروض قسرًا على الحياة الاجتماعية، من جانب المجموعة المسيطرة". وهذا الإجماع التلقائي وثيق الصلة مع الصلاحية التي يمكن عزوها إلى منتجي المعرفة في إسرائيل.

غير أنّ أهمية هذا الكتاب لا تكمن فقط في الخلفية النظرية التي يتوسّل بها مؤلفه لإظهار الثقوب العديدة في هذه المعرفة وفي الخطاب التي ينتجها ويعيد الكرّة المرّة تلو الأخرى، وإنما تكمن أهميته أيضًا في المعارف العلمية التي يوفرّها للقارئ الأصلي حول التاريخ الإيرانيّ، وهي معارف قلّما يتطرّق إليها الخطاب الإسرائيلي المهيمن، في مستوياته الرسمية والأكاديمية والإعلامية وغيرها.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, الموساد, رئيس الحكومة, انقلاب

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات