رأى زئيف شيف، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، أن تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، بالقتل ضد الرئيس الفلسطيني، التي أطلقها مساء الجمعة الماضية في لقاء مع القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية، تستهدف "تعزيز مكانته في صفوف المصوتين، من منتسبي "الليكود"، في الاستفتاء على خطة فك الارتباط". إلى ذلك إدعى شيف "ان استمرار سلطة عرفات ووجوده في المناطق يخدمان مخططات شارون. فطالما أن عرفات في السلطة بامكان شارون مواصلة الادعاء بان لا شريك فلسطينيا للمفاوضات. وان الامريكان يؤيدون هذا الامر، حتى ان هناك موافقة صامتة على ذلك لدى العديد من الزعماء الاوروبيين. وهذا الامر يمنح شرعية ما لموقف شارون الرافض للمفاوضات والمؤيد لخطوات احادية الجانب. بكلمات اخرى، فان تصريح شارون بخصوص عرفات هو مجرد كلمات لا تعبر عن استراتيجيته الحقيقية، غير ان الكلمات تثير انطباعا سلبيا هو ان شارون ينوي خرق تعهداته لبوش"، على حد ما يعتقد هذا المعلق.
الخوف من الرّد الفلسطيني على مقتل الشيخ أحمد ياسين لم يؤثر بشكل ملحوظ على حياة الإسرائيليين اليومية، فنسبة كبيرة من اليهود الذين تمت مقابلتهم في إطار "مؤشر السلام" لشهر آذار/ مارس 2004، والذين أفادوا بأن تغييراً قد طرأ على حياتهم بعد الاغتيال المذكور، قالت إنها لم تغيّر برامجها لعيد "الفصح" (العبري)، لكن الحذر من زيارة الأماكن الجماهيرية وإستعمال وسائل النقل العامة بقي واردا، ولا تخفي نسبة كبيرة منهم أن مشاعر الخوف تنتابهم إضافة الى القلق والإحباط.
كشف النقاب في أثناء مؤتمر عقده "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، مؤخرًا، أن وزارة القضاء الإسرائيلية استكملت إعداد مشروع يهدف إلى تعديل قانون التحريض، وسيتم طرحه أمام اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، للمصادقة عليه. ويسود الشك حول إمكانية تمرير التعديل المقترح في الكنيست، ذلك أن الغالبية ترى في توقيت تعديله "محاولة لكم أفواه المعارضين للانفصال".
اتجهت الأنظار، الأحد، نحو "الدراما" التي شهدها ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في اجتماع رئيس الوزراء، ارييل شارون، مع وزراء "الليكود" للبحث في خطة الفصل. وقد نال شارون دعما هاما لخطته من وزير ماليته، بنيامين نتنياهو، الأمر الذي أثار استغراب وخيبة الوزراء الآخرين المعارضين للخطة.
الصفحة 417 من 489