المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيحاول إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بإصدار بيان مشترك في ختام القمة الثلاثية التي سيشارك فيها الثلاثة في نيويورك، اليوم الثلاثاء. لكن رغم هذه الجهود، إلا أن إسرائيل بدأت في الأيام الماضية بتنفيذ أعمال لبناء حي جديد في مستوطنة "بيتار عيليت".

وأفادت صحيفة هآرتس بأن الإدارة الأميركية شرعت في حملة دبلوماسية وإجراء اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، منذ أمس، بهدف الاتفاق على إصدار بيان سياسي "هام" في ختام القمة ويتم من خلاله الإعلان عن استئناف المفاوضات بين الجانبين. وتسعى الإدارة الأميركية إلى إقناع نتنياهو بالموافقة على تجميد البناء في المستوطنات، رغم أن مفاوضات مكثفة أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الأسبوع الماضي، لم تنجح في إحداث أي تقدم بخصوص المستوطنات. ويبدو أنه في حال وافق نتنياهو علنا على تجميد الاستيطان فإن التجميد سيكون جزئيا ومؤقتا ولا يشمل القدس الشرقية.

وكان الأطراف الثلاثة قد أطلقوا تصريحات في الأيام الأخيرة خفضوا بواسطتها سقف التوقعات من القمة. ونقلت هآرتس عن نتنياهو قوله في محادثات مغلقة، خلال الأيام الماضية، إنه في حال عدم استئناف المفاوضات بعد القمة فإن ذلك سيحدث في أواسط شهر تشرين الأول بعد انتهاء الأعياد اليهودية.

وسيلتقي أوباما مع كل من نتنياهو وعباس على انفراد قبل اللقاء الثلاثي، وستشارك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في هذه الاجتماعات. ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن عدة اقتراحات تم طرحها منذ أمس بهدف زيادة احتمالات إصدار بيان ختامي للقمة وتحسين المضامين السياسية التي سيتم التداول فيها.

وبين الاقتراحات التي طرحها الأميركيون، أن يلقي أوباما بيانا قصيرا في ختام اللقاء الثلاثي ويعلن فيه أن إسرائيل وافقت على تجميد مؤقت لأعمال البناء في المستوطنات لإرضاء الجانب الفلسطيني واستئناف المفاوضات. ويقضي اقتراح آخر بأن يعلن أوباما عن أن الولايات المتحدة مهتمة باستئناف المفاوضات في أواسط تشرين الأول المقبل، بعد إجراء المزيد من المحادثات مع الجانبين، أو أن يعلن أوباما عن أن الجانبين قريبان من استئناف العملية السياسية وأن يدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي في الأشهر القريبة وأن المفاوضات ستنطلق منه.

من جهة أخرى التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، مع مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال جيمس جونز، أمس، وتباحثا في احتمالات التقدم في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال باراك في أعقاب لقاء مع نتنياهو في نيويورك، الليلة الماضية، إن "إسرائيل مهتمة بعملية سياسية يقودها الرئيس أوباما ويكون في مركزها اتفاق مع الفلسطينيين".

لكن رغم هذه التصريحات الإسرائيلية إلا أن هآرتس ذكرت، اليوم، أنه تم في الأيام الأخيرة البدء في أعمال لبناء حي جديد في مستوطنة "بيتار عيليت" كما أن أعمال البناء في العديد من المستوطنات جارية "على قدم وساق"، وخصوصا في المستوطنات المحيطة بالقدس الشرقية والتي من شأنها أن تعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني.

وأضافت هآرتس أن الحي الجديدة في "بيتار عيليت" بعيد 300 متر عن حدود البناء في المستوطنة، وسيتم بناء عشرات الوحدات السكنية الجديدة، التي ليست مشمولة في ال455 وحدة سكنية التي صادقت عليها إسرائيل قبل أسبوعين. وقالت هآرتس إن بناء الحي الجديد في مستوطنة "بيتار عيليت" يتنافى مع الادعاء الإسرائيلي بأن أعمال البناء تتم فقط داخل الكتل الاستيطانية.

ويذكر أن إسرائيل لم تطبق أي اتفاق مع الفلسطينيين، سواء كانت قد وقعت عليه، مثل اتفاقيات أوسلو، أو تعهدت به، مثل خطة خارطة الطريق. كذلك فإن القادة الإسرائيليين لم يلتزموا بأي تعهد أعلنوا عنه، مثلما حصل في أعقاب مؤتمر أنابوليس عندما تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود أولمرت، بعدم إقامة مستوطنات جديدة وإزالة البؤر الاستيطانية العشوائية وعدم مصادرة أراضي فلسطينية في الضفة الغربية، لكن من الناحية الفعلية فإن إسرائيل أقامت منذ أنابوليس أحياء استيطانية جديدة ولم تخل بؤرا استيطانية، وإنما عدد البؤر ازداد، كما أنها صادرت أراض فلسطينية.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات