مقابلات "رأس السنة" العبرية مع شارون: عومري وجلعاد ورافضو الخدمة تغلبوا على العملية السياسية..
تدل المقابلات التي أجراها رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، عشية رأس السنة العبرية، على التغييرات التي طرأت على مكانته الجماهيرية وعلى الأجندة القومية، خلال الأشهر الأخيرة. وقد طغت على جولة المقابلات السابقة، عشية الفصح اليهودي، موجة من التوقعات لإنجاز حل قريب مع الفلسطينيين، وذلك في أعقاب النصر الأمريكي في العراق. ومن وقتها دُحرت العملية السياسية من الذاكرة وبدلا من الأمل في السلام تحدث الصحفيون عن اليأس والإحباط عند الجمهور نتيجة الوضعين الأمني والاقتصادي. وفي المركز طُرح موضوع التحقيقات الشرطية ضد رئيس الحكومة وإبنيه، الذي استقطب أكبر عدد من الأسئلة، وكذلك عريضة الطيّارين رافضي الخدمة، والصفقة المرتقبة لتبادل الأسرى مع "حزب الله".
وكرس شارون في الأسبوع الاخير يومين لإجراء المقابلات للقنوات التلفزيونية الثلاث، للإذاعتين وللصحيفتين "يديعوت أحرونوت" و"معريف". وكما يحدث دائمًا، فإنه تحضر جيدًا لهذه اللقاءات وردد البلاغات والعناوين وحتى القصص الطريفة. وعندما كان الصحفيون ينسون في بعض المرات طرح سؤال، فإنه كان يقوم بنفسه بملء الناقص.
في المقابلات السابقة التي أجراها في الفصح، بعد إنتخابه لفترة ولاية ثانية، قدّر شارون أن التحقيق ضد إبنيه هو "موضوع إنتخابات"، وأن الاهتمام به سيخبو. ولكنه كان على خطأ. فقد تشعبت القضية ومسّت بصورته الجماهيرية وبموقفه السياسي. وهذه المرة قدّر رئيس الحكومة سلفًا أن الصحفيين سيضايقونه، وقام بتحضير سلسلة من الأجوبة تركزت في محاولة إبعاد نفسه عن إبنيه وعن شؤونهما وفي مقولة إنه لا يملك ما يخفيه. وقد حاول تجنيد دعم الجمهور ضد الإعلام، وقال "لو كانت ليلي (زوجته المتوفية- المحرر) على قيد الحياة لكانت تضايقت من الهجمة على الأولاد". وفيما عدا ذلك، رفض التحدث وذلك "لمنح الشرطة إمكانية القيام بعملها".
واتهم شارون الاعلام أيضًا بالمسؤولية عن خلق جو عام مُتَردٍ. "الوصف بأننا عشية دمار وانحلال وتحطم هو مبالغ به"، قال للقناة 10. وقد بعثته عريضة الطيارين، "وهي أمر خطير جدًا" في نظره، على تذكر المنسيّات من حرب لبنان. ويجد شارون تشابهًا بين العريضة وبين رسالة الاحتجاج ضده في العام 1982. "هذه التظاهرات هي بالضبط إستمرار للدعاية العربية، ونحن ننضم إلى ذلك. وقد حاولوا في حرب لبنان إسقاط حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي"، قال للقناة 10.
وبثّ شارون قدرة على القيادة وتصميمًا في تطرقه إلى صفقة الأسرى الآخذة في التشكل. وقد روى عن "القرار الصعب" الذي اتخذه بإعادة مصطفى ديراني وأسرى لبنانيين وفلسطينيين آخرين، مقابل إعادة المواطن الاسرائيلي إلحنان طننباوم وجثث الجنود الثلاثة الذين خُطفوا في العام 2000. وقام بوصف "المحادثة المؤلمة" مع تامي أراد زوجة الملاح الاسرائيلي ذي المصير الغامض رون اراد، وتحدث عن "أوراق مساومة" جديدة من المفترض أن تساعد في تحصيل معلومات عن زوجها المفقود رون أراد. "يجب إعادة أسرى يهود موجودين في أيدي عرب في كل مكان، وبالتأكيد بأيدي ‘حزب الله‘"، برر قراره في القناة 1.
وقبل إجراء المقابلات استعرض شارون عن ظهر قلب بعض المعطيات الاقتصادية. وقد درس موضوع الحد الأدنى من الأجور، ولكنه فشل في تعامله مع سؤال حول مخصصات الأطفال. كما ومنح الدعم لوزير المالية، بنيامين نتنياهو، وتحدث عن أهمية التقليصات في الميزانية، منعًا لتقليص تدريج الاعتماد وازدياد الديْن والارتفاع في الفائدة. وقد قرأ عن فيكي كنافو ونضالها ولكنه لم يهتم بلقائها. كما تجاهل الأسئلة التي تطرقت إلى فرض الضريبة على الأعشار العلوية.
ومن ضمن مجمل المواضيع، ظلت مسألة العملية السياسية والنزاع مع الفلسطينيين، التي كانت الشغل الشاغل له قبل فترة غير بعدية، ظلت على الهامش. وقد شدّ أسبوعان من الهدوء وانعدام العمليات التفجيرية والاغتيالات الانتباه الجماهيري إلى مواضيع أخرى. ودعا شارون إلى "التحلي بالصبر" في موضوع طرد الرئيس ياسر عرفات ووعد: "إنتظروا وستروا ما سيحدث". وذكّر بمبادرته بأن "خارطة الطريق" لم تمت، وتحدث في مكان آخر عن دولة فلسطينية. وأعرب عن ندمه على إعلانه الدعوة لإنهاء الاحتلال، ولكنه تحدث ثانية عن أن السيطرة على شعب آخر هي "أمر غير جيد". ولم يسأل أحد عن حكومة "أبو مازن" قصيرة العهد أو عن إحتمالات نجاح خليفته أحمد قريع. كما أن المُستمسكات (البؤر الاستيطانية "العشوائية") لم تحظَ بالذكر. وعن الأسئلة المتعلقة بجدار الفصل العنصري أجاب شارون بأنه يدعم إستكماله وبأن مستوطنة أريئيل ستحظى بـ "100% من الأمن" وستبقى في إسرائيل ضمن أية تسوية مستقبلية، وأن الفجوة بين أريئيل وبين الخط الأخضر ستُغلق مستقبلاً، بعد فض الخلاف مع الأمريكيين.
ننشر هنا ترجمة للمقابلة التي ادلى بها شارون لملحق "رأس السنة العبرية" في صحيفة "يديعوت احرونوت":
"اقترح على الاسرائيليين التريث في صراع الخلافة.."
شارون: لو كنا نعيش حسب قرارات الامم المتحدة لما كانت دولة اسرائيل موجودة * عرفات لا يمكن ان يبقى أكثر.. وموقفنا من أبو علاء سيتحدد حسب الخطوات التنفيذية المطلوبة منه
أجرى المقابلة: ناحوم برنياع
قال ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" (الجمعة 26/9/2003) ان اسرائيل ستأخذ في حسبانها الاعتراضات الامريكية قبل ان تتخذ قرارًا بشأن ما اذا كانت ستنفذ تهديدها بابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واشار شارون ايضا في تصريحاته للصحيفة الى رضوخه للضغوط الامريكية بشأن تغيير مسار الجدار الامني الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لمنع الفلسطينيين الذين يعتزمون شن هجمات انتحارية من الوصول الي مدنها. وقال شارون عن احتمال القيام بعملية لاخراج الرئيس عرفات من مقره في رام الله: عليكم ان تدركوا ان من الصعب جدا التعهد بأنه فور الامساك (بعرفات) واخذه لن يصاب بأذى.. على اية حال، علينا ان نأخذ الاعتبارات الامريكية في الحسبان.. من المحتمل ان يكونوا محقين في تقديرهم بأن (ابعاد عرفات) سيسبب لهم مشكلات في الشرق الاوسط. انهم قلقون بشكل اساسي بشأن العراق,
وفيما يلي نص المقابلة:
أبناؤك يدخلون ويخرجون من مقرات الشرطة فقط لانهم ساعدوك. كيف تعيش مع ذلك؟
لستم أنتم من يقرر اذا كانوا قد ساعدوني أم لا. ولداي رجال وراشدون وآباء لاطفال، عومري هو شخصية جماهيرية وجلعاد مواطن بصورة تامة. المسألة ليست سهلة بالتأكيد. اقول لنفسي ان من حسن الحظ ان "ليلي" لم تشاهد ذلك لانه كان سيؤلمها جدا.
كيف تواجه أنت قضية التحقيقات؟
أنا لست في اتصال مع أولادي في هذه المسألة، ولكني على صلة قوية معهما في امور اخرى. بالنسبة للتحقيقات فقد مست، لأسفي الشديد، بعدد غير قليل من رؤساء الحكومات وكبار المسؤولين. وقد خرجوا جميعا بلا شائبة على ما أذكر.
هل تعتقد ان الشرطة تلاحقك وتحاول البحث عنك؟
هذه القضية تتواصل منذ اربع سنوات، تحدثت مع الشرطة سابقا وقلت كل ما أعرف. واذا تمت دعوتي فسأقول كل ما أعرف. يجب إتاحة المجال للشرطة حتى تحقق. هذا دورها وسأساعد قدر استطاعتي. أنا معتاد على الاوضاع الصعبة وعلى الانتقادات وهي قاسية جدا هنا.
نجلك جلعاد يحتفظ بالصمت في التحقيقات لدرجة انه أصبح مثلا يحتذي كما فعل لاعب كرة القدم فليكس حلفون المتهم في قضية مخدرات؟
على الشخصيات العامة ان تدلي بشهادتها، أما الاشخاص العاديون فموقهم يتوافق مع ما يقوله لهم محاميهم.
المحققون أرادوا تفتيش منزل نجلك جلعاد الذي هو منزلك ايضا وتوقفوا على العتبة بسبب حصانتك. لماذا لم تفتح منزلك أمام المحققين؟ أنت انك تقول انه لا يوجد لديك ما تخفيه؟
لم أطلب حصانة في أي مرة. الشرطة تصرفت حسب رؤيتها وموقفها المحض، وكل ما يقال هو تسريب.
أنت بالتأكيد تقرأ الاستطلاعات أكثر منا. هل تعرف ان الجمهور يشعر برائحة غير جيدة تنبعث من هذه القضايا؟
لا اقول ان هذه مسألة لطيفة. ولست أنا المسؤول عن استمرارها اربع سنوات.
هناك رأي يقول ان مافيا من أصحاب الكازينو والجنائيين السابقين الذين تحولوا الي اعضاء في مركز الليكود وشتى أصناف المقاولين قد تبلورت في البلاد وان رئيس الوزراء يعمل تحت مظلتهم ورعايتهم؟
لا أساس لذلك من الصحة. الكتاب والصحافيون على صنوفهم يقفون وراء هذه النظرية، أوليست الصحف ملزمة بالصدور كل صباح!.
شمعون بيريس قال لك في الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين من على منصة جامعة تل ابيب: لا يوجد لدى اسرائيل متسع من الوقت. الديمغرافيا في غير صالحها. أريك، عليك ان تخطو خطوة واسعة، قم باخلاء المستوطنات من قطاع غزة. أنت من ناحيتك جلست في القاعة صامتاً. لعلك تدرك أنت ايضا ان الوقت قد حان للقيام بخطوة كبيرة؟
أكنّ لبيريس احترامًا كبيرًا، واريد بالتأكيد التوصل الى تسوية واعتقد ان ذلك سيحدث. الطريقة التي أشار اليها للحل ليست الطريق الصحيح. العملية معقدة. لا توجد امكانية لتسوية طالما تواصل الارهاب وطالما لم يقم الفلسطينيون بمكافحة الارهاب.
ولكنك تعرف انهم لن يهدموا البنية التحتية للارهاب كما تطالب أنت، فهم لن يصبحوا عملاء لك. أبو مازن أوضح ذلك والآن يكرره أبو العلاء؟
أبو مازن سقط لسببين: الاول ان عرفات أراده ان يرحل. ربما كان ساذجا بعض الشيء في تصرفه مع عرفات. والسبب الثاني كان انه قام بعقد الصفقات مع التنظيمات الارهابية بدلا من مكافحتها وتفكيكها. وقد حذرته من هذه المسألة. أنا أسمع اتهامات بأن اسرائيل لم تساعده. هذه دعاية عربية تسعى لالقاء المسؤولية على اسرائيل. ولأسفي يوجد بيننا من يسهمون بذلك.
من الذي تقصده في قولك؟
أنتم تعرفون. ماذا يريدوننا ان نفعل، ان نخضع للارهاب؟ ان نقدم التنازلات الكبيرة وان يتواصل الارهاب.
بيريس قال لك ان عدد الفلسطينيين في غزة اليوم يبلغ مليونا ونصف المليون، وبعد عشر سنوات سيصبح عددهم 2.5 مليون ولن يكون بامكان اسرائيل ان تحتفظ بهذه المستوطنات، ولذلك يفضل اخلاءها الآن؟
سمعت وصفه العاطفي. عندما ستضطر دولة اسرائيل للخوض في التنازلات فستفعل، ولكن من دون هدوء لا يمكن ان يحدث سلام. يجب ان تسود هنا منظومة علاقات هادئة وطبيعية. لنفترض للحظة واحدة أننا كنا سنفعل ما يقترحه بيريس وان الارهاب تواصل رغم ذلك، ماذا كان سيتمخض عن ذلك: الامر الأكثر سهولة هو تكديس اليهود في غوش دان، فهل هذا أكثر أمنا؟ العرب لن يحصلوا على أي شيء طالما تواصل الارهاب. واليهود يملكون الحق بالعيش في بلادهم بأمان.
قبل سبعة اشهر فقط وعدت المواطنين بالأمن والسلام خلال المعركة الانتخابية، حتى لو افترضنا ان جُلّ المسؤولية يقع على عاتق الفلسطينيين فمن الواضح انك قد اخطأت في تقديرك؟
لم أغير التزامي بالتوصل للسلام والأمن. ومع ذلك أقول ان من اعتقد ان ذلك أمر قصير اخطأ في اعتقاده. أنا لم اعتقد ان ذلك سيستغرق عدة اشهر. أمامي اربع سنوات وأنا أنوي البقاء خلال كل الفترة المتاحة لحكمي وربما لولاية اخرى قادمة. أنا أسمع آراء وانتقادات حول هذه الطريقة أو تلك من الجميع، ولكن أحداً لم ينهض ويقول لنا ما الذي يتوجب عمله.
ولكن الناس هنا يقترحون عليك مثلا خطوة أحادية الجانب مثل الخروج من غزة؟
هذا النهج خاطىء. في نهاية المطاف سيطالبون بتنازلات معينة، لا حاجة للتحدث عنها الآن. الناس لا يفهمون أهمية وجودنا الأمني في غزة. كل خطوة أحادية الجانب بدون اتفاق ستؤدي الى انسحاب اسرائيل في ظل الارهاب، وهذا الارهاب سيتواصل.
لماذا تعتقد ذلك، أولم تخرج اسرائيل من جنوب لبنان بنجاح كبير؟
أيدت الانسحاب أحادي الجانب من لبنان وإن كانوا لم يفعلوا ذلك كما يجب. كما كانت لذلك آثار على الارهاب الفلسطيني. ولكن الامور متباينة فيما بينها. بالانسحاب من دون اتفاق أنت تتنازل عن التزام الولايات المتحدة نحوك في قضية المساعدة والضمانات الأمنية. لذلك اقول ان هذه الدعوات غير مسؤولة.
وزراء في الليكود يقولون عنك انك خادم مطيع للادارة الامريكية وانك فقدت ما تبقي من صوتك المستقل. هم يقولون: ماذا كان شارون القديم سيفعل لشارون الجديد في قضية خضوعه لامريكا؟
أنا أقدر ان من يقولون ذلك لم يكونوا يرغبون في ان أصل لرئاسة الوزراء. اسرائيل تتبع سياسة مستقلة قدر المستطاع، ولا يوجد أحد مستقل تماما في العالم باستثناء امريكا، وليس بامكانك ان تحصل على مساعدة بمليارات الدولارات وان تحصل على ضمانات ووسائل قتالية، ولا يمكنك ان تتوجه اليهم وان تحصل خلال 12 ساعة على بيان يعبر عن الثقة بقوة الاقتصاد الاسرائيلي وان تفعل ما يحلو لك. كلهم أبطال كبار. ولكن المسؤولية ملقاة علي كاهلي. السياسة التي أتبعها تقوم على علاقة قوية مع الادارة الامريكية وعلى الصدقية.
نشرت بيانات متناقضة في قضية الجدار. هنا قلتم ان هناك تفاهما مع الامريكيين، أما في امريكا فقد بقي الخلاف علي حاله. فأين الحقيقة؟
مدير ديواني ومدير وزارة الدفاع سافرا الى واشنطن حسب طلب الامريكيين. ممثلو امريكا هنا لا يفهمون ما يحدث بالضبط. اتفقنا على مواصلة بناء الجدار. الامريكيون أبدوا حساسية للبناء في منطقة ارييل، رأيهم حول الاستيطان في المناطق معروف ولم يتغير منذ عام 1967. لقد قلقنا من قضية الضمانات ومن نواياهم بتقليص المبالغ المستثمرة في الجدار من هذه الضمانات. وأتفق ايضا على عدم اغلاق الجدار في منطقة ارييل وان تكون هناك ثغرة. ومع ذلك ستحصل ارييل على مئة في المئة من الأمن. ايضا عندما سنتوصل الى التسوية الدائمة ستكون ارييل جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل. في منطقة بيت آريه الحساسة بسبب مطار بن غوريون سيكون هناك جداران أحدهما شرقي المستوطنات والآخر حول القرى العربية هناك. الامريكيون طلبوا ارسال خبير في بناء الجدران حول المطارات. قلنا فليتفضل. الآن سنبني الجدار ولكن سنبقي على فتحة فيه وسنتناقش مع الامريكيين عندما ننوي اغلاقها. أما بالنسبة للضمانات فلن يتم تقليصها. معاليه ادوميم هي جزء لا يتجزأ من القدس، وليست جزءا من جدار القدس ولكننا سنوفر لها مئة في المئة من الأمن.
من الذي سيحرس تلك الثغرة في الجدار؟
الجيش.
قبل اسبوعين قررتم طرد عرفات وهو في حالة انتعاش وازدهار منذئذ. الشارع الفلسطيني يؤيده أكثر من أي وقت مضي والعالم يحج الى أعتابه. اسرائيل قوبلت بالاحتقار في الامم المتحدة، الانذارات من العمليات تتواصل. هل هذا ما خططتم له؟
اعتقد ان القرار كان صحيحا. المسألة تتعلق بمن يقف من وراء استراتيجية الارهاب والقتل خلال عشرات السنين، ومن يحول دون حدوث تقدم نحو السلام. عرفات هو الشخص الذي يمنع رئيس الوزراء الفلسطيني من القيام بخطوات من شأنها ان تفسح المجال أمام التسوية. قلتم ان قوته قد ازدادت وأنا اقول ان هذا مؤقت، هذا مؤقت وأنا لا اعتقد ان قوته قد ازدادت. وبالنسبة للامم المتحدة فلو كنا نعيش حسب قراراتها لما كانت دولة اسرائيل موجودة. لقد جرت هنا خطوة هامة، فهذا الشخص لا يمكن ان يبقي أكثر.
متي تنوي تطبيق قرار الحكومة؟
هذا يعتمد على الأحداث على الارض والاعتبارات الاخري. توجد هنا مشكلة. في لقائي الاول مع بوش تعهدت له ان لا أمس بعرفات الذي كان قد دخل البيت الابيض على البساط الاحمر الذي فرشته أمامه حكومات اسرائيل. وأنا أحافظ على وعدي هذا لانه مسألة تتعلق بالصدقية. الامريكيون يعرفون اليوم انه لا توجد امكانية للتوصل الى تسوية طالما بقي هذا الشخص علي الارض. قرار الحكومة يعني إلغاء التعهد الذي قطعته لبوش، ويجب ان نتذكر ان ضمان عدم اصابته اذا ما تم القبض عليه وأخذه صعب. على كل الاحوال علينا ان نأخذ الرؤية الامريكية بالاعتبار، وقد يكون اعتقادهم بأن ذلك سيتسبب لهم بمشاكل شرق اوسطية صحيحا. اهتمامهم كله يتركز على العراق. ولكنني أعود واقول: القرار الأساسي بطرد عرفات قد صدر وأنا اقترح عليكم عدم الفزع، فهذا الشخص لم يزدد قوة.
هل ستتعاون مع أبو العلاء الذي يصرح من على كل المنابر انه خاضع لعرفات؟
لسنا من يقرر من يكون رئيس الحكومة الفلسطينية، وعرفات لن يقبل طبعا. موقفنا من أبو العلاء سيتحدد حسب الخطوات التنفيذية المطلوبة منه. في الوقت الحالي نقوم بما يجب بأنفسنا. أعرف أبو العلاء، وقد التقيت معه مرات كثيرة في مزرعتي، وهو انسان ذكي وسياسي حاذق مع درجة غير قليلة من المكر السياسي. لست أعرف ماذا يوجد خلف عباراته. كل شيء مفتوح حاليا. من الممكن ان نعيش جنبا الي جنب بهدوء وسلام. الفلسطينيون في دولتهم ونحن في دولتنا.
أبو العلاء يقترح عليك وقف اطلاق للنار، فلماذا لا تستجيب له؟
كان لدينا وقف اطلاق للنار والارهاب لم يتوقف. نحن نريد الهدوء ولكن يوجد هنا خطر كبير ايضا. لنفترض ان لديك اتفاقا مع الفلسطينيين بينما يتواصل الارهاب، في هذه الحالة سيكون كل ما تفعله ضد الارهاب خرقا للاتفاق.
هناك حالة فوضي من كل هذه الخطوات: لا توجد لدي الفلسطينيين حكومة وكل تنظيم يفعل ما يحلو له. أوليست اسرائيل قريبة من اعادة احتلال المناطق؟
هذا لن يكون أمرا صحيحا. أريد ان اؤكد ان خارطة الطريق لم تمت ومن الممكن التوصل الى اتفاق.
النقاش حول الميزانية جري في ظل الصراع الذي يدور حول خلافتك. كيف تنظر الى ذلك؟
لا اعتقد ان هناك مكانا للصراع على خلافتي، ولذلك لا حاجة للتخاصم الآن، فلا توجد انتخابات أمامنا، والحكومة ستبقى حتى آخر المدة المحددة لها. من الممكن توسيع الحكومة، وحزب العمل أخطأ عندما لم ينضم اليها لانه كان سيؤثر أكثر مما يفعل اعضاء الحكومة الآن. ولو كان حزب العمل يريد التحدث حول ذلك فسأفعل، وأنا سعيد دائما بالتحدث مع بيريس حول كل المسائل.
المصطلحات المستخدمة:
الخط الأخضر, كرة القدم, يديعوت أحرونوت, أمنا, دولة اسرائيل, ليلي, الليكود, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو