المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اختار وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز نيويورك لشن هجومه ضد <<صواريخ حزب الله البعيدة المدى القادرة على ضرب المدن الإسرائيلية>>. واختار توقيت هجومه بعد اجتماعه إلى الأمين العام كوفي أنان، وقبل وصوله إلى واشنطن لمقابلة كبار المسؤولين.

اختار وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز نيويورك لشن هجومه ضد <<صواريخ حزب الله البعيدة المدى القادرة على ضرب المدن الإسرائيلية>>. واختار توقيت هجومه بعد اجتماعه إلى الأمين العام كوفي أنان، وقبل وصوله إلى واشنطن لمقابلة كبار المسؤولين.
تأتي تصريحات موفاز في وقت لا يزال فيه لبنان منشغلاً بالقرار الكندي القاضي بفرض الحظر على <<حزب الله>>، وفي وقت بدأ فيه تحركاً دبلوماسياً مكثفاً على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتأكيد حقيقة الموقف اللبناني والسعي لتوضيح الصورة والحؤول دون أن يكون للقرار الكندي <<مفعول رجعي>>، أو من دون أن يصبح ساري المفعول بحيث تحذو دول أخرى حذو كندا على هذا الصعيد.

يرفض لبنان اتهامات موفاز، كما سبق له ورفض القرار الكندي والدوافع التي أملته! لكن بين الرفضين يظهر <<القاسم المشترك>> ألا وهو <<اللوبي اليهودي>>، أو <<الحملة الصهيونية الإسرائيلية>> التي تستهدف لبنان و<<الحزب>>، بمعنى أن وراء القرار الكندي هناك <<اللوبي الصهيوني>>، وهذا الأخير ينفذ السياسة الإسرائيلية الرامية في هذه المرحلة إلى استهداف <<حزب الله>> من خلال اطلاق مجموعة من الاتهامات، كالقول مثلاً بأنه متعاون مع تنظيم <<القاعدة>>، ثم انه متعاون مع حركتي <<الجهاد>> و<<حماس>>، والآن يملك الصواريخ البعيدة المدى القادرة على ضرب مدن إسرائيلية...

وتردد بعض الأوساط الدبلوماسية الغربية في مجالسها أن <<قضية الصواريخ>> أثارها وزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي في كل من دمشق وبيروت، ومع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، برغم أن أيا من المرجعيات الثلاث لم تؤكد هذه المعلومة.

وتشير هذه الأوساط الى أن مهمة خرازي كانت تؤكد على <<ضبط النفس>> الذي دعا إليه موفد الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن الذي زار الجنوب متقصياً <<أخبار الصواريخ ومواقعها>>، قبل أن يصل إلى بيروت!

ما تردده هذه الأوساط قابل للنفي لأن لا الموفد الدولي، ولا الوزير الإيراني، قد تطرقا مباشرة وجهاراً إلى موضوع الصواريخ البعيدة المدى التي يملكها <<الحزب>> خلال زيارتيهما إلى بيروت. لكنه أيضاً قابل للتصديق إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحملة الدبلوماسية الإعلامية التي تقودها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، على مستوى نيويورك ومجلس الأمن والرأي العام الدولي ضد <<الحزب>> ودوره، وضد لبنان المستهدَف، بدوره، أولاً وأخيراً.

لم يعد الرفض اللبناني لهذه الاتهامات والمواقف والتصريحات بكاف، فالحملة الإسرائيلية الأميركية ضد <<الحزب>> تتسع وتتعمق، وهناك سعي دؤوب للربط بين <<الحزب>> والإرهاب، ولوضع <<الحزب>> ولبنان على لائحة الأهداف التي <<يسهل>> ضربها في زحمة العمليات العسكرية الجوية التي قد تستهدف العراق، وعندما تحدد إدارة الرئيس بوش ساعة الصفر.

الأمين العام أنان الذي استقبل موفاز واستمع إلى ما عنده، يفترض به ان يكاشف الحكومة اللبنانية بما يتصل بالوضع في الجنوب، كما يفترض بنائبه لارسن أن يتطرق في التقرير الذي وعد بوضعه عن جولته الشرق الأوسطية الأخيرة إلى الانطباعات التي تكوّنت لديه إثر زيارته الجنوب، لكي يكون لبنان على بيّنة من كل ما يُحكى عنه أو يُحاك ضده، فيبادر إلى تعطيل <<الألغام>> الإسرائيلية قبل انفجارها.

عن "السفير" - بيروت (18 ديسمبر 2002)

المصطلحات المستخدمة:

الصهيونية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات