المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • المكتبة
  • 1631

رام الله: صدر حديثا، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب "السلام ممكن" للثري (الملياردير) اليهودي الأميركي دانيال أبراهام، يقع في 186 صفحة، تقديم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

يحكي الكتاب، المترجم عن الإنجليزية، قصة 60 رحلة مكوكية قام بها الكاتب في العقدين الأخيرين، برفقة عضو الكونغرس الأميركي وين أوينز، ضمن جهد دبلوماسي سرِّي ومثابر لدعم المفاوضات السياسية في الشرق الأوسط.

يصف أبراهام بإسهاب محطات تاريخية مهمة كان شاهداً عليها وشريكاً فيها، ولحظات مؤثرة وحاسمة وراء الكواليس، ويروي عن نجاحات وإخفاقات، في دراما طويلة، أبطالها زعماء الصف الأول في فلسطين والعالم العربي وإسرائيل.

 

يبين الكتاب التزاماً شخصياً عميقاً بالسلام، رغم انحياز لا يخفيه الكاتب لوجهات النظر الإسرائيلية، لكن الكتاب يلقي إضاءة عميقة وضرورية على فهم اليهود والأميركيين للصراع الإسرائيلي العربي، ويكشف الكثير من ديناميات التأثير المتبادل بين السياسة الإسرائيلية واليهود في أميركا، وديناميات التأثير اليهودي الأميركي في الدبلوماسية الأميركية.

يقع الكتاب (إلى جانب الملاحق وألبوم صور) في ثمانية فصول تحت عناوين: بداية الرحلة، سؤال الحدود: اللقاء مع مبارك، عرفات في تونس، من مؤتمر مدريد إلى اتفاقيات أوسلو، نتنياهو وأوسلو، باراك-عرفات وإسقاطات كامب ديفيد، هل حدود العام 1967 جيدة لإسرائيل؟

قدم للطبعة العربية أنطوان شلحت ومن مقدمته نختار:

"من موقعه المنحاز جداً لإسرائيل وسياستها الإقليمية والكونية ومن موقع المدافع عن مسوغات هذه السياسة يكتب رجل الأعمال اليهودي الأميركي دانيال أبراهام كتاب "السلام ممكن"، الذي يشتمل على حوارات متصلة مع قادة عرب وإسرائيليين أجراها على مدار سنوات عديدة سوية مع عضو الكونغرس عن ولاية يوتا، وين أوينز. غير أن انحيازه هذا لا يحول دون انحياز آخر يتوازى معه، وقد يفارقه من حيث الدلالة والحيثيات، هو انحيازه للسلام الذي يعتقد أنه ممكن بين إسرائيل وجيرانها العرب.  بل إن قارئ الكتاب يصعب عليه أن لا يخرج بانطباع أن ممكنية السلام، وفق قراءة المؤلف، تشكل الدافع الأساس لإحداثيات الحوارات المسجلة فيه.

ينطلق أبراهام من قاعدة عامة تذهب إلى أن بلوغ السلام في الشرق الوسط يمكن أن يتأتى إذا ما رنا القادة بأبصارهم نحو المستقبل، وأشاحوا بها عن الماضي، مرة واحدة وأخيرة.  ولا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق كي يستريب بهذه المعادلة، لأن وقائع الكتاب ذاتها تشفّ عن حقيقة لا لبس فيها تفيد غايتها بإعفاء إسرائيل من المسؤولية عما اقترفته في هذا الماضي، أكثر من إفادتها بحلم بناء المستقبل لمصلحة الأطراف كافة.

وجميع هذه التفاصيل يسجلها أبراهام من وجهة نظره طبعاً.  وبالتأكيد فإن للأطراف الأخرى المذكورة وجهة نظرها، التي تنطوي بطبيعة الحال على ما يصحِّح ويفنِّد ويدحض وما إلى ذلك من ردود أفعال مضادة.  فضلاً عن ذلك فإن هذه اللقاءات لم تهُّز العديد من المسلمات الصنميّة التي طوى أبراهام ضلوعه عليها "كشخص ذي تربية والتزامات صهيونية"، وفقما يعرّف نفسه. وإن "حكم القيمة" هذا ينسحب أيضاً حتى على موقفه من الاحتلال الذي يرى أنه "ليس سيئاً فقط للشعب الخاضع للاحتلال فحسب، إنما هو سيء للمحتل، اقتصادياً وأخلاقياً، وفي مجالات أخرى عديدة ومفاجئة"، متماهياً بذلك مع عدد من حكام إسرائيل الحاليين.

في ضوء هذا كله نقول إن ما زكّى نشر هذا الكتاب، من طرف مركز "مدار"، يندرج في إطار الرؤية العامة للمركز التي تسعى، ضمن أشياء أخرى، إلى تعريض القارئ العربي إلى مختلف القراءات عن الواقع الإسرائيلي، سواء تماشت مع قراءتنا لهذا الواقع أو فارقتها، جملة وتفصيلاً".

المصطلحات المستخدمة:

مؤتمر مدريد

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات