المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • المكتبة
  • 1945

صدر في رام الله عشية الانتخابات الإسرائيلية العدد 21 من مجلة "قضايا إسرائيلية" وذلك عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار). ويضم العدد مجموعة من الدراسات التحليلية النقدية حول المجتمع الإسرائيلي، إذ يتصدر العدد مقال للكاتب سلمان ناطور، مدير التحرير،  بعنوان "غياب وحضور شارون في الانتخابات الإسرائيلية" وهو مراقبة للمشهد الإسرائيلي عشية الانتخابات وموقع شارون فيها بعد إصابته في غيبوبة أخرجته تماما من حلبة الصراع وهو الذي صنع أهم المنعطفات في السياسة الداخلية الإسرائيلية (سبقه فيها معلمه ديفيد بن غوريون حين انسحب عام 1965 من حزب المباي وأنشأ حزب رافي)، فقد انشق شارون عن حزب الليكود الذي كان أحد أهم مؤسسيه وقادته لسنوات طويلة، وأقام حزب المركز "كديما" ووضع برنامج الانسحاب من الضفة الغربية وإزالة عدد كبير من المستوطنات من حوالي خمسين بالمئة من أراضي الضفة الغربية، وهو البرنامج الذي يحظى بإجماع صهيوني دفع شارون ليقدم على خطوته وليبقيه حاضرا في معركة الانتخابات رغم غيبوبته.

 

ويكتب مهند مصطفى عن  التوجه الإسرائيلي لفوز حماس مجيبا على تساؤل شاع بعد هذه النتيجة وهو: هل فاجأت نتائج الانتخابات الفلسطينية المؤسسات المخابراتية والسياسية الإسرائيلية؟ كيف كان رد الفعل الإسرائيلي العام على هذه العملية الديمقراطية وعلى هذه النتائج؟ وهو يقرأ ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية والتي عبرت عن هستيريا إسرائيلية ستكون لها انعكاسات بالغة الأهمية في العلاقات المتوترة بطبيعتها بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 وقراءة أخرى من زاوية أخرى لردود فعل الإسرائيليين بعنوان: القيادة الفلسطينية التي تحلم بها إسرائيل، يقدمها د. مسعود أحمد إغبارية كان ألقاها في ندوة عقدت في التاسع من آذار 2006 في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله  حول ردود الفعل الإسرائيلية على فوز حماس استعرض فيها كل ردود الفعل الحكومية والإعلامية والشعبية، وقد قدم محاضرته استنادا إلى ورقة بحث أعدها حول الموضوع وشكلت المصدر للمحاضرة.

أما حوار العدد فقد أجراه فراس خطيب مع حانوخ مرمري ، محرر "هآرتس" سابقا، فجريدة هآرتس تعتبر أهم الصحف الإسرائيلية التي تؤثر في صياغة الرأي العام الإسرائيلي، والمحرر مرمري يعتبر من أهم الصحافيين الإسرائيليين والحوار معه ليس فقط عن الصحيفة وعمله بل عن الإعلام الإسرائيلي ونظرة محرر جريدة مستقلة إلى الأحداث اليومية في مجتمعه.

مقابلة أخرى تنشر في هذا العدد مع شخصية إسرائيلية  أجراها د. أسعد غانم  مع سوزان ناتان، مؤلفة كتاب "الوجه الآخر لإسرائيل". وسوزان ناتان سيدة يهودية ترعرعت في جنوب أفريقيا وقدمت إلى البلاد لتعيش في قرية عربية في الجليل وهي تحمل في ذاكرتها ووجدانها ذكريات أليمة عن سياسة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا. في كتابها "الوجه الآخر لإسرائيل" تتحدث عن مظاهر التمييز العنصري وما تخلفه سياسة الغطرسة الإسرائيلية في تعاملها مع العرب الفلسطينيين في البلاد والمناطق المحتلة عام 1967. في هذه المقابلة تتحدث عن طفولتها ونشأتها وأسرتها ورؤيتها للواقع الإسرائيلي.

البروفيسور غادي الغازي هو محاضر في جامعة تل أبيب وأحد نشطاء منظمة "تعايش" وقوى السلام الإسرائيلية التي تتظاهر كل يوم جمعة على أراضي قرية بلعين الفلسطينية احتجاجا على مصادرتها لبناء جدار الفصل العنصري وتوسيع مسطح مستوطنة موديعين عيليت، وفي كل أسبوع يجري اشتباك مع قوات الاحتلال التي تحاول قمع المظاهرة. بالإضافة إلى نشاطه هذا فقد كتب العديد من المقالات التي نشرت في إسرائيل والخارج حول ممارسات الاحتلال القمعية بأسلوب علمي وتحليلي ماركسي. وقد افتتح مؤخرا سلسلة فعاليات ينظمها معهد إميل توما بحيفا مع اقتراب ذكرى أربعين عاما على الاحتلال وهي تحت عنوان "ثمن الاحتلال". هذه الدراسة هي ورقة المحاضرة بقلم الكاتب نفسه.

وفي عودة إلى موضوع اليهود العرب يكتب د. بيني نوريئيلي: كيف أصبح اليهود العرب غرباء في الحيز القومي في إسرائيل؟ ويتناول كنموذج مدينة اللد التي احتلتها القوات الصهيونية عام 1948 وشردت معظم أهلها العرب، حول إليها عدد كبير من اليهود الشرقيين – العرب الذين جمعوهم في أحياء منفصلة، وكما في مناطق أخرى في البلاد مارست السلطات الإسرائيلية في اللد أيضا سياسة فصل عنصري بين اليهود والعرب في المدن المختلطة كما فعلت أيضا بين اليهود العرب وبين الإشكناز في محاولة لإخراجهم من الحيز القومي اليهودي الذي رسمه قادة الدولة من شرق أوروبا بعقلية الغيتو الانعزالية.

وفي موضوع الثقافة الإسرائيلية هناك دراستان، الأولى كتبها د. دان أوريان عن المسرح الإسرائيلي والمشكلة الطائفية وهي الدراسة الثانية التي تنشرها "قضايا إسرائيلية" للكاتب والباحث أوريان الخبير في شؤون المسرح والسينما الإسرائيلية. في هذا المقال يتناول موضوع المسألة الطائفية في المسرح الإسرائيلي، ويقول في مفتتح دراسته: والصهيونية كثقافة متجددة، لاسيما في فترة "الييشوف" وبعد قيام الدولة، باتت تسيطر على الثقافة الإسرائيلية "العليا" (الأدب، المسرح، الرقص، الفنون التشكيلية، السينما، الموسيقى والفن المعماري) وسط تغاض معين عن اللاتجانس الاجتماعي، والتقاطب الاقتصادي والانقسام الثقافي والتنكر لـ "الآخر" الفلسطيني، وللنساء والمتدينين ومن ضمن ذلك أيضاً للشرقي.

وأما الدراسة الثانية فقد كتبها د.  رون كوزار  ويتناول موضوع نشأة اللغة العبرية من منظور علمي، مفككا الكثير من الأساطير المحيطة بالموضوع، والمحاذير التي تواجه أي تعاط موضوعي معه، نتيجة ارتباطه بالأسطورة القومية.

ويختم العدد بالمكتبة التي تضم استعراضا لبعض الكتب الإسرائيلية وقراءة لكتاب جون روز "خرافات الصهيونية" يقدمها د. أودي أديب، وجون روز هو كاتب بريطاني باحث في علم الاجتماع وعضو قيادي في حزب العمال الاشتراكي. صدر له عام 2004 كتاب "خرافات الصهيونية"، وفيه يسرد عشر مقولات/خرافات أشاعتها الصهيونية ويفندها الواحدة تلو الأخرى، من اعتبار التوراة شريعة الصهيونية وحتى خرافة "نحن" اليهود و"هم" العرب.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات