المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

بدعوة من معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية بحيفا ومركز الجليل للأبحاث الاجتماعية ألمشروع العربي للاعلام (معا)، ومجلة "قضايا اسرائيلية"، عقد في المعهد يوم دراسي (طاولة مستديرة) حول الاذاعات الناطقة بالعربية في اسرائيل باشتراك ممثلين عن هذه الاذاعات واعلاميين عرب، في محاولة، هي الأولى من نوعها، لتقييم هذه الاذاعات ودراسة تجربتها ودورها في التأثيرعلى المجتمع الفلسطيني وفضاء تحركها بين القانون وحرية التعبير وتلبية احتياجات المواطن الفلسطيني.

بدعوة من معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية بحيفا ومركز الجليل للأبحاث الاجتماعية ألمشروع العربي للاعلام (معا)، ومجلة "قضايا اسرائيلية"، عقد في المعهد يوم دراسي (طاولة مستديرة) حول الاذاعات الناطقة بالعربية في اسرائيل باشتراك ممثلين عن هذه الاذاعات واعلاميين عرب، في محاولة، هي الأولى من نوعها، لتقييم هذه الاذاعات ودراسة تجربتها ودورها في التأثيرعلى المجتمع الفلسطيني وفضاء تحركها بين القانون وحرية التعبير وتلبية احتياجات المواطن الفلسطيني.

افتتح اليوم الدراسي الدكتور خليل ريناوي، المحاضر في موضوع الاعلام في كلية الادارة ومدير مركز الجليل، فقدم استعراضا لنشوء اذاعة ناطقة بالعربية منذ العام 1919 ا أقامها الانتداب البريطاني واستمرت حتى العام 1948 وبعد ذلك دار الاذاعة الاسرائيلية التي أقيمت في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية حتى العام 1965 اذ ضمت لسلطة الاذاعة والبث وما زالت تعمل حتى اليوم ك "صوت اسرائيل"، ونوه المحاضر الى أنه وجهت دعوة لمسؤولين في صوت اسرائيل بالعربية للمشاركة في اليوم الدراسي الا أنهم اعتذروا. وواصل الدكتور ريناوي سرده التاريخي حتى العام 1994 حيث بدأت البث أولى الاذاعات غير المرخصة التي كانت بداية لانتشار عدد كبير من هذه الاذاعات في جميع أنحاء البلاد وهي التي حثت السلطات لاقامة اذاعة عربية مرخصة في العام 1995 وهو راديو 2000 المغلق رسميا في 17.10.2000 ولكنه ظل يعمل بشكل غير مرخص وفي العام 2003 أقيم راديو الشمس بعد الفوز بعطاء القناة الثانية.

وحدد المحاضر في مداخلته الافتتاحية المواضيع المطروحة للبحث وهي العلاقة بين أصحاب الاذاعة والطاقم المهني وبين الاذاعة والدولة ، وفحوى الاذاعات العربية ومسائل اللغة، الفصحى والعامية وادخال التعابير العبرية وكذلك المصطلحات التي تستعملها هذه الاذاعات خاصة السياسية التي أصدر مدير الاذاعة الاسرائيلية مرسوما بعدم استعمالها، أو التي تستعملها الاذاعة الاسرائيلية ولا تستعملها الاذاعات الخاصة.

كان أول المتحدثين لطفي مشعور، محرر صحيفة "الصنارة"، وأحد أصحاب راديو 2000.

قال: مشكلتنا لم تكن مع السلطة ولكن مع أنفسنا، سلطة الاذاعة منذ البداية أرادت تمييع اقامة راديو عربي، بما فرضته في العطاء من تركيبة أصحاب المحطة طائفيا وتساوي أصحابها بعدد الأسهم الأمر الذي جعلها مؤسسة يستحيل فيها الحسم، كانت هناك حسابات تافهة بين أصحاب الاذاعة.

وتحدث زياد درويش، مدير البرامج سابقا في راديو 2000 فأشار الى أسباب فشل هذه الاذاعة ولخصها بجملة مشاكل هي: أولا: فرضت على الاذاعة ترجمة نشرة الأخبار العبرية الى العربية وبثها الى المستمع العربي، ولم تكن نشرة عربية بفحواها. ثانيا: فرضت على الاذاعة ضرائب باهظة لم تمكن الاذاعة من منافسة الاذاعات غير المرخصة. ثالثا: تدخل أصحاب الأسهم في العمل المهني، في البداية لم يتدخلوا ولكن فيما بعد صار البعض منهم يتدخل حتى في اجراء المقابلات ومضمون البرامج وتعيين مهنيين. رابعا: تدخل سلطة البث، فقد كان علينا تقديم لائحة البرامج للسلطة وهم تدخلوا في قبول أو رفض برامج اضافة الى أنهم عينوا موظفا يهوديا خاصا لتسجيل كل ما يقدم في الاذاعة ومراقبة كل شيء وكانت ترسل الينا الملاحظات والانذارات من الموظفة المسؤولة.

وقال الصحفي أديب أبو علوان، مدير راديو 2000 سابقا : كنا نعيش في جو من الأرهاب من بعض أصحاب الراديو حتى أن أحدهم أمر بطرد مذيع لأنه امتدح مدربا رياضيا لم يكن بعلاقة جيدة مع صاحب الراديو، كذلك اتصل آخر من أصحاب الراديو وأمر بانزال شخصية سياسية عن البث لأن كلامه لا يعجبه. لقد حاولنا التغيير والنهوض بالراديو ولكن كان ذلك أمرا مستحيلا .

وبعد أن ألقي الضوء على فشل راديو 2000، جاء دور الحديث عن اذاعة الشمس التي بدأت البث في منتصف العام 2003 بعد أن فازت مجموعة جديدة بعطاء السلطة الثانية للبث وفيها، خلافا لتجربة راديو 2000، يملك السيد سهيل كرام 51% من الأسهم أي أن هناك امكانية للحسم في اتخاذ القرارات. قال سهيل كرام: يوجد 4 شركاء وأنا أملك أكثرية، وهذا تعلمناه من التجربة السابقة، بالنسبة لي ان اقامة اذاعة عربية ليس مجرد مصلحة تجارية بل هو رسالة فنحن اذاعة عربية وليس مجرد اذاعة ناطقة باللغة العربية، حتى اليوم لم يكن تدخل من الدولة أو سلطة البث وطموحنا هو تحقيق المهنية بكل ما للكلمة من معنى والابتعاد عن استعمال الشعارات الرنانة.

وأكد فيليب كلداوي، مدير اذاعة الشمس في مداخلته: ان الاذاعة تشغل حوالي خمسين موظفا بنسب مختلفة من الوظيفة وهناك تحديد للعلاقة بين الادارة والطاقم المهني فلا يتدخل المالكون في عمل الطاقم المهني، وقال يزيد حديد مدير البرامج في اذاعة الشمس: ان شعارنا هو : اذاعة عصرية، اذاعة حرة. نحن نريد أن نكون البديل لراديو صوت اسرائيل الذي يصغي اليه حوالي 60% من العرب في البلاد. ونحاول أن نقدم ما يرضي جميع الشرائح والأذواق. وقال مصطفى عبد الحليم، مدير قسم الأخبار في اذاعة الشمس: نحن نتميز بأننا ننتج نشرة الأخبار ولا ننقلها وهذا يمنحنا امكانية واسعة لصياغة الخبر وتحديد موقعه في النشرة، ولا نعاني من اشكالية استعمال المصطلحات السياسية، فان مصطلحاتنا هي المتداولة بين جمهورنا العربي وليس تلك التي تأتي بمرسوم. وشارك في مناقشة المداخلات عدد من الصحفيين بينهم المربية قطف مراد التي تعد لشهادة الدكتوراة في موضوع الاعلام مطالبة بأن تعمل اذاعة الشمس على تنشئة جيل يصغي لاذاعة جيدة وذات مضامين راقية، كما شارك الكاتب سالم جبران مؤكدا أنه كانت ولا تزال احدى أهم معاركنا أن ينتج أبناء الأقلية العربية البرامج الاذاعية والتلفزيونية، وليس السكوت على ما يحدث في سلطة الاذاعة والتلفزيون حيث تنعدم الميزانيات لتطوير برامج اذاعية ويشترط قبول العاملين العرب بالخدمة في الجيش، واختتم النقاش الصحفي رائد فرح المحرر المسؤول لأسبوعية "ترفزيون" قائلا: لا يوجد وسيلة اعلام ترضي جميع الأذواق في عصر تكاثر وسائل الاعلام والفضائيات، وهناك ضرورة لوسائل اعلام متخصصة.

لخص اليوم الدراسي الكاتب سلمان ناطور مدير معهد اميل توما، مؤكدا أن مجمل القضايا التي أثيرت في هذا اليوم هي ذات أهمية بالغة في عملية تعميق الدمقراطية في المجتمع الفلسطيني في اسرائيل وخارجها وأن الاذاعات العربية تلعب دورا كبيرا في التثقيف والتوعية ومحاولات التغيير الاجتماعي والسياسي، في واقع اعلامي وسياسي معقد واشكالي كالواقع الذي نعيشه. وأعلن أن منظمي هذا اليوم سوف يعقدون يوما دراسيا آخر حول محطات التلفزيون وستنشر وقائع هذه الأيام في مجلة "قضايا اسرائيلية" التي تصدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية وفي كتاب خاص عن الاعلام العربي في اسرائيل.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات