المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

إنجاز بعض المراحل من مشروع "مسح الأوقاف والمقدسات في الداخل الفلسطيني" * المشروع يشمل مسح جميع المعالم المقدسة من منطقة قيسارية إلى الخالصة - والذي يشمل قضاء حيفا وعكا وبيسان، وصفد والناصرة، وطبريا - مسحاً هندسياً ومفصلاً، والعمل على إعداد خارطة واحدة تضم جميع هذه المقدسات من مقابر ومساجد وكنائس.

القدس - انتهت مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية من إنجاز بعض المراحل من مشروع "مسح الأوقاف والمقدسات في الداخل الفلسطيني" "الخارطة المفصلة للمقدسات"، والتي أعلنت شروعها بالعمل في مراحل جديدة منه.

وأوضحت المؤسسة في تقريرها الصادر الخميس 3/4 أنها قطعت أشواطا كبيرة في هذا المشروع الذي يشمل مسح جميع المعالم المقدسة في الداخل الفلسطيني من منطقة قيسارية إلى الخالصة - والذي يشمل قضاء حيفا وعكا وبيسان، وصفد والناصرة، وطبريا - مسحاً هندسياً ومفصلاً، والعمل على إعداد خارطة واحدة تضم جميع هذه المقدسات من مقابر ومساجد وكنائس.

وأكدت المؤسسة أنها تولى هذا المشروع أهمية كبرى على حاضر الوقف الاسلامي ومستقبليه في اسرائيل ومنها التأكيد على وجود وقف إسلامي في فلسطين، وتأكيد الهوية الإسلامية لفلسطين التاريخية وتعميق التواصل مع القضية الفلسطينية ببعديه الوقفي الاسلامي، والوقفي الحضاري، ورفع منسوب الانتماء والحس الديني لدى الأقلية العربية في اسرائيل، ووضع لبنته أساس كمادة جيدة ذات شق حضاري ومعنوي، وتحقيق دور الوقف في حياة المواطني العرب في اسرائيل، بالإضافة إلى توفير مادة علمية قيّمة تمثل حقلاً للدراسات الوقفية الإسلامية في فلسطين، وتوثيق الخارطة الوقفية واعتمادها كمصدر قانوني مع الوقفيات الإسلامية في الداخل من منطلق قاعدة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وأوضح التقرير أن خطة العمل تلخصت حول حصر القرى والمدن في الألوية الواقعة بين قضاء صفد وحيفا، من المطلة وحتى قيساريا، وحيفا وطبريا وصفد وبيسان وعكا والناصرة، والبحث الميداني الذي يعتمد على مقابلات للشخصيات الحية المهجرة من بلداتها والقيام بجولات ميدانية إلى جانب المسوحات الهندسية والتوثيق التاريخي، بالإضافة إلى ملاءمة المعطيات التاريخية مع الواقع، وكذلك القيام بمسح هندسي يليه العمراني، ورسم الخارطة وإدخالها إلى شبكة الانترنت وتوثيق المادة وبثها، ومن ثم إصدار الخارطة في إطار المشروع العام لمسح باقي الأوقاف والمقدسات.

وأشارت المؤسسة إلى العوائق التي اعترضت وتعترض إنجاز مشروعها، ومنها مضايقات المستوطنين اليهود الذين تقع بعض مواقع الأوقاف والمقدسات بالقرب منهم، وعدم سماحهم بدخول الطواقم للقيام بعملهم الأمر الذي أجبر العاملين لتنفيذ عملهم خفية في هذه المواقع، وتسييج بعض المواقع من قبل السلطات الإسرائيلية الرسمية، وصعوبة التعرف على بعض المعالم الوقفية المقدسة بسبب التغيير المعماري لها، كتحويل مسجد إلى بيت سكني أو متحف أو مطعم أو مجمع للفنانين أو غيره، بالإضافة إلى هدم الكثير من معالم الأوقاف والمقدسات الإسلامية، ووقوع بعضها على سفوح جبلية، وتلال يصعب الوصول إليها بين البيارات وأنقاض البنايات القديمة، وكثرة الأعشاب والأشواك المرتفعة والتي أخرت ظهور هذه المعالم وصعوبة الاستدلال عليها.

وتابعت المؤسسة، أنه ورغم كل هذه العوائق إلا أنها أنجزت الكثير لتحقيق أهداف المشروع، وحسب التقرير فقد تم إنجاز خطوات كبيرة ومهمة في المشروع وفي مقدمتها اكتشاف (1155) معلماً للمقدسات والأوقاف الإسلامية من ناحية البحوث التاريخية ما بين الخالصة وقيساريا، والتعرف على (313) معلما منها، وأعداد (90) خارطة مفصلة لمعالم المقدسات من ضمن (313)، فيما لا نحتاج المعالم الأخرى لخرائط تفصيلية لأنها مقابر.

كما أنجز العاملون في المشروع إعداد قوائم بجميع القرى الواقعة بين قيسارية والخالصة مع معالم المقدسات والأوقاف الإسلامية، وبإعداد تعريف تاريخي لكل من (744) معلماً للمقدسات والأوقاف، وتصوير الـ"313" معلماً، وإعداد تقارير هندسية لهذه المعالم.

وأكدت المؤسسة عبر تقريرها أنها تسعى إلى استثمار نتائج المشروع لاعمار وصيانة كل المساجد والمصليات والمقابر التي تم مسحها، وتحويل المادة العالمية إلى موسوعة ثقافية وتحويلها إلى مجموعة أدلة سياحية مثل دليل عكا السياحي ودليل حيفا وهكذا، وإقامة متحف وبنك معلومات لكل الأوقاف والمقدسات والسعي إلى استعادة الوثائق الوقفية الموزعة في بعض المؤسسات الأوروبية والإسرائيلية، وكذلك استعادة المخطوطات الإسلامية التي كان يزخر بها مسجد حسن بك في يافا ومسجد الجزار في عكا، بالإضافة إلى نقل المعلومات إلى الحاسوب بشكل صفحات وكل صفحة تشمل كل المعلومات وتحضير هذه الصفحات لنقلها عبر الانترنت، وإنشاء زاوية في صحف العالم العربي والإسلامي تتحدث أسبوعياً عن كل قرية مهجرة وتاريخها، وعن المواقع المتواجدة فيها، وإحياء السياحة الإسلامية وإجراء جولات ميدانية للتعرف على كل موقع في كل منطقة وقضاء.

وأشارت المؤسسة إلى الدوافع التي أدت إلى إنجاز هذا المشروع ومنها قيام المؤسسة الإسرائيلية بعد قيام دولة إسرائيل بعمليات هدم منهجية للأوقاف والمقدسات الإسلامية كمحصلة لهدم القرى والمدن الفلسطينية التي نكبت وهجر أهلها كما استخدمت إسرائيل عدة أساليب لتدمير الوقف الإسلامي منها: الهدم المباشر للمساجد والأوقاف والزوايا والمقابر، وتحويل المساجد إلى خمارات ومقاهي ونوادي أو متاحف، وتحويل بعض المقابر إلى مجمعات للنفايات، ومصادرة الأراضي الوقفية العامة والخاصة ونقلها إلى دائرة أراضي إسرائيل، وشركات وهمية أو منبثقة عن هذه الدائرة كشركة هيمونتا، وتشكيل شركات حكومية للأشراف على الأوقاف في المدن الساحلية كتلك التي يمكن أن تعتبر معالم سياحية تشكل رافداً مالياً كما هي الحال في عكا " مثلا"، حيث شكلت شركة تطوير عكا، بالإضافة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية منعت المسلمين من ترميم أوقافهم المتصدعة خاصة في المدن الساحلية والمهجرة وجعلت عوامل الزمن تأخذ دورها في هذه الوقفيات، ومنعت المسلمين من دخول القرى المنكوبة وزرعت بعض الأراضي بالغابات لطمس المعالم نهائيا كما حدث في بعض القرى في ألوية بيسان وطبريا "لوبيا، أندور".

وتم كذلك تحويل بعض الأوقاف الإسلامية إلى أوقاف يهودية، خاصة فيما يتعلق بقبور بعض الصالحين والخانات والصليات والتكايا، وتعيين لجان وقف إسلامية لشرعنة مصادرة الأوقاف كما حدث في المدن الساحلية حيفا وعكا.

المصطلحات المستخدمة:

مسحا, المطلة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات