ارتفع عدد الاولاد الذين يعيشون تحت خط الفقر في اسرائيل خلال العام 2003 بحوالي 60 الفا، ما يعني زيادة بنسبة 10% بالمقارنة مع العام 2002. وافادت معطيات التقرير الاحصائي الجديد، والتي تطرقت الى العام الماضي بأن تدهورًا قد حصل في السنوات الاخيرة في عدد الاولاد الفقراء. واشار التقرير في موازاة ذلك الى ارتفاع عدد الاولاد المدمنين على المخدرات والكحول، وايضا في عدد الاولاد الذين سقطوا ضحية العنف والاستغلال. واوضح التقرير ان عدد الاولاد الفقراء في اسرائيل، وبضمنهم الاولاد من القدس العربية (الشرقية) المحتلة، بلغ في العام 2002 656 الف ولد.
54% من الاولاد العرب يعيشون تحت "خط الفقر"
"المشهد الاسرائيلي":
وجاءت اقوال ملكيؤور غداة نشر التقرير الاحصائي السنوي الصادر عن "المجلس الوطني لسلامة الطفل"، والذي دل على ان 54% من الاولاد العرب يعيشون تحت خط الفقر، بينما وصلت هذه النسبة بين الاولاد اليهود الى 20.4%، في حين وصلت النسبة العامة للاولاد الفقراء في اسرائيل الى 29.6%.
وافادت معطيات التقرير الاحصائي الجديد، والتي تطرقت الى العام 2002، بأن تدهورًا قد حصل في السنوات الاخيرة في عدد الاولاد الفقراء. واشار التقرير في موازاة ذلك الى ارتفاع عدد الاولاد المدمنين على المخدرات والكحول، وايضا في عدد الاولاد الذين سقطوا ضحية العنف والاستغلال. وشدد مُعدّو التقرير على ان مجتمع الاولاد في اسرائيل اصبح اكثر تقاطبا واتسعت الفجوة فيه بينهم.
واوضح التقرير ان عدد الاولاد الفقراء في اسرائيل، وبضمنهم الاولاد من القدس العربية (الشرقية) المحتلة، بلغ في العام 2002 656 الف ولد. وبين التقرير الجديد ("الاولاد في اسرائيل 2003")، والذي تضمن مئات المعطيات والاحصائيات المستمدة من مصادر اسرائيلية وعالمية، انه كلما ارتفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لبلدة ما في اسرائيل، كلما انخفض عدد الاولاد الذين يقطنون تلك البلدة. وفي البلدات الاكثر ضعفا (اي فقرًا) يشكل الاولاد 60% من عدد السكان، في الوقت الذي تشكل نسبة الاولاد في البلدات الغنية 22% من عدد السكان.
ويعيش 300 الف ولد في عائلات تحصل على مخصصات استكمال الدخل من التأمين الوطني، ويشكل هذا العدد ارتفاعا كبيرا بنسبة 220% بالمقارنة مع عددهم في العام 1995.
ويقدم التقرير صورة قاسية لمدى انزلاق الاولاد الى مهاوي الجريمة، بسبب الفقر، ويشير الى ارتفاع عدد ابناء الشبيبة الذي وقعوا ضحية لاعمال عنف واعتداء.
وجاء في التقرير ان 41.3% من الملفات الجنائية المفتوحة ضد الاحداث كانت ضد الاحداث العرب. وزعم التقرير ان اكثر من 90% من هذه الملفات كانت على خلفية امنية. وفي السنوات 1990-2002 طرأ ارتفاع بنسبة 50.1% في عدد الملفات الجنائية ضد ابناء الشبيبة في محاكم الصلح للاحداث: من 6655 ملفا الى 10021. كذلك ازدادت نسبة القاصرين المشبوهين بارتكاب جرائم من بين مجمل المشبوهين، من 8.4% في العام 1995 الى 8.8% في العام 2002. وتبين ان 24.1% من القاصرين المشبوهين بارتكاب اعمال جنائية هم من المهاجرين اليهود الجدد الى اسرائيل، وذلك بالرغم من انهم يشكلون 12.9% من السكان في اسرائيل. واتضح من التقرير ان عدد الاحداث المشبوهين بارتكاب اعمال جنائية ارتفع ثلاث مرات منذ العام 1993. وفي العام 2002 قدمت 2887 شكوى الى الشرطة حول احداث عنف وقعت في المدارس.
وتبين من معطيات التقرير ان المجتمع الاسرائيلي يتجه نحو الشيخوخة. ففي نهاية العام 2002 كان يعيش في اسرائيل 2.219 مليون ولد يشكلون 33.5% من عدد السكان في الدولة. وللمقارنة: في العام 1970 كانت نسبة الاولاد في اسرائيل 39.2%. وفي العام 2002 ولد في اسرائيل 139.5 الف طفل، اكثر من 30% منهم كانوا اطفالا عربا و68% يهودا. 70% من الاولاد في اسرائيل هم يهود، بينما كانت نسبتهم في العام 1995 حوالي 75%. 22.5% من الاولاد هم من المسلمين، مقابل 20.2% في العام 1995؛ 2% من الاولاد هم مسيحيون و2% من الدروز. وهناك 141737 ولدا يعيشون في اسرائيل ولا يملكون حق المواطنة الاسرائيلية الكاملة. ولكن هذه النسبة تشمل الاولاد من سكان القدس المحتلة وهؤلاء يشكلون 71% . 29% هم اولاد زوجين عربيين احدهما يحمل المواطنة الاسرائيلية والاخر من الاراض الفلسطينية المحتلة، واولاد المهاجرين الجدد الى اسرائيل واولاد العمال الاجانب في اسرائيل.
ومنذ العام 1980 وحتى العام 2002 انخفض عدد الاولاد في العائلة بصورة طردية، من 2.7 اولاد لكل عائلة الى 2.3. وفي موازاة ذلك انخفض عدد العائلات كثيرة الاولاد، التي فيها اربعة اولاد او اكثر. وفي هذه الفترة تضاعف عدد العائلات التي فيها ولد واحد فقط. 183 الف ولد كانوا في العام 2002 يعيشون في عائلة احادية الوالدين.
ويعيش 40% من الاولاد في اسرائيل في ظل الفاقة والضائقة والجنوح. مجموعة اخرى تشكل 30% من الاولاد في اسرائيل تتشكل من الاولاد الذين قد تتدهور اوضاعهم الى ما يشبه المعطى السابق. وقال مدير عام "مجلس سلامة الولد"، د. يتسحاق كدمن، ان 30% من الاولاد في اسرائيل فقط يعيشون حياة يمكن وصفها بـ"السعيدة". واضاف انه "لا يوجد اي احتمال بان يتمكن المجتمع الاسرائيلي من البقاء بعد 20 عاما، بالاعتماد على العظام الهشة لـ30% من اولادها. ان الاهمال الاجرامي لجزء كبير من الاولاد في اسرائيل الذين يعيشون اليوم تحت خط الفقر، في ظل المرض وفي ظل الاهمال سيؤدي الى ان تدفع اسرائيل ثمنا باهظا من النواحي الامنية، التكنولوجية، الاقتصادية والاجتماعية".