جاء في التقرير السنوي الجديد لمركز "يافه" للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب ان الفجوة الاستراتيجية لصالح اسرائيل مقابل الدول العربية بلغت الذروة في اعقاب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق، والاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين.
واشار التقرير الذي صدر هذا الاسبوع تحت عنوان " التوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط 2002 – 2003" الى ان نافذة الفرص التي فتحت تتيح اعادة النظر في نظرية الامن ومبنى القوة العسكرية وحجم ومكونات الميزانية العسكرية واولويات برامج تسلح الدولة العبرية.
واوضح معدو التقرير ان انتقال التشديد من التهديد التقليدي لاسرائيل الى تهديدات "الارهاب" والسلاح غير التقليدي يمكِّن اسرائيل من التركيز على بناء وتوفير رد على هذه "التهديدات"، بما في ذلك في خطط تطوير الأسلحة – وذلك على حساب الرد على التهديد التقليدي.
وقال المدير المساعد في مركز "يافه" د. افرايم كام انه في اعقاب الهزيمة التي مني بها الجيش العراقي اختفت الدولة الاكثر راديكالية في الشرق الاوسط، وهو ما يضعف سائر الدول العربية الرديكالية، على حد قوله.
واعرب "كام" عن اعتقاده ان الانتصارالعسكري الاميركي في الحرب على نظام الرئيس صدام حسين سيحد بدرجة ملحوظة من سباق التسلح في الشرق الاوسط.
وقال الباحث في شؤون الارهاب الدولي، يورام شفايتسر، ان الحرب على الارهاب الدولي الذي يمارسه تنظيم "القاعدة" تهدف الى تصفية زعيم التنظيم، اسامة بن لادن، جسديا.
واضاف انه رغم محاولات التنظيم إقامة خلايا تابعة له في الاراضي الفسطينية، الا ان الفلسطينيين يخشون التعاون مع جماعة بن لادن. واستطرد شفايتسر مشيرًا الى ان فصائل المقاومة الاسلامية الفلسطينية مثل "حماس" والجهاد الاسلامي، لديها اهداف محددة تتمثل في احراز الاعتراف بها ومد جسور الحوار مع جهات ومحافل على المستوى الدولي، في حين ان تنظيم " القاعدة" يشن حربا شعواء ضد النظام العالمي. لهذا السبب يرى "شفايتسر" ان امكانية قيام حركة "حماس" او الجهاد الاسلامي بطلب دعم من "القاعدة" امكانية ضئيلة.
وقال الخبير في الشؤون النووية د. افرايم اسكولاي ان ايران قد تمتلك قدرة ذرية تنفيذية خلال سنتين او ثلاث سنوات من الآن. واضاف ان الوثائق والمستندات المتوفرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير الى ان ايران نجحت في امتلاك يورانيوم مخصب اما من خلال تهريب المواد او بوسائل ذاتية.
وفيما يتعلق بميزان القوى العسكري في الشرق الاوسط اشارت معطيات التقرير السنوي لمركز "يافه" الى ان تعداد الجيش الاسرائيلي يبلغ 186 الف و500 جندي في القوات النظامية، من بينهم حوالي 141 الفا يخدمون في القوات البرية و 36 الفا في سلاح الجو، و9500 جندي في سلاح البحرية.