المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • وثائق وتقارير
  • 1118

 *رئيس تحرير "هآرتس": لبيد هو الممثل الحقيقي لتيار الوسط السياسي في إسرائيل*

 كشف رئيس الحزب الإسرائيلي الجديد "يوجد مستقبل" يائير لبيد، في خطاب ألقاه في "المركز الجامعي" في مستوطنة أريئيل، يوم الثلاثاء الفائت، عن برنامجه السياسي الذي سيخوض بموجبه الانتخابات العامة التي ستجري في 22 كانون الثاني 2013، وأعلن أنه يشترط انضمامه إلى أي حكومة مقبلة باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه في الوقت نفسه رفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من القدس الشرقية.

 

وقال لبيد إن "يوجد مستقبل لن يجلس في حكومة لا تعود إلى طاولة المفاوضات السياسية، ولن يجلس في حكومة تحاول مرة أخرى، بذرائع مختلفة وبدوافع سياسية ضيقة، أن تميّع التزامنا تجاه المستقبل وتجاه الحاضر أيضا، ويحظر علينا أن نفقد الأغلبية اليهودية في دولة إسرائيل".

وأضاف لبيد أن "اليسار المتطرف واليمين المتطرف يدفعان دون توقف، وكل واحد لأسبابه الخاصة، الفكرة الكاذبة والخطيرة للدولة الثنائية القومية، ومن دون اتفاق (مع الفلسطينيين) فإن هوية إسرائيل اليهودية والصهيونية موجودة في خطر".

واعتبر لبيد أنه "يحظر علينا تكرار الخطأ التاريخي لليسار الإسرائيلي الذي كان يعلن مسبقا عن ماذا سيتنازل ويجعل الفلسطينيين يريدون أكثر فأكثر وحسب، وليس هكذا يتم إجراء مفاوضات وخاصة في منطقتنا".

وتابع أنه "لا ينبغي المجيء إلى المفاوضات فقط مع غصن زيتون مثلما يفعل اليسار ولا مع بندقية مثلما يفعل اليمين، وإنما يجب أن نأتي إليها من أجل التوصل إلى حل، ونحن لا نبحث عن زواج سعيد مع الفلسطينيين وإنما عن اتفاق طلاق يمكن العيش معه".

وانتقد لبيد سياسة حكومة بنيامين نتنياهو بشأن إيران وقال إن "قصف المنشآت النووية الإيرانية لا ينبغي أن ينزل عن الطاولة، لكنه الخيار الأخير... ولا يتعين علينا أن نحل المشكلة من أجل العالم وإنما علينا دفع العالم إلى حل المشكلة من أجلنا، وعلينا أن نكون القوة المحركة خلف تحالف دولي برئاسة الولايات المتحدة لكي يخنق النظام الإيراني حتى انهياره".

ورأى لبيد أن "ادعاء نتنياهو بأنه لا يوجد شريك (فلسطيني) هو محاولة للتهرب من الواقع، فأي شريك ينتظر؟ هل يختبئ في أنحاء السلطة الفلسطينية شركاء محبون لإسرائيل ويتبرعون للصندوق الدائم لإسرائيل ومعجبون خفيون بـ (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول دافيد) بن غوريون؟".

وأردف أن "الأمر الوحيد الذي فعلته ’سياسة عدم وجود شريك’ هو إضعاف مكانة إسرائيل في الحلبة الدولية وتقوية حماس"، وأشار إلى أن إسرائيل حظيت بدعم دولي خلال الحرب على غزة بسبب جلوس الحكومة الإسرائيلية حينذاك إلى طاولة المفاوضات.

ورأى ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، أن لبيد هو الممثل الحقيقي لتيار الوسط السياسي في إسرائيل.

وكتب يقول: بالأمس أظهر يائير لبيد شجاعة سياسية كانت حتى الآن مفقودة في المعركة الانتخابية الحالية. فقد ذهب إلى أريئيل، ودعا من هناك إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، واضعاً نفسه في الموقع ذاته الذي كان فيه كل من إسحق رابين وإيهود باراك وإيهود أولمرت، جامعاً بين الاعتدال السياسي والقوة العسكرية اللذين طبعا نهج الزعماء الثلاثة، ومكنهم من التغلب على اليمين في الانتخابات. واليوم يأتي لبيد ليملاً الفراغ الذي نشأ بعد انهيار كاديما، وبعد الاضمحلال السياسي لباراك. ولقد حاول خصوم لبيد في الانتخابات، وشركاؤه المحتملون في الائتلاف المقبل، مثل بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان وشيلي يحيموفيتش، أن يمحوا من ذاكرة الجمهور وجود الفلسطينيين، ورموا موضوع التسوية السياسية في سلة المهملات. وحتى لبيد نفسه ركز حملته الانتخابية على مشكلات التعليم وأسلوب الحكم، لكنه من الآن وصاعداً بات لديه نهج سياسي من شأنه أن يثير غضب اليسار من خلال رفعه شعار عدم تقسيم القدس، وغضب اليمين من خلال دعوته إلى إخلاء جزء من المستوطنات، وبذلك يكون قد قدم نفسه باعتباره الممثل الحقيقي لتيار الوسط السياسي في إسرائيل.

وأضاف: أمّا فيما يتعلق بالخلاف التاريخي بين اليمين واليسار بشأن ما هو الأهم بالنسبة إلى دولة إسرائيل: السيطرة على المناطق (المحتلة) أو الدعم الدولي، فإن لبيد يقف بوضوح في هذه المسألة إلى جانب اليسار. ففي رأيه يتعين على إسرائيل السعي لتسوية مع الفلسطينيين تشمل انسحاباً من جزء من الضفة الغربية، وذلك من أجل المحافظة على الأكثرية اليهودية ضمن هذه الدولة ومن أجل ضمان الحصول على تأييد الغرب. كما أن الأهمية التي يوليها لبيد للدعم الدولي هي التي تحدد موقفه إزاء المواجهة مع إيران. فهو يعارض الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية (كخيار أخير)، ويعتقد أن على إسرائيل أن توظف كل قدراتها الدبلوماسية من أجل تشكيل ائتلاف دولي بزعامة الولايات المتحدة من أجل "خنق إيران"، وكي يدرك الحكام الإيرانيون أن بقاء النظام رهن بالتخلي عن السلاح النووي. ويرى لبيد أن أداة إسرائيل الأساسية لتجنيد العالم للوقوف إلى جانبها هي إبداء المرونة السياسية إزاء الفلسطينيين.

وختم بن قائلاً: مما لا شك فيه أن موقف لبيد هذا يتعارض مع موقف نتنياهو الذي لا يؤمن بالدعم الدولي، والذي يريد أن تهاجم إسرائيل وحدها إيران، كما أنه ليس مستعداً لأن يدفع ثمن الموقف الأميركي المتشدد إزاء إيران بإخلاء مستوطنات.

 

موفاز: نتنياهو سيورط

إسرائيل في حرب نووية

 

من ناحية أخرى قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب كاديما عضو الكنيست شاؤول موفاز إن فكرة شن هجوم عسكري على إيران تستحوذ على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإن هذا الأخير لا يبدو مهتماً على الإطلاق بأي موضوعات أخرى مثل أوضاع الطبقة الإسرائيلية الوسطى، أو أوضاع الأزواج الشابة، أو أوضاع إسرائيل الاقتصادية - الاجتماعية، أو مستقبل العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة.

وجاءت أقوال موفاز هذه في اجتماع عقد في مقر حزب كاديما في مدينة بيتاح تكفا (وسط إسرائيل) مساء يوم الخميس الفائت، وخصص لافتتاح الحملة الانتخابية للحزب، وقد رفع فيه موفاز الستار عن ملصق تظهر فيه صورة سحابة دخان تشبه تلك التي يخلفها تفجير نووي وكتب عليه "بيبي (بنيامين نتنياهو) سوف يورطنا".

وأضاف موفاز أنه كان لدى رئيس الحكومة في الصيف الفائت تحالف حكومي يستند إلى تأييد 94 عضو كنيست (يقصد حكومة الوحدة الوطنية مع كاديما) بما يتيح له إمكان استئناف المفاوضات (مع الفلسطينيين)، والحؤول دون إقامة دولة ثنائية القومية، وتغيير طريقة الحكم، واعتماد ميزانية عامة اجتماعية، لكنه من هذا كله اختار أن يتمسك بهدف شن هجوم عسكري على إيران.

كما وصف موفاز التحالف الذي تم قبل نحو أسبوعين بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بأنه بالغ الخطورة على مستقبل إسرائيل، وقال: "إن ليبرمان اقترح في السابق قصف سد أسوان، ونتنياهو يعد العدة لربيع نووي ويرغب في أن يورطنا في حرب جديدة، ولذا فإن مطلب الساعة الآن هو استبدال كليهما".

وأضاف موفاز أن كاديما لن يتفكك وسيحقق انتصاراً في الانتخابات العامة المقبلة، وعلى كل من نتنياهو وليبرمان أن يذهبا إلى البيت.

المؤتمر العام لحزب الليكود يصادق

بأغلبية ساحقة على الاتفاق مع "إسرائيل بيتنا"

 

وكان المؤتمر العام لحزب الليكود الذي عقد في تل أبيب مساء الاثنين الفائت قد صادق بأغلبية ساحقة على الاتفاق الذي توصل إليه كل من رئيس الحكومة وحزب الليكود نتنياهو، ووزير الخارجية ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ليبرمان، والقاضي بخوض الحزبين الانتخابات العامة المقبلة في قائمة واحدة باسم "الليكود- بيتنا".

ونص القرار الذي صوت عليه أعضاء المؤتمر على منح نتنياهو صلاحية تحديد توزيع الأماكن الـ 42 الأولى في القائمة الانتخابية المشتركة للحزبين بصورة تضمن 27 مكاناً لليكود و15 مكاناً لـ "إسرائيل بيتنا"، وذلك وفقاً لعدد المقاعد التي حصل عليها كل حزب في الانتخابات العامة الفائتة.

وألقى رئيس الحكومة خطاباً في مستهل المؤتمر دعا فيه المندوبين إلى تأييد التحالف مع "إسرائيل بيتنا". وقال: "إن أهم التحديات الماثلة أمامنا هي الحفاظ على أمن دولة إسرائيل، والحفاظ على أماكن العمل، وبذل الجهود من أجل خفض غلاء المعيشة، وأنا مؤمن أن ثمة أهمية بالغة في هذه الفترة لتوحيد القوى في المعسكر القومي، وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلني أطلب من ليبرمان أن نخوض الانتخابات في قائمة مشتركة".

وأضاف أن الليكود سيبقى حزباً مستقلاً، وأن الوحدة (مع "إسرائيل بيتنا") ستتيح إمكان أن يستمر في قيادة الدولة بقوة من خلال الاستناد إلى كتلة كبيرة في المعسكر القومي الموحد.

وتطرق نتنياهو إلى اتهامات وجهت إليه من داخل الليكود فحواها أنه اختار أن يورث زعامة معسكر اليمين الإسرائيلي إلى ليبرمان، وأن يعينه خليفة له، وأنه اتفق معه على التناوب في رئاسة الحكومة، فقال مخاطباً مندوبي المؤتمر: "بودي أن أزف إليكم بشرى مفادها أنني عازم على أن أقود دولة إسرائيل لأعوام كثيرة، وأن الليكود سيستمر في قيادة الدولة فترة طويلة مقبلة"!.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات