المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

الخطة مشروطة بإبعاد الرئيسين ياسر عرفات وصدام حسين عن السلطة! * بن كسبيت في "معريف": "..كان بود رئيس الحكومة ان يرى شمعون بيريس وزيرا للخارجية في حكومته. حاليا، الظروف لم تنضج بعد. ولعلها اذا نضجت، على شكل "خطة الطوارىء" المذكورة، واذا واصل متسناع في تمرده، سيضطر بيريس لتقبل حكم الحركة (المضادة) والتجند في الدفاع عن الوطن في الطرف المقابل من الشارع.."

اعلن "الليكود" عن تشكيل طاقم المفاوضات الائتلافية، برئاسة اوري شَني مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق، وعضوية سكرتير الحكومة السابق والنائب في الكنيست القادم غدعون ساعر، وسكرتير الحكومة القادم المحامي يسرئيل ميمون، والمستشار الاستراتيجي ايال اراد. وسيتوجه الطاقم في الايام القادمة الى جميع الاحزاب الصهيونية للتباحث في بلورة ما يسمونه في حزب السلطة الحاكم "خطة طوارىء سياسية – اقتصادية". ومن المتوقع ان تبدأ الاتصالات بعد ان يتم تكليف ارئيل شارون بتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي بعض المصادر (بن كسبيت، "معريف" 4 شباط) تشتمل خطة أريئيل شارون و "الليكود" على إبعاد الرئيس ياسر عرفات من رام الله وايجاد قيادة فلسطينية بديلة. <<هذه مصيدة عسل محكمة – يكتب كسبيت – شروطها المسبقة هي إبعاد صدام حسين من بغداد وياسر عرفات من رام الله وتطبيق الاصلاحات في السلطة الفلسطينية. وقد حدّث ارئيل شارون لعمرام متسناع عن لقاءاته مع "فلسطينيين". وتباهى بزيارة ابو مازن الى مزرعة الجميز ("هذه زيارة تاريخية") والاهم من ذلك: زيارات جديدة لوزير المالية الفلسطيني سلام فياض لنفس المزرعة. فياض – قال شارون – يصل الى المزرعة لوحد÷، في الخفاء. "جاء لأخذ النقود". حاول شارون ان يقنع متسناع ان الامر سيحدث قريبا جدا. عرفات في الطريق للخارج. فياض وابو مازن في الطريق نحو الداخل.>>

وتشتمل الخطة على انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي الى حدود ما قبل اجتياحات أيلول 2000، وتجميد الاستيطان – بما في ذلك "الزيادة الطبيعية" – واخلاء "البؤر الاستيطانية العشوائية" وفتح اسواق العمل في اسرائيل امام العمال الفلسطينيين والعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

كما تشتمل الخطة على جانب اقتصادي بهدف النهوض بالاقتصاد الإسرائيلي وانقاذه من أزمته. ويقول كبار المسؤولين في "الليكود" ان الهدف من هذه المشاورات التوصل الى خطة اقتصادية وسياسية مشتركة، في حين يرى المحللون ان الهدف الاساس من وراء المبادرة ليس سوى الضغط على حزب "العمل" ودفعه نحو مائدة المفاوضات على حكومة وحدة وطنية جديدة في اسرائيل.

ويتمسك "العمل" بموقفه الرسمي الرافض لفكرة المشاركة في حكومة وحدة بقيادة شارون، لكن طرح القضايا الاقتصادية والسياسية التي تشكل جوهر الخلاف بين "الليكود" و "العمل" من شأنه ان يحرج الثاني ويدخله في "مصيدة": فمن جهة، سيجد "العمل" نفسه محرجا بصورة علنية في رفض التباحث في "خطة طوارىء سياسية – اقتصادية"، ومن جهة اخرى سيكون قد دخل "المصيدة" اذا توصل الى تفاهم مع "الليكود" في هذه القضايا. وفي ذلك يقولون في "الليكود": "ما دام بالامكان التوصل الى تفاهمات كهذه، فما هو المعنى من رفض الذهاب الى الوحدة؟".

ويحرص "الليكود" على الدخول في أي نوع من المفاوضات مع "العمل"، ويرى المحللون ان مفاوضات كهذه ستحرف الجدل الداخلي في "العمل" بين المعنيين بدخول ائتلاف شارون والرافضين له.

ويعتزم "الليكود" خلال الايام القريبة تشكيل طاقمين اقتصادي وسياسي للتوصل مع مختلف الاحزاب، وبضمنها تلك التي ستفضل البقاء خارج الائتلاف الحكومي، الى "اتفاق عريض قدر الامكان في صالح الدولة".

ويلخص بن كسبيت حال المشاورات الائتلافية اليوم في ضوء موقف متسناع بالقول: <<هناك حوار الان بين شارون وبيريس. كان بود رئيس الحكومة ان يرى شمعون بيريس وزيرا للخارجية في حكومته. حاليا، الظروف لم تنضج بعد. ولعلها اذا نضجت، على شكل "خطة الطوارىء" المذكورة، واذا واصل متسناع في تمرده، سيضطر بيريس لتقبل حكم الحركة (المضادة) والتجند في الدفاع عن الوطن في الطرف المقابل من الشارع>>.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات