على ما يبدو فإن اسرائيل تدفع في هذه الاثناء ثمن الغطرسة والإحتلال وانشغالها في القضايا الامنية على حساب القضايا التربوية. إذ تشهد الساحة الإسرائيلية تفشيًا متصاعدًا ومقلقًا لحالات العنف والقتل في صفوف الفتيان والشباب الإسرائيليين
على ما يبدو فإن اسرائيل تدفع في هذه الاثناء ثمن الغطرسة والإحتلال وانشغالها في القضايا الامنية على حساب القضايا التربوية. إذ تشهد الساحة الإسرائيلية تفشيًا متصاعدًا ومقلقًا لحالات العنف والقتل في صفوف الفتيان والشباب الإسرائيليين. ووقفت السلطات الإسرائيلية في الأمس عاجزة عن تفسير هذه الظاهرة وايقافها عند حدّها بعدما قام فتى اسرائيلي في السادسة عشرة من عمره بقتل فتاة إسرائيلية في الخامسة عشرة من عمرها بعدما خرجت من البيت متجهة لمركز المشتريات في مدينة "رحوبوت" في مركز اسرائيل. وتبين أنّ الفتى قتل الفتاة من دون اي سبب ومن دون معرفة سابقة لها وبطريقة وحشية. وبعد التحقيق تبين أنّ الفتى كان تحت تأثير المخدرات. وتسجل إسرائيل في هذا جريمة القتل الثالثة منذ بداية العام، في صفوف من هم دون سن الثامنة عشرة فقط. من دون احتساب عشرات الحالات قام بها شباب فوق سن الثامنة عشرة في المناطق الاسرائيلية المختلفة.
ولم يمض أسبوع واحد فقط على قيام شاب اسرائيلي في العشرين من عمره بقتل والدته لانها لم تحضر له حاسوبًا جديدًا. وتبحث الشرطة تورط شاب في الثالثة والعشرين من عمره قام قبل يومين بقتل ابنته التي لم تتعد الثلاثة أشهر قبل اسبوع واحد. وقام شاب في السادسة والعشرين من عمره بطعن أخيه نتيجة خلاف عائلي "بسيط". ولا يزال شاب إسرائيلي آخر يصارع الحياة وأعلن الأطباء عن حالته بأنها ميئوس منها نتيجة طعنه من قبل شاب على شاطئ البحر بعدما قال لفتاة على شاطئ البحر بأنها "ظريفة". كل هذا في اسبوع واحد فقط.
وقال مراقبون إسرائيليون ان انشغال الدولة في امور تبتعد عن اهتمامات الشباب يساعد على تفشي العنف. كما أشار آخرون إلى ان استقطاب اسرائيل لحضارات اخرى من روسيا واثيوبيا أدى الى وجود مجتمع يعاني من ويلات تربوية لم تستطع المؤسسات معالجتها. وتشير المعطيات الى أن 37 في المائة من المجرمين هم من القادمين الجدد الى اسرائيل.
وتعاني إسرائيل في الفترة الاخيرة من حركة جريمة تستشري في النوادي الليلة والأماكن الترفيهية. وتفشي ظاهرة حملة السكاكين الى حين "أصبح وضع السكين عاديًا جدًا" في صفوف الشباب الاسرائيلي ، كما أكد اختصاصيون تربويون. وأحدثت هذه الجرائم حراكًا وسخطًا في صفوف أوساط إسرائيلية عديدة. واحتلت أعمال العنف والقتل المستشرية في صفوف الفتية الإسرائيلية الصفحات الأولى في كل الصحف الرئيسية، يوم الأحد 29/5. وانتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تعامل المؤسسات المختصة مع هذه الاعمال متهمة النيابة العامة الاسرائيلية بانشغالها في قضايا "تحتل العناوين الصحفية" وتتجاهل القضايا الملّحة في الدولة.
وكتب محرر الصحيفة، رافي جينات، مقالاً على الصفحة الأولى جاء فيه أنه يخاف على ابنته، إبنة السابعة عشرة من عمرها من الخروج لوحدها، وقال إنه "يرتجف خوفًا" عندما تخرج. وتساءل غينات: "ماذا يحدث لنا عندما تتحول جرائم القتل الى عادة يومية؟ ما قيمة هذه الدولة عندما لا تستطيع ابنة غيري او ابنتي من الخروج الى الشارع؟". وأنهى جينات مقالته: "عندما يتحدثون في اسرائيل فقط عن افلاس التربية والقانون وعندما يتحدثون فقط عن انهيار القيم والنظام، فإنهم يتحدثون ولا يفعلون شيئًا. وفي تلك الاثناء يُقتل الاولاد". وطلب غينات من ابنته ألا تخرج في هذه الأثناء من البيت.