بقلم: وديع أبونصار
أبدت أوساط إسرائيلية رفيعة المستوى تحفظها على ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في كامب ديفيد مؤخرًا، وصرحا فيه بأنهما سيمضيان قدُمًا بُعيد الحرب على العراق في الضغط على إسرائيل لتنفيذ المسؤوليات الملقاة عليها، بناءًا على ما يسمى بـ "خريطة الطريق" التي وضعها أعضاء "الرباعية" (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) كخطة لإعادة العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية من حالة المواجهة الدموية الحالية إلى مائدة المفاوضات، التي تهدف إلى تطوير الكيان الفلسطيني نحو دولة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية وقطاع غزة.
خرج البرلمان الاسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، الى عطلته الصيفية التي ستستمر حتى شهر أيار القادم. ستة اسابيع فقط انقضت منذ عقدت الكنيست الـ 16 جلستها الافتتاحية الأولى يوم 17 شباط. لكن أعضاء الكنيست قدموا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة 900 مشروع قانون فردي. وللمقارنة، يمكن الاشارة الى انه خلال دورة الكنيست الـ 15 كلها قدم اعضاء الكنيست 4،236 مشروع قانون كهذا.
افادت مصادر اسرائيلية مطلعة ان وزير البنى التحتية الاسرائيلي يوسيف فريتسكي طلب في الآونة الأخيرة من سلطة الوقود والخدمات النفطية في وزارته جمع معلومات عن حالة انبوب النفط القديم بين الموصل وحيفا تمهيدًا لبحث امكانية استئناف عمل هذا الانبوب مجددًا، اذا ما انتهت الحرب الاميركية – البريطانية على العراق بالاطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد واستبداله بنظام جديد موال لواشنطن.
جدد رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون التزامه ببدء عملية سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين <<بعد الحرب في العراق>>.
وقال في جلسة حكومته الاسبوعية (الاحد 30 آذار) ان هناك <<اتصالات سياسية سرية هذه الايام بين اطراف فلسطينية واسرائيلية>>.
تحوّلت حقيقة مشاركة عشرة صحافيين اسرائيليين في تغطية سير الحرب على العراق من داخل الاراضي العراقية والكويتية الى قضية بحد ذاتها على هامش الحرب، عندما اصبح هؤلاء "مصدر إزعاج" لقوات التحالف الامريكية – البريطانية، و"مصدر احراج" لسلطات الكويت، كونها "غضت الطرف" عن كونهم اسرائيليين ويعملون لحساب صحف تصدر في اسرائيل.
في صبيحة اليوم التالي على انتهاء ايام الحداد السبعة على وفاة ابنه عومري، خرج أميرام غولدين من منزله في قرية "أفيف" في الجليل وسافر ربع ساعة الى مكتبه القائم في مركز مدينة سخنين. لدى وصوله الى المكتب - يهودي وحيد في قلب مدينة عربية - رن جرس الهاتف. على الطرف الثاني كان الممثل محمد بكري. ابن أخيه، ياسين، وابن عمه، ابراهيم، كانا مشتبهين بتقديم المساعدة لناشط "الجهاد الإسلامي" حمادة، الفلسطيني من سكان جنين، الذي إنتحر في حافلة الركاب رقم 361 قرب مفرق ميرون وأخذ معه من هذا العالم تسعة اسرائيليين، بينهم عومري غولدين ابن الـ 20 عاما.
الصفحة 78 من 119