زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى اسرائيل ولقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارئيل شارون، المرتقب مع الرئيس جورج بوش بعد حوالي اسبوع، لم يغيرا شيئا في روتين "مواقع الاستيطان العشوائية"، سواء على المستوى الميداني، او على المستوى السياسي. ومن هذه الناحية فقد جسدت نهاية الاسبوع المنصرم تماما جملة النشاطات والتحركات المنوعة التي يقوم بها المستوطنون منذ شهور طوال بغية توطيد وتكريس استيلائهم على الارض.
ومن ابرز تحركات المستوطنين:
• طرح بديل لـ "خارطة الطريق".
فعشية " التدشين" المحتمل لـ "خارطة الطريق"، والتي يتعين على اسرائيل في نطاقها ان تزيل وتفكك فورا مواقع الاستيطان غير الشرعية التي اقيمت (في انحاء مختلفة من الضفة الغربية) منذ اذار 2001 (حوالي نصف المواقع القائمة حاليا)، لا يزال مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة يواصل مناقشة "بديله" لخارطة الطريق وللدولة الفلسطينية.
فقد اجرى المجلس يوم الخميس الفائت نقاشا اضافيا لما يسمى بـ "خطة الكانتونات". وتنبع فكرة طرح "البديل" من الضغط الشعبي المنادي بوجوب تقديم حل ما، وليس الاكتفاء بقول "لا" للخطط والمشاريع الاخرى المقترحة. وسيكون وزراء احزاب اليمين، المفدال والاتحاد الوطني وبعض وزراء الليكود، مدعوين في القريب للشروع بالعمل من داخل الحكومة من اجل هذه الخطة التي يقترحها مجلس المستوطنات، وبالتالي ضد "خارطة الطريق". وها هو بيني الون (وزير السياحة اليميني المتطرف - المحرر) يسعى في هذه الايام باتجاه مختلف قليلا في الولايات المتحدة، يطرح من خلاله امام رؤساء الطوائف المسيحية ما يدعوه بخطة "الاردن- فلسطين"! ( التي تعني طرد جميع الفلسطينيين الى الاردن واقامة دوله فلسطينية هناك – المحرر).
• تعبئة المستوطنات بمهاجرين جدد.
يلاحظ ان المستوطنات ذاتها تستوعب في الاونة الاخيرة اعدادا كبيرة من المهاجرين الجدد، وخاصة من فرنسا. ويتوجه قسم من هؤلاء المهاجرين الجدد للاستيطان ايضا في مواقع الاستيطان العشوائية. وعلى سبيل المثال فان رئيس المجلس الاقليمي لمستوطنات "غوش عتصيون" (جنوب الضفة الغربية) شاؤول غولدشتاين، يتواجد حاليا في فرنسا ساعيا الى اقناع اليهود الفرنسيين بالقدوم للاستيطان في مستوطناته. وفي مستوطنات "عيلي" و"شيلو" (شمال الضفة) وغيرهما تقيم الان مئات العائلات المهاجرة من فرنسا، والتي قدمت خلال السنوات الاخيرة.
• استيلاء على مزيد من الاراضي.
يدعي المستوطنون انهم أبرموا قبل ايام صفقة جديدة لشراء اراضي عربية في شمال الضفة الغربية تقع على مقربة من احد المواقع الاستيطانية في المنطقة.
وعلى ما يبدو فان الوضع الاقتصادي السيء الذي يعانيه الفلسطينيون يسهل على تجار وسماسرة تهويد الاراضي الذين يعملون لحساب مجالس المستوطنات المحلية مهمة شراء المزيد من اراضي الفلسطينيين، وهو ما يساعد المستوطنين على نقل ملكية الاراضي التي تقوم عليها مواقع استيطانية غير قانونية الى ايد يهودية. وبحسب مصادر المستوطنين فقد حصل ذلك في ما يسمى بموقع "غفعات اساف" و "مغرون" و "نفيه ودانئيل" و "طال بنيامين".
• يحرص مجلس المستوطنات اليهودية ظاهريا على مرور زيارة "باول" ولقاء شارون بوش المرتقب بـ "هدوء تام".
لذلك ليس مفاجئا اذا اتضح ان مجلس المستوطنات وافق على عملية اخلاء صورية لعدد من مواقع الاستيطان غير المأهولة، او شبه الخالية، والتي سيعود قسم منها على الاقل، بعد فترة قصيرة الى مكانه.
غير ان رؤية اعضاء حركة "كاخ" اليمينية المحظورة، تختلف عن رؤية المجلس، حيث اقاموا قبل حوالي شهر هيئة اطلقوا عليها "واضع حدود ارملة". والارملة هي المستوطنة لفنات عوزري، التي قتل زوجها "نتنئيل" في الموقع الاستيطاني المسمى "تلة 26" (قرب الخليل) قبل عدة اسابيع. وتضم هذه الهيئة ناشطين سابقين في حركة "كاخ" والتنظيم الارهابي اليهودي. وقد اعلنت هذه الهيئة اليمينية اعتزامها تنظيم نشاطات "احتجاج" ضد زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، بما في ذلك اعادة استيطان عدد من المواقع التي تم اخلاؤها سابقا. وبالفعل فقد عاد مستوطنون من انصار "كاخ" يوم الخميس الماضي للاستيطان مجددا في موقع على مقربة من مستوطنة "متسبيه يريحو" (المطل على مدينة اريحا) كان قد اخلي المستوطنون منه قبل اسبوع فقط، كما عاد مستوطنون مطلع الاسبوع الماضي للاستيطان في الموقع المسمى بـ "غفعات هأنتينوت" (في مدينة الخليل). في نهاية اللاسبوع الماضي تم اخلاء الموقع بناء على طلب من الشرطة الاسرائيلية لكن المستوطنين تعهدوا بالعودة "بتصريح او دون تصريح ".
في نهاية الاسبوع الفائت ايضا اقام المستوطنون موقعا استيطانيا جديدا الى الجنوب من نابلس اطلقوا عليه اسم "غفعات غدعون"، نسبة الى غدعون ليخترمان، وهو مستوطن قتل يوم الاربعاء الماضي برصاص مسلحين فلسطينيين.
وكان عشرات المستوطنين المتواجدين في الموقع قد اعتدوا بالضرب قبل ايام على عدد من ناشطي حركة "غوش شالوم" اليسارية وعلى امرأة فلسطينية مسنة حسبما افادة ناشطون في الحركة المذكورة تظاهرو احتجاجا على انشطة المستوطنين التوسعية وغير الشرعية في الاراضي الفلسطينية.