بدأ طاقم المفاوضات في "الليكود" المفاوضات الائتلافية، بعد أن ألقى الرئيس الاسرائيلي، موشيه قصاب، بمهمة تركيب الحكومة الاسرائيلية القادمة، على زعيم "الليكود" ورئيس الحكومة المعين أريئيل شارون. وابتداء من الثلاثاء يتبقى لدى شارون 26 يومًا لإنجاز مهمته، و14 يومًا إضافيةً كتمديد. لكن مقربي شارون قالوا إنه لا ينوي إستغلال التمديد (14 يومًا)، إلا في حالة تراجع حزب "العمل" مستقبلا عن رفضه الدخول إلى الحكومة.
وقد تغيب حزب "العمل"، الذي دُعي أولا، عن الحضور (الاثنين 10 شباط)؛ خلافاً لموقف كتل "شينوي" و"شاس" و"الاتحاد القومي"، التي لبت الدعوة. ويتشاور "الليكود" ايضا مع أحزاب "المفدال"، و "يهدوت هتوراه" و "عام إحاد"، في حين يرفض "ميرتس" دعوة "الليكود"، على ما يبدو، بدوافع "مبدئية".
وبحسب أقوال مقربي شارون، فإن المفاوضات الأساسية مع حزب "شينوي"، التي تملك 15 نائبًا، تهدف إلى إقناعه بالتنازل عن إلغاء حركة "شاس". وقد عبّر "كبار" من "شاس"، عن خشيتهم من أن يفضل شارون "شينوي" على "شاس". وقال مقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية إن شارون سيعرض على "شاس" وزارات تقل في أهميتها عن تلك التي تملكها اليوم، وذلك من أجل التلميح بأنه يعلق آماله على "شينوي". بالمقابل، قدّرت عناصر في "الليكود" وفي "شينوي" أن احتمالات إنضمام الأخيرة إلى الائتلاف هي ضئيلة، وأن شارون سيقيم في النهاية حكومة "يمين - حريديم" ضيقة من 62 نائباً، أو من 69 نائباً، مع "الاتحاد القومي".
وقد بعث غادي رافيه، مدير مكتب رئيس حزب "العمل"، عمرام متسناع، برسالة إلى رئيس طاقم المفاوضات من "الليكود"، أوري شاني، وأعلمه فيها أن "العمل" يرفض بعث مفوضين - ليس إلى المفاوضات فقط، وإنما حتى إلى "مشاورات" في مواضيع سياسية - إقتصادية، كما كُتب في الدعوة لحزب "العمل". ولكن رافيه كتب، مع ذلك، أن متسناع "سيلبي بسرور الدعوة لكل لقاء إضافي مع رئيس الحكومة".
ولم ينفِ "كبار" في "الليكود" إقامة لقاء آخر بين شارون ومتسناع، ربما هذا الأسبوع، مع أن شارون يقدر في أحاديث شخصية، أن "العمل" لن ينضم للحكومة، في الفترة القريبة القادمة على الأقل.
وقد قالت عناصر في "الليكود"، إن موافقة متسناع على مسار الرئيس بوش كأساس للتقدم السياسي، تعني أن <<هناك على ما يبدو أساسًا لخطة سياسية مشتركة>>. وبحسب هذه العناصر، فإنه من غير الواضح السبب في رفض متسناع لخطة بوش، وبالتالي تحويل نفسه إلى <<أخ توأم لياسر عرفات>>.
وقد سُمعت أصوات في "العمل"، منها لأعضاء كنيست في الكنيست الخارجة، آفي يحزكئيل وصالح طريف، بأنه لا يجب إلغاء المفاوضات مع "الليكود" نهائيًا، حتى لو لم تثمر بشيء. وأعلن طريف أنه ينشط، سوية مع آخرين، من أجل تجنيد 230 توقيعًا لأعضاء مركز "العمل"، بطلب عقد إجتماع للمركز والبحث في دعوة "الليكود". وقال طريف إنه وعلى الرغم من معارضته لدخول الحكومة، إلا أن قرار عدم الدخول في مفاوضات، يجب أن يُتخذ في المركز، السيد الحقيقي في الحزب. وقال السكرتير العام لحزب "العمل"، أوفير بينس، إن <<إعتذار شارون عن الاستغلال الذي قام به لحزب ‘العمل‘ في الحكومة السابقة، قد يلقى آذانًا صاغية. لكن شارون بذّر بقلة مسؤولية خطيرة الاعتماد الكبير الذي منحه إياه ‘العمل‘، وكل مطلب آخر منه، هو وقاحة لا متناهية>>.
*متسناع يدعو شارون للكف عن ممارسة الضغط على "العمل"
وقد بدأ شارون رسميا مشاوراته الهادفة الى تشكيل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الجديد، في وقت شدد فيه الضغوط على العماليين الاسرائيليين بزعامة عمرام متسناع لينضموا الى حكومة وحدة وطنية <<بسبب خطورة الاوضاع الراهنة>>.
ويفاوض شارون من قاعدة اربعين نائبا لحزبه، بعد الاندماج مع حزب الروس "اسرائيل بعلياه"، محتلا ثلث المقاعد في البرلمان الذي يتمثل فيه 12 حزبا.
وكان شارون، الذي كلفه الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب رسميا الاحد 9 شباط هذه المهمة، قال انه سيسعى الى تشكيل حكومة ترتكز الى <<توافق وطني واسع بسبب ضرورات الظروف الراهنة>>.
وتحدث شارون خصوصا عن مسألة <<الارهاب" الفلسطيني>> وحرب وشيكة على العراق وخطورة الوضع الاقتصادي في البلاد. وقال <<لا يمكن لاحد ان يتقاعس. اننا ملزمون بالسير معا. من يرغب في السلام يجب ان يدخل الى الحكومة او ان يتحمل مسؤولية رفضه>>.
وقد رد زعيم حزب العمل عمرام متسناع على الفور فوجه رسالة الى شارون يدعوه فيها الى <<التوقف عن ممارسة الضغط على الحزب>> واصفا ما يقوم به رئيس الحكومة المكلف بانه <<تدخل وقح في الشؤون الداخلية للحزب>>.
وقال متسناع في الرسالة التى اوردت مقتطفات منها صحيفة 'معاريف': <<ادرك خطورة المرحلة ولكن ليس هناك اي اساس يمكن ان يبرر دخولنا الى الحكومة>>.