تدل المعطيات التي جمعتها اجهزة الأمن الاسرائيلية على ان 1،945 شهيدا فلسطينيا سقطوا منذ بداية المواجهة في المناطق الفلسطينية حتى منتصف الأسبوع الجاري. وحسب <<المعلومات>> التي بحوزة هذه الأجهزة الأمنية، فانها تدعي بوجود ما يربط 82% من الشهداء بأعمال <<عنف وارهاب>>. اما بالنسبة لـ 11% من الشهداء فلا تتوفر اية معلومات تدل على علاقة لهم بـ <<الارهاب>>، بينما الـ 7% الاخرون فهم فتية واولاد تحت سن الـ 16 عاما.
لكن الأرقام التي جمعتها الأجهزة الأمنية، والتي تشكل تقديرات داخلية لا يتم نشرها بصورة رسمية عادة، هي اقل بكثير من الأرقام الحقيقية التي تعرضها جهات فلسطينية ودولية مختلفة وبضمنها منظمات لحقوق الانسان، اذ تتحدث هذه عن ان الكثر من 2000 فلسطيني استشهدوا منذ بدء الانتفاضة.
وبموجب المعطيات الاسرائيلية، فان 441 من الشهداء هم من نشطاء حركتي "حماس" و "الجهاد الاسلامي"، و427 شهيدا (22%) من اعضاء "فتح" و "التنظيم" و 329 شهيدا (17%) من قوى الأمن الفلسطينية، و69 شهيدا (4%) من الفصائل المعارضة - الجبهة الشعبية والجبهة الدمقراطية ، "فتح - ابو موسى" و "الجبهة الشعبية - احمد جبريل". ولم تكن لـ 417 شهيدا اية علاقة مع أي من التنظيمات، <<ولكن توجد شكوك قوية بأنهم كانوا ضالعين بعمليات "ارهابية">>. (يدور الحديث هنا ايضا عن الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال تنفيذهم عمليات، دون ان يكونوا منتمين لأي تنظيم).
بالمقابل، فان 18% من الشهداء معرَّفون بأنهم "مواطنون" - لم يعثر على ما يثبت علاقة بين 235 منهم (11%) وبين الأعمال <<الارهابية>> (كثيرون منهم هم من النساء والشيوخ). 130 شهيدا (7%) هم في سن الـ 16 عاما وما دون.
ومع ذلك، ادعت المصادر العسكرية الاسرائيلية الى انه ليس من الواضح تماما ان الشهداء المدنيين قتلوا، في كل الحالات، بنيران اسرائيلية. <<من المحتمل ان يكون بعضهم قتل بنيران فلسطينية خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي>>، ادعت هذه المصادر.
ولفتت المصادر العسكرية الاسرائيلية الانتباه، بشكل خاص، الى عدد من الشهداء الذين سقطوا في مخيم جباليا خلال عملية الجيش هناك الأسبوع الماضي. فالجيش يدعي بأنهم قتلوا جراء انفجار عبوة فلسطينية، بينما تقول المصادر الفلسطينية ان هؤلاء المواطنين استشهدوا جراء قذيفة اطلقت من دبابة اسرائلية.
وفي ما يتعلق بقتل الأولاد، قالت المصادر الاسرائيلية انه في بعض الحالات <<كان اولئك فتية ألقوا زجاجات حارقة، وثمة حالات اخرى، قليلة، كان فيها الأولاد ضالعين في استخدام سلاح ناري>>. وروى روى ضابط اسرائيلي كبير، مثلا، في حديث مع "هآرتس" (13 اذار) ان التحقيق الذي اجراه الجيش حول ظروف وفاة فتى في الـ 11 من عمره في نابلس قبل شهرين، <<بين ان الفتى قتل جراء انفجار عبوة ناسفة بين يديه. كما دل التحقيق على ان الفتى كان يهم بالقاء العبوة، سوية مع احد رفاقه، على قوة من جنود الجيش>>.
ورغم ذلك، قال مصدر امني انه <<"في كل الأحوال، لا مبرر لموت فلسطينيين تحت سن الـ 16، حتى ولو اطلقت النيران عليهم وهم يلقون زجاجات حارقة. هذه الحالات تفرض على الأجهزة العسكرية فحص ذاتها>>.