المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 1671

داني روبنشتاينهنـاك مـن لا يقنطون من محاولات التوصل الي اتفاق. ففي القاهرة ستستأنف في هذا الاسبوع الاتصالات بين ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة في محاولة جديدة للتوصل الي وثيقة تفاهم حول أهداف الكفاح الفلسطيني. أحد التفاصيل الهامة في هذه المباحثات هو مشاركة المحامي خضر شقيرات من شرقي القدس فيها. وخضر يمثل مروان البرغوثي في هذه المباحثات.

 

الأنباء التي تم تناقلها في شرقي القدس وتم تأكيدها بالامس تتحدث عن ان شقيرات قد التقي سريا عدة مرات مع رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، الذي يعتبر الشخصية المركزية في هذه المباحثات.

وفي خلفية لقاءات القاهرة يقف ايضا رئيس الاستخبارات البريطانية، اليستر كروك، الـذي يتدخل بتكلـيف من خافيير سولانا المسؤول عن ملف الخـارجية في الاتحـاد الاوروبي. ويبدو ان سليمان وكروك يوليان أهمية كبيـرة لاطـلاع البـرغوثي علي مجريات مباحثات القاهرة بسبب الشعبية التي يتمتع بها في المناطق والتي تظهر من خلال استطلاعات الرأي العام الاخيرة في الضفة وغزة. ومن الواضح ايضا ان الاستخبارات الامريكية مطلعة هي الاخري علي مجريات الامور.

في مركز المباحثات ستطرح بالطبع قضية تواصل عملية الحوار بين فتح وحماس، والتي كانت قد بدأت قبل سنة ونصف في قطر وتواصلت بصورة متقطعة في غـزة والقاهــرة. في هذه المرة قام عرفات بارسال أبو مازن، الشخصية الثانية في الحركة الفلسطينية، الامر الذي يدلل علي الأهمية التي يوليها لهذه الجولة من المباحثات. ممثلو حماس هم قادة الخارج ، من دمشق وبيروت، حيث يقومون بتبادل المهمة فيما بينهم. وفي الاسبوع الماضي اتصل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي في حماس، مع عرفات وتحادثا فيما بينهما حول استئناف الحوار بين الحركتين.

الامر الجديد الآخر في محادثات القاهرة هذه هو مشاركة ممثلين عن الفصائل الاخري، ومن بينهم الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي. الجنـرال عمر سليمان والطاقم المصري قامــوا بدعوة ممثلي الجبهة الشعبية في دمشق في الاسبوع الماضي لاجراء سلسلة لقاءات في القاهرة، وشارك عن الجبهة في تلك اللقاءات كل من ماهر الطاهر وأبو احمد فؤاد وأبو علي حسن.

واليوم سيقوم المصريون بانهاء سلسلة مباحثات مع ممثلي حركة حماس، وغدا ستبدأ جولة المباحثات المركزية بين كل الأطراف حسب الخطة.

حول ماذا يتحدثون في هذه اللقاءات التي تجري كما أسلفنا منذ سنة ونصف السنة؟ المسألة الأهم من الزاوية الاسرائيلية هي بالطبع مسألة وقـف العمليات. أما بالنسبة للفلسطينيين فهناك جهود تبذل طوال الوقـت من اجـل التـوصل مــع حمــاس الي اتفاق حول ايقاف العمليات داخل اسرائيل. عرفات والناطقون بلسانه يستخدمون بصورة متزايدة عبارة ايقاف العمليات ضد المدنيين من الجانبين . ومعني هذه الكلمات من وجهة نظرهم هو حسب اعتقادي ان الفلسطينيين يـرون بالمستـوطنين جــزءا مـن قوة الاحتلال.

مصدر فلسطيني مشارك في المباحثات يقول بأن المسألة المطروحة علي البحث قد صيغت بصورة مبدئية: قبل التحدث عن العمليات، يتوجب ان يتوصل ممثلو الأطراف الي اتفاق حول المسألة الأهم بالنسبة لهم، وهي ما هي أهداف الكفاح الفلسطيني؟.

المبادرون الاجانب لعقد لقاءات مع أبو مازن وممثلي حركة فتح يطلبون بأن توافق حماس وباقي الأطراف الفلسطينية علي ان هدف الكفاح الفلسطيني هو اقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967، أي في الضفة وغزة فقط. ومن هنا سيكون بالامكان التقدم نحو المفاوضات السياسية مع اسرائيل بمساندة دولية واسعة.

فهل سينجحون في مسعاهم؟ هناك شك كبير في ذلك. ولكن هذه هي اللعبة الجدية علي ما يبدو في سياق السعي للتوصل الي التسوية في الوقت الراهن، ومن الأجدر ان يأخذها معدو الخطط السياسية في اسرائيل بعين الاعتبار ويعطوا رأيهم فيها أمام الناخبين.

(هآرتس23/12/2002)

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات