تتبنى أوساط سياسية كثيرة، ولا سيما في المعارضة الإسرائيلية، فكرة مؤداها أن سبب رسوخ السياسة العامة، التي تنتهجها إسرائيل حيال القضية الفلسطينية، يعود أساساً إلى هيمنة اليمين على مؤسّستها السياسيّة.
على أعتاب الانتخابات الإسرائيلية العامّة المبكرة، التي ستجري يوم 9 نيسان القريب، تتواتر التحليلات التي تركّز على أبرز الشروخ والانقسامات بين شتّى القوى الحزبية المتنافسة، ضمن حقل المعاني المُستمدّ من تقصّي الدلالات.
قبل نهاية العام الفائت بخمسة أيام أعلن ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة نهاية ولايته، وقرّر الذهاب إلى انتخابات عامّة مبكرة يوم 9 نيسان القريب بدلاً من الموعد القانونيّ الأصلي، وهو يوم 5 تشرين الثاني المقبل. وخلال أقل من أسبوعين منذ حلّ الكنيست شهدت خارطة الأحزاب الإسرائيلية تغيّرات سريعة وغير متوقعة، وظهرت عدة أحزاب جديدة أكدت نيتها خوض هذه الانتخابات على خلفيات متعدّدة (طالع التغطية الخاصة حول انتخابات 2019 ص 2 و 3).
يصدر هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" في ظل أزمة حادّة عصفت بحكومة بنيامين نتنياهو الرابعة على خلفية إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوم الأربعاء الفائت استقالته من منصبه وانسحاب حزبه "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي. فقد ترك انسحاب هذا الحزب الائتلاف الحكومي مع أغلبية ضئيلة، 61 مقعداً في مقابل 59 مقعداً للمعارضة، وهو ما عزز احتمال إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها الرسمي في تشرين الثاني 2019. لكن سرعان ما تبين أن هذا الاحتمال أرجئ إلى أجل غير مسمى.
يصدر هذا العدد من "المشهد الإسرائيلي" غداة بدء أعمال الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلي واستئناف الجهود المحمومة التي يبذلها رئيس الليكود والحكومة بنيامين نتنياهو لتبكير موعد الانتخابات العامة، ضمن مسعاه الذي لا يكلّ للهروب إلى الأمام من ملفات التحقيق معه بشبهات فساد، وللاستئثار بشعبية جارفة في هذه الانتخابات، في حال إجرائها، من شأنها أن تشكل عنصراً رادعاً لـ"سلطات تطبيق القانون" و"حراس التخوم".
تطالعون في هذا العدد ترجمة خاصة لغالبية مقاطع مقالة جديدة تحت عنوان "حربا 1948" للمؤرخ الإسرائيلي هيلل كوهن، ظهرت في العدد الأخير (آب 2018) من مجلة "هذا الزمن" الإلكترونية الجديدة التي تصدر عن "معهد فان لير" في القدس، وتُعنى بالقضايا الفكرية والجدل الجماهيري العام.
الصفحة 35 من 45