حظي حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي بنصيب وافر من الجدل والنقاش مؤخرا في الصحافة، وفي أوساط النخب والمثقفين الإسرائيليين، ولم يكن مبعث ذلك وقوع تطورات دراماتيكية في برامج الحزب أو تكوينه القيادي، وإنما ببساطة لأنه بات مهددا بالفشل في اجتياز نسبة الحسم (3.25 في المئة) في الانتخابات القريبة، وبالتالي الاختفاء نهائيا من المشهد السياسي الإسرائيلي، بعدما شهد تراجعا مطّردا على امتداد العقود الثلاثة الماضية، على غرار ما جرى مع حليفه التاريخي، حزب العمل.
وهكذا انطلقت دعوات حارة للجمهور من أجل إنقاذ حزب ميرتس من الغرق والتلاشي، تارة من أفراد حريصين على هذا الحزب الذي ظل الممثل الأبرز لليسار الصهيوني الإسرائيلي في مراحل المد اليميني الجارف، وأحيانا من هيئات ومؤسسات كما فعلت هيئة تحرير جريدة "هآرتس" في افتتاحيتها يوم الثاني عشر من آذار الجاري. وفي المقابل برزت أصوات مناقضة، لا تبدي أسفا كبيرا على مصير ميرتس، بل ترى أن غيابه ضرورة لا بد منها لولادة يسار إسرائيلي جديد.
اللافت أن هذا الاهتمام الكبير بمصير ميرتس لا يعود إلى أهمية الحزب، وإنما لأن الاستطلاعات تظهره مترنحا ويراوح حول نسبة الحسم، فمرة يجتازها وأخرى يخفق في عبورها، وما يمكن أن يسببه بقاء الحزب أو اختفاؤه من تأثير على القضية المركزية التي ستحسمها انتخابات الثالث والعشرين من آذار 2021، وهي من الذي سينجح في بناء ائتلاف يزيد عن 61 نائبا، هل هو معسكر بنيامين نتنياهو ومؤيدوه، أم معسكر المعارضين لاستمرار حكم رئيس الحكومة المتهم بالفساد. ولا يخفى أن نجاح ميرتس في اجتياز نسبة الحسم سيجند أربعة مقاعد على الأقل لصالح المعارضين، بينما فشله يعني أن القوة الانتخابية لمؤيديه سوف تتبدد، وستستفيد من ضياعها الأحزاب الكبيرة، ما يعني منح نتنياهو المقعدين اللذين يستميت في الحصول عليهما.
في معايير يسارية الحزب
يعرض حزب ميرتس على صفحته الإلكترونية مجموعة من الخطوط العريضة والمبادىء التي هي أقرب للدعاية الانتخابية، منها للبرنامج الذي يفصح عن الهوية الفكرية والاجتماعية للحزب، من هذه الشعارات واحد يقول "ميرتس هو اليسار"، ما يستدعي فحصا معياريا ليسارية هذا الحزب في ضوء ثلاثة معايير معروفة عالميا هي: موقفه من الصراعات الطبقية والاجتماعية ومدى تمثيله لمصالح الطبقة العاملة والطبقات الفقيرة، وموقفه من التغيير والتجديد وعلاقة الدين بالدولة وحقوق الإنسان والحريات العامة والحقوق المدنية بشكل عام، وموقفه من الصراعات الوطنية والقومية، وفي حالتنا الملموسة موقفه من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
تأسس حزب ميرتس في آذار 1992 نتيجة اتحاد ثلاث مجموعات على يسار الخريطة السياسية الإسرائيلية، هي حركة حقوق المواطن "راتس" بقيادة شولاميت ألوني، وما تبقى من حزب "مبام" التاريخي برئاسة يائير تسبان، وجناح من حركة التغيير (شينوي) برئاسة أمنون روبنشتاين. وفي العام نفسه حقق الحزب أعلى حجم تمثيل له في الكنيست بحصوله على 12 مقعدا، دخل فيها شريكا قويا لحزب العمل برئاسة إسحق رابين في ذلك الوقت، وهي الحكومة التي أبرمت اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية.
في الدورات اللاحقة تراجعت قوة الحزب بشكل تدريجي وشهد بعض الصراعات الداخلية، لكن الصراع الأهم كان بين حقيقة كون الحزب صهيونيا يرى أن قيام دولة إسرائيل تجسيد لحق تقرير المصير "للشعب اليهودي"، وبين دعايته المعلنة عن تأييده للسلام وإنهاء الاحتلال، من دون أن يصل هذا التأييد إلى الإقرار بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، كما يؤكد الزميل برهوم جرايسي في تدوينة له، ومن دون أن يقر بالطبع بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، لا بل مع إقراره ببقاء الكتل الاستيطانية الرئيسية، مع أنه قام بتسمية ذلك بتبادل الأراضي.
ويعرض جرايسي، في نشرة خاصة أصدرها مركز "مدار" في شباط 2021 عن برامج الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في الانتخابات المقبلة، ومنشورة على الموقع الإلكتروني للمركز، ما ورد في برنامج حزب ميرتس حيث يؤكد الحزب على صهيونيته، ويتحدث عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي، ويلفت إلى أن العبارة الواردة عن التساوي في الحقوق يقصد بها الحقوق المدنية في داخل إسرائيل، لأنها مقتبسة من وثيقة الاستقلال الإسرائيلية. ويقتبس جرايسي "إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، الدولة التي فيها يطبق الشعب اليهودي حقه بتقرير المصير الجماعي"، وكذلك "الدولة تابعة بشكل متساو لكل مواطنيها، ويستحق كل مواطنيها مكانة متساوية دون تمييز على خلفية دينية وقومية وميول جنسية، وهوية جندرية، وكل ميزة أخرى"، ويواصل ميرتس التأكيد على منطلقاته باكثر من صيغة فيقول "إن حق الشعب اليهودي بوطن قومي، وحق كل مواطني إسرائيل بشراكة كاملة في السيادة على دولتهم، لا تناقض بينهما".
مواقف من الصراع الاجتماعي والطبقي
يسارية ميرتس لا تتبدى أيضا بوضوح في قضايا الصراع الاجتماعي والطبقي، والموقف من الخصخصة وانفلات اليمين الشعبوي الإسرائيلي في سياساته الاقتصادية المحابية لكبار رجال الأعمال، والتي أوجدت فوارق هائلة في مستويات الدخل، وتراجعت عن السياسات الاقتصادية الاجتماعية ذات المظهر الاشتراكي الديمقراطي لحكومات حزب العمل. ويمكن القول إن المعارك الاجتماعية والاقتصادية تبنتها حراكات مستقلة، بل إن بعض المعارك الاقتصادية دفاعا عن حقوق الفئات المحدودة الدخل، تبنتها حركات يمينية، كحزب "كولانو" في قضية الاتصالات. أما الحقوق المعيشية للفئات الفقيرة فقد تركت نهبا للأحزاب الدينية المتزمتة التي اعتادت دعم الحكومات القائمة مقابل رشى وامتيازات تستخدمها في تنفيع جمهورها الانتخابي المغلق.
أبرز فعاليات ومواقف ميرتس اليسارية تبرز في قضايا الحقوق المدنية والحريات الفردية والعامة وبشكل خاص الموقف من المساواة في حقوق المواطنة، وحرية التعبير، وحقوق المثليين، والموقف الرافض لأي شكل من أشكال التمييز، ومعارضة نفوذ الأحزاب الدينية والإكراه الذي تمارسه هذه الأحزاب والذي يتم عادة بالتواطؤ مع حزب السلطة. ولكن حتى في هذا الجانب المدني العلماني، يمكن القول إن ميرتس لم يمض في صراعه ونضاله حتى نهاية الشوط، وترك الساحة مفتوحة لأحزاب وحركات يمينية مثل حزب "يوجد مستقبل"، وحتى لأحزاب شوفينية عنصرية مثل حزب "يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا)"، وكلا الحزبين الأخيرين بنى لنفسه قاعدة شعبية مهمة استنادا لمواقفه المدافعة عن الطابع العلماني في مواجهة الأحزاب الدينية ونفوذها.
تحالفات غير يسارية
لا تقتصر معضلة حزب ميرتس على تردده في خوض معاركه المبدئية كما ينبغي لحزب يساري أن يفعل، بل ينسحب ذلك على تحالفاته الغريبة مع خصوم سياسيين وأيديولوجيين، ومواقف أكثر غرابة. ففي موضوع تحالفاته كان الدافع الأهم وراءها المصلحة الانتخابية كما جرى في انتخابات الكنيست الثالثة والعشرين، التي جرت في الثاني من آذار 2020، والتي تحالف حزب ميرتس فيها مع حزب "إسرائيل ديمقراطية" برئاسة إيهود باراك المتهم بارتكاب جرائم حرب، وحزب العمل برئاسة عمير بيرتس الذي سارع للانضمام لحكومة نتنياهو، وحركة غيشر برئاسة أورلي ليفي- أبكسيس خريجة مدرسة الليكود، و"إسرائيل بيتنا" لاحقا، وإحدى المبادرات لقانون القومية العنصري.
وسبق للحزب أن انخرط في تكتل عريض آخر في العام 2003، حين تشكلت كتلة "ياحد" في محاولة لتوحيد وتجميع كتل اليسار، بمشاركة حزب "شاحر" برئاسة يوسي بيلين الخارج من حزب العمل، ورومان برونفمان ممثل حركة الخيار الديمقراطي المنشقة عن حزب "يسرائيل بعلياه" للمهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، لكن هذه التجربة لم تكتب لها النجاح، وعاد حزب ميرتس بعدها كما كان، يصارع من أجل البقاء.
وعن مواقف الحزب الغريبة أو المناقضة ليساريته، يكفي التذكير بموقف ممثله في الكنيست الجنرال يائير غولان الذي أبدى استعداده لتأييد مخطط الضم إذا كان ذلك سيؤدي للانفصال عن الفلسطينيين، وهو موقف منسجم مع مواقف كثيرة مشابهة لقضايا حساسة في الصراع ظل حزب ميرتس فيها حريصا على الانسجام مع "الإجماع الصهيوني".
التمسك بصهيونية الحزب
في فصل مخصص لحزب ميرتس وأزماته، يعرضه أنطوان شلحت عبر تقرير "مدار" الاستراتيجي للعام 2018، يتطرق إلى الصراعات الداخلية والخلافات الحادة بين رئيسة الحزب السابقة زهافا غالئون، وخصمها ومنافسها إيلان غيلئون آنذاك (2017)، حيث يحاول هذا الأخير المنحدر من حزب "مبام"، التركيز على القضايا الطبقية والاجتماعية، والهموم المعيشية المباشرة للإسرائيلي العادي، ويأخذ على رئيسة الحزب زهافا غالئون أنها تفضل الفلسطينيين واللقاءات مع الرئيس أبو مازن على اهتمامها بشؤون بلدها وناسها، بينما ترفض غالئون أية محاولة لإعادة إنتاج "مبام" بجعل ميرتس أكثر اشتراكية واكثر انغلاقا بحسب رأيها، وتقول "مصوتو مبام ماتوا واختفوا، ولا يمكن العثور عليهم إلا في المقابر!". وتقول صراحة "أنا أريد ميرتس الذي يتحدث عن إنهاء الاحتلال، عن مكانة العلمانيين وحقوق الإنسان".
وتنفي غالئون بشدة، وباشمئزاز، كما ورد في تقرير مدار المشار إليه أعلاه، الادعاء بأن ميرتس أسقط الصهيونية من برنامجه، وتؤكد "ميرتس حزب صهيوني، حزب إسرائيلي فيه يهود وعرب، ولن يتخلى عن ذلك أبدا".
دعوات لإنقاذ ميرتس
في فترة مبكرة من السباق الانتخابي الحالي، كانت الاستطلاعات تعطي ميرتس مكانا مستقرا ومريحا فوق نسبة الحسم، مستفيدا من انحسار قوة حزب العمل، ومن خيبة جمهور اليسار من سلوك قادة حزب "أزرق أبيض" وبخاصة التحاق زعيميه بيني غانتس وغابي أشكنازي بحكومة نتنياهو. لكن هذا المكان تضعضع مع اشتداد التنافس وبروز أحزاب وتشكيلات جديدة، والأهم نهوض حزب العمل مجددا من تحت رماد الاندثار، وعودته لاستعادة مكانته على يسار الخريطة السياسية الإسرائيلية بعد انتخاب ميراف ميخائيلي لرئاسته، وهي التي أظهرت قدرا معقولا من التماسك والصمود في رفض الالتحاق الذيلي بحكومة نتنياهو كما فعل رئيس الحزب السابق عمير بيرتس، والنائب إيتسيك شموئيلي، ومن الواضح أن استعادة حزب العمل برئاسة ميخائيلي لبعض قواعده وجمهوره جاء حصرا على حساب ميرتس.
تطلق إيريس ليعال في مقال لها بعنوان "نعم أنقذوا ميرتس" في "هآرتس" بتاريخ 7/3/2021 نداء يشبه نداءات اليائسين لإنقاذ ميرتس، فتخاطب الفئة التي تعتقد أنها تراجعت عن تأييد الحزب بسبب الملل، وتقول "ارحمونا وأنقذوا الحزب فقط هذه المرة"، والكاتبة تقر أن حزبها المفضل بات يثير الملل حتى لدى نفسه لدرجة العجز، وهو شبيه بحزب "أغودات يسرائيل" من حيث أنه أشكنازي وقطاعي ومغلق، وتسجل على الحزب خطيئته الكبرى بترشيح الجنرال يائير غولان، الذي تصفه كمكرهة انتخابية، على لوائحه في الانتخابات الأخيرة وهو الذي لا يرى العالم إلا من فوهة مدفع، ومع كل ذلك تدعو ليعال جمهور ميرتس المتردد والملول إلى انتخاب قائمة الحزب من أجل التخلص من نتنياهو.
لا يتفق كل اليساريين الإسرائيليين مع منطق ليعال، فالكاتب اليساري روغل ألفر يجادل بأن أربعة مقاعد لميرتس لن تفيد في شيء، ويخوض هذا الكاتب نقاشا أشبه بالعراك مع رئيسة ميرتس السابقة زهافا غالئون، ويقول إن إسقاط نتنياهو واستبداله بسياسي مستقيم ورجل دولة يحترم القانون (يقصد جدعون ساعر) أفضل من حصول ميرتس على المقاعد الأربعة، ويصف ميرتس في مقاله في "هآرتس" في الأول من آذار بأنه حزب اليأس، عاجز تماما من ناحية برلمانية، ومحاصر في غيتو سياسي، وغير قادر على تخيل نفسه في السلطة. وكانت غالئون قد اتهمت ألفر بأنه يغلب التكتيك على المبادئ والقضايا الإستراتيجية، وأن شيئا لن يتغير في حال الإطاحة بنتنياهو وإحلال سياسي يميني أكثر تطرفا مكانه.
ويجدد ألفر حملته هذه في مقالة له في "هآرتس" بتاريخ 8/3/2021 حملت عنوانا مثيرا هو "يجب التخلي عن ميرتس بدون مشاعر"، مجددا قوله إن المهمة المركزية أمام اليساريين الآن هي إسقاط نتنياهو.
حين يكون اليسار مرادفا للخيانة
يلخص شلومو أفينيري أزمة اليسار الصهيوني بأنه يخوض صراعات على جبهتين، جبهة الصراع مع اليمين الذي يدعي أن هذا اليسار غير صهيوني، وجبهة الصراع مع ما أسماه اليسار المتطرف، الذي يهاجم اليسار الصهيوني لكونه صهيونيا وليس يساريا. ويشير أفينيري في مقالته في "هآرتس" بتاريخ 5/3/2021 إلى أن التحريض اليميني على اليسار تصاعد في العقود الأخيرة، إلى درجة وصف استعدادات اليسار بتقديم "تنازلات" للفلسطينيين بأنها خيانة، وقد بلغ هذا التحريض ذروته باغتيال رابين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى درجة نزع شرعية اليسار، وتحوّل مفهوم اليسار إلى كلمة ازدراء، إلى درجة بات معها بعض المحسوبين على اليسار يخشون من هذه الصفة، وكأنها مرض معد أو مرادف للخيانة.
ولا يفوت أفينيري أن يذكّر بأن اليسار حقق معظم إنجازات الحركة الصهيونية، السياسية والعسكرية والاقتصادية، في إنشاء دولة إسرائيل، ويقول بشكل قاطع انه ليس لليمين الإسرائيلي أية مساهمة مساوية أو مشابهة لما فعله اليسار الصهيوني.
وفي نفس اليوم يعرض أمنون هراري في مقاله المعادلة الصعبة والمعقدة، والتي تجعل من مصير ميرتس مؤشرا لمصير الانتخابات برمتها، فإذا اجتاز الحزب نسبة الحسم أو انسحب قبل الانتخابات فإنه سيحرم الليكود ونتنياهو من الوصول لأكثر من 60 مقعدا، وإذا خاض الانتخابات وخسر فإنه سيحرق عشرات آلاف الأصوات اليسارية، ويمنح واحدا على الأقل من المقاعد المهدورة لكتلة نتنياهو.
وترمي هيئة تحرير صحيفة "هآرتس" بثقلها لإنقاذ حزب ميرتس، فتكتب قبل الانتخابات بنحو عشرة أيام، وتقول إن لبقاء ميرتس أهمية تاريخية في المشهد البرلماني الإسرائيلي، وتخص بالذكر الموقف من الاحتلال الإسرائيلي، وعددا من المواقف كالموقف من المحكمة الجنائية الدولية، التي لا يمكن لأطراف الوسط واليسار الأخرى مثل "يوجد مستقبل" وحزب العمل، اتخاذ مواقف صريحة وجريئة منها كما يفعل قادة ميرتس، بينما ردد يائير لبيد وميخائيلي مواقف بنيامين نتنياهو تجاه نية المحكمة الجنائية التحقيق في شبهات ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يسار يحتضر
وبعيدا عن حسابات الانتخابات المتغيرة والمتقلبة، يضع الكاتب والباحث الإسرائيلي شلومو ساند الأمور في نصابها وسياقها التاريخي والعلمي، فيرى صاحب "اختراع الشعب اليهودي" و"اختراع أرض إسرائيل" في مقالة له في "هآرتس" بتاريخ 12/3/2021 بأن اليسار الإسرائيلي لم يكن يوما ديمقراطيا، ولم يعتبر دولة إسرائيل إطارا سياسيا لخدمة جميع سكانها بشكل متساو، وهذا اليسار فضل عدم الفصل بين الدين والدولة، واعتبر أن دولة إسرائيل هي ملك لجميع يهود العالم، مذكرا بأن قادة هذا اليسار واصلوا تطبيق الحكم العسكري كآلية عنصرية للتعامل مع المواطنين العرب الباقين في البلاد، كما أن هذا اليسار صوّت بالإجماع مع ضم القدس الشرقية المحتلة، وحرمان سكانها العرب من الحقوق المتساوية مع اليهود. ويخلص ساند إلى أن اليسار الصهيوني أنهى دوره وبدأ يحتضر، ومن الواضح أنه تعمد ألا يميز بين حزبي العمل وميرتس ليشمل الطرفين بحكمه، وهذا اليسار سوف يخلي مكانه ليسار جديد، لا يكتفي فقط بدمج النسوية، والبيئية، والليبرالية التعددية، ولكنه لا ينسى للحظة القمع الطبقي وسحق الآخر القومي.